ما إن أعلنت فصائل المعارضة السورية، أنها سيطرت على مدينة سراقب الاستراتيجية، وتعليق الطريق الدولي (حلب – دمشق)، حتى شن الجيش السوري هجوماً معاكساً على الفصائل، فيما كثف سلاح الجور الروسي من هجماته على المسلحين، حيث أكد ناشطون، اتصلت بهم «البيان»، وقوع خسائر كبيرة في سراقب، إثر الضربات الروسية، في حين راكمت تركيا خسائرها البشرية في إدلب، مع إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان، أمس، مقتل 3 جنود آخرين، ليرتفع عدد القتلى من الجنود الأتراك إلى 21 منذ بداية الشهر الجاري.
وبالتزامن مع الخسائر التركية في إدلب، تلقى أردوغان صفعة جديدة من الكرملين، الذي أوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليست لديه خطط للقاء أردوغان في الخامس من مارس المقبل، بعد تصريحات أدلى بها الرئيس التركي، والتي رجحت عقد مثل هذا اللقاء.
ويرى مراقبون أن الأهمية الاستراتيجية لسراقب، كونها تقع على الطريق الدولي (حلب- دمشق)، وهذا جعل الجيش السوري يولي هذه المدينة أهمية بالغة في المعارك الأخيرة. وفي هذا الإطار، أكد الخبير العسكري، أحمد حمادة، أن استعادة سيطرة الفصائل المسلحة على مدينة سراقب والقرى المحيطة بها، ستؤدي إلى قطع الطريق الدولي من جديد، وتراجع نفوذ القوات السورية في المنطقة، إلا أن المعارك بين الطرفين لا تزال قائمة، وسط ترجيح عودة سيطرة الجيش السوري. ويضيف حمادة، في السياق، تمكنت الفصائل المسلحة، من استعادة السيطرة على مدينة سراقب، حتى تقطع الطريق الدولي عن الجيش السوري، وتعمل على تأخير الاستفادة من هذا الطريق على المستوى الاقتصادي.
وحدات خاصة
في غضون ذلك، علمت «البيان»، من مصادر مطلعة في الجيش السوري، أن وحدات قتالية خاصة توجهت إلى طريق (حلب – اللاذقية)، تزامن ذلك مع سيطرة الجيش السوري على مناطق وقرى في ريفي إدلب وحماة.وأكدت المصادر أن الجيش السوري عازم على فتح كل الطرق الدولية في مناطق الشمال السوري، لافتاً إلى أن روسيا تدعم توجه الجيش بالسيطرة على هذه الطرق في أسرع وقت، لمنع تنقل المسلحين بين مناطق الشمال، وقطع الطريق على نقاط المراقبة التركية.
وفي هذا الإطار، تحشد الفرقة 25، التابعة لقوات العميد سهيل الحسن، الملقب بالنمر، من أجل معارك ضارية على طريق حلب اللاذقية، فيما عزز الجيش هذه العملية، بوحدات عسكرية، انتقلت من مدينة حلب إلى معارك (حلب – اللاذقية). ويرى مراقبون أن معارك عنيفة ستدور في الأيام المقبلة بين تركيا والفصائل الإرهابية من جهة، وروسيا والجيش السوري من جهة أخرى، قبيل لقاءات منفصلة مرتقبة بين زعماء فرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا، مؤكدين أن استراتيجية روسيا وتركيا الآن، ترتكز على تعزيز الأوراق التفاوضية، من خلال السيطرة على الأرض.
الكرملين ينفي
على صعيد آخر، قال الكرملين إن بوتين ليست لديه خطط للقاء ردوغان، في الخامس من مارس، لبحث الوضع في إدلب، وذلك على الرغم من تصريحات أردوغان التي ترجح عقد مثل هذا اللقاء.
وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف،«بوتين لديه خطط عمل أخرى ليوم الخامس من مارس».
بالمقابل، ذكر التلفزيون الروسي، أن خبراء عسكريين أتراكا في إدلب يستخدمون صواريخ محمولة على الكتف في محاولة لإسقاط طائرات حربية روسية وتابعة للجيش السوري.
يأتي هذا، في وقت أفادت مصادر سورية، أمس، بسيطرة الجيش على ريف إدلب الجنوبي.
[email protected]