فتحت صناديق الاقتراع لانتخابات الكنيست الـ23 أبوابها صبيحة اليوم الاثنين الموافق لـ 02.03.2020، لتنطلق المنافسة الانتخابية البرلمانية الثالثة خلال عام واحد فقط. ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع 6،453،255 مواطنًا. وجدير بالذكر أنّ صناديق الإقتراع ستبقى مفتوحة أمام الناخبين حتى الساعة العاشرة مساءًا.
يذكر أنّه لاول مرة بتاريخ الكنيست تجرى 3 دورات انتخابية خلال سنة واحدة، ولاول مرّة أيضًا تقام انتخابات الكنيست يوم اثنين وليس يوم ثلاثاء كما هو متبع في الدولة.
ووفقا للمعطيات فإنّه خلال انتخابات الكنيست الـ23 سيدلي 6453255 صاحب حق اقتراع بأصواتهم لـ30 قائمة قدّمت أوراق ترشّحها للجنة الانتخابات المركزية. وتقف نسبة الحسم في الانتخابات البرلمانية عند 3.25%.
وينشر 10631 صندوق اقتراع بمختلف أنحاء البلاد، اضافة الى 96 صندوق اقتراع ستتواجد بقنصليات اسرائيل حول العالم، اضافة الى 16 صندوق اقتراع نشروا بمناطق مختلفة في البلاد وهي مخصصة للمواطنين الذي يخضعون للعزل الصحيّ في منازلهم بسبب فيروس كورونا.
وبموجب ما أقرّته لجنة الانتخابات المركزية بما يتعلق بنزاهة الانتخابات خلال انتخابات الكنيست الـ21 و22 وهو ما سينفذ في انتخابات الكنيست الـ23 أيضًا، فإنّه يمنع لأي حزب نصب كاميرات داخل صناديق الاقتراع خلال العملية الانتخابية، وفي الحالات التي فيها شبهات بالمس بنزاهة الانتخابات يمكن لشرطي أو مراقب مكلّف من قبل لجنة الانتخابات بتصوير الحادث الشاذ. أمّا عند فرز الأصوات فيُسمح وضع كاميرات.
وخلال انتخابات الكنيست الـ 23 سينتشر في صناديق الاقتراع نحو 5000 مراقب وسيتجولون بين صناديق الاقتراع مزوّدين بكاميرات لرصد أي أحداث شاذة ويمكنهم التصوير في حال وجود شبهات جنائية، على أن تتم احالة مواد التصوير لاحقا للشرطة او للمستشار القضائي للجنة الانتخابات المركزية. كما سيقوم المراقبون بتصوير عملية فرز الأصوات في صناديق اقراع معيّنة.
ابرز القوائم المشاركة
حزب الليكود ، حزب "كحول لفان"، القائمة المشتركة، "يمينا" ، "العمل، جيشر ميرتس" ، "يسرائيل بيتينو" ، "شاس"، "يهدوت هتوراه" و "عوتسماه يهوديت".
لماذا انتخابات ثالثة في عام؟تأتي الانتخابات الإسرائيلية، بعد أن عجز كل من نتنياهو وغانتس، على مدار معركتين انتخابيتين، جرت الأولى في التاسع من إبريل/نيسان الماضي والثانية في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، عن تشكيل حكومة ائتلاف لكل منهما بمفرده عبر تشكيل ائتلاف حكومي من 61 نائباً من أصل 120 نائباً في الكنيست ، أو حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
في أواخر 2018 كانت كل الشواهد تشير إلى أن بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني في إسرائيل بلغ ذروة النفوذ.
فقد كان نتنياهو، أبرز الشخصيات السياسية من أبناء جيله، على وشك أن يصبح صاحب أطول فترة في شغل منصب رئيس وزراء إسرائيل.
لكنه كان يتمتع بأغلبية حرجة تتمثل في مقعد واحد بالبرلمان ولجأ إلى الدعوة لانتخابات مبكرة في التاسع من أبريل نيسان 2019. كان السبب المباشر الذي ساقه في الدعوة للانتخابات هو ضعف الائتلاف الحاكم بعد استقالة وزير الأمن أفيجدور ليبرمان. وكان ليبرمان الأكثر تشددا حتى من نتنياهو نفسه قد استقال متهما رئيس الوزراء بالتساهل مع المتشددين الفلسطينيين في غزة.
غير أن كثيرين من الإسرائيليين يرون إنها كانت حيلة من نتنياهو لكسب تفويض شعبي جديد يدرأ به خطر المدعين الذين كانوا في المراحل الأخيرة من صياغة قائمة اتهامات بحقه من بينها الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وتقول تلك النظرية إن بوسع نتنياهو فور إعادة انتخابه أن يقول إن توجيه الاتهام له ليس في الصالح العام. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات ويتهم خصومه باضطهاده.
لكن الريح لم تسر كما تشتهي السفن بالنسبة لنتنياهو، الذي حاول لأسابيع بعد الانتخابات تشكيل حكومة. ثم أطلق شرارة الانتخابات الجديدة بدلا من إتاحة الفرصة لغريمه الرئيسي قائد الأركان السابق بيني غانتس لكي يحاول تشكيل الحكومة.
وفشل نتنياهو مرة أخرى في تحقيق النتيجة المرجوة. وانتهت الانتخابات بتعادل حزب ليكود وحزب أزرق أبيض بزعامة جانتس.
وأتاح ذلك لليبرمان الفرصة لكي يكون صاحب القول الفصل في ترجيح أي من الطرفين. غير أن ليبرمان استند إلى خلافات في السياسات مع الرجلين وتجنب بذلك ترجيح كفة أي منهما.
وبعد شهور من الأخذ والرد فشل فيها نتنياهو وجانتس في الفوز بتأييد كاف كانت النتيجة انتخابات جديدة تشهدها إسرائيل اليوم الاثنين الأمر الذي أثار استياء الناخبين الإسرائيليين المرهقين.
ولا يستبعد بعض المحللين انتخابات رابعة غير أن بعض ساسة إسرائيل يرون أن ذلك غير مقبول. فبخلاف عدم الاستقرار السياسي سيعني ذلك استمرار حالة الشلل على المستوى المالي في إسرائيل في ظل حكومة تصريف أعمال.
وتأتي الانتخابات للكنيست الـ 23 في ظل تفشي فيروس الكورونا في ارجاء العالم واكتشاف عدة حالات في البلاد أيضا. كما يتواجد آلاف الإسرائيليين الذين عادوا في الآونة الأخيرة من الخارج في العزل المنزلي، خشية الإصابة بفيروس كورونا.
وعلى الرغم من التشديد بشأن تعليمات العزل، يفيد مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما أن وزارة الصحة قررت أن من يقبعون في العزل البيتي فقط وليست لديهم اعراض للمرض، يمكنهم التصويت في صناديق خاصة. مع هذا فإن المرضى المعزولين في مستشفى شيبا في تال هشومير ، لا يمكنهم التصويت. بالمقابل عممت وزارة الصحة مجموعة تعليمات بهدف منع انتشار الفيروس في الصناديق أيضا.
وشددت الوزارة ان وصول أصحاب حق الاقتراع المتواجدين في العزل ، مسموحة فقط في حال انهم لا يعانون من ارتفاع في درجات الحرارة ، السُعال او صعوبات في التنفس – وهي اعراض قد تحمل مؤشرات على الإصابة بالمرض.
فكل مصوت مصاب بأحد هذه الاعراض او اكثر عليه عدم الوصول الى صناديق الاقتراع، وانما يمكنه الوصول الى صناديق الاقتراع المعزولة، وذلك بواسطة مركبة خاصة وليس بالمواصلات العامة، كمان ان عليه عدم استخدام المصعد وان يضع كمامة ، كما ان على من يرافقه أيضا وضع كمامة.
هذا ويتوزع نحو 100 مسعف ومضمد من " نجمة داوود الحمراء" اليوم الاثنين، في 16 صندوقا خاصا، أقيمت خصيصا للأشخاص المعزولين ، في اعقاب تعليمات وزارة الصحة في ظل انتشار فيروس كورونا، علما ان نحو 5 آلاف إسرائيلي يتواجدون حتى اليوم في العزل ، منهم من عاد من دول في الخارج ومنهم من كان برفقة اشخاص أجانب او اشخاص عائدين من بلدان انتشر فيها الفيروس.
وقامت طواقم "نجمة داود الحمراء" اليوم بتدريب خاص يمكنها من التعامل مع المصوتين المعزولين الذين سيدلون بأصواتهم.
وتم وضع الصناديق الخاصة داخل خيام في ارجاء البلاد، وسيكون التصويت متاحا فيها ابتداء من الساعة العاشرة صباحا (10:00) وحتى الساعة الخامسة مساء (17:00).
ويفيد مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما أن " نجمة داوود الحمراء"، ذكرت في بيان لها مساء امس ان " التصويت سيكون آمنا جدا، وبدون ان يحتك الأشخاص المعزولون بالمصوتين في الصناديق العادية".
وكان بارزا خلال المحاكاة انه يكون في استقبال المصوتين اشخاص من طواقم "نجمة داوود الحمراء" بلباس واق يغطي جسدهم بالكامل. كما يقوم المصوتون بوضع كمامات وقفازات عند الادلاء بأصواتهم. شاهدوا الفيديو والصور..
تستعد الشرطة لاحتمال تعميم إشاعات واخبار مضللة اليوم الاثنين، حول سير الانتخابات في جميع أنحاء البلاد. وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم شرطة إسرائيل للإعلام العربي:" على خلفية استعداد دولة إسرائيل لفيروس الكورونا وعلاجه، حتى خلال يوم الانتخابات ستساعد الشرطة ، وفق المطلوب من وزارة الصحة ولجنة الانتخابات المركزية والهيئات الأخرى المشاركة في العمل، لمنع أي محاولة لإلحاق الضرر بالمسار الصحيح للانتخابات.
في هذا السياق تناشد الشرطة الجمهور الامتثال لتعليمات الهيئات المخولة والرسمية وليس للجهات غير الرسمية والتي تنشر عن طريق تطبيقات الشبكات الاجتماعية المختلفة وعلى مسؤوليتها، وقد تؤدي هذه المنشورات غير الرسمية الى تضليل الجمهور. في اطار استعدادات الشرطة، تم إنشاء مكتب وطني في قسم التحقيقات والاستخبارات في الشرطة يجمع بين جميع ممثلي التحقيقات والاستخبارات والتشخيص الجنائي. سيكون هدف الهيئة تركيب صورة شاملة لما يحدث في مراكز الاقتراع في جميع أنحاء الدولة وفقًا للسيناريوهات المختلفة، وأيضًا للرد على احتمال نشر رسائل مزيفة خاطئة ومضللة خلال اليوم والغرض منها هو إثارة الذعر والاضطرابات في يوم الانتخابات.
هذا وتؤكد الشرطة انها لن تسمح بانتهاك النظام العام ومخالفة القانون الانتخابي وستعمل على تطبيق واتخاذ خطوات ضد أي محاولة لارتكاب هذه المخالفات. ستعمل قوات كبيرة من الشرطة بشكل علني وسري في مراكز الاقتراع والمناطق المحيطة بها لمنع وكشف أي نشاط غير قانوني قد يضر بنقاء الانتخابات وسير عملها بشكل صحيح".
[email protected]