سؤال:
إبني عمره ٤ سنوات. بسبب وجودنا في الغربة تأخر بالكلام. بعد عودتنا للوطن تطورت لغته. هو يفضل في الروضة أن يبقى بزاويه تركيب المكعبات إلى أن تنقله مربيته لزوايا أخرى. هو طفل مسالم. كيف أساعده على تطوير لغته وكيف أعلمه أن يرد الضرب بالضرب اذا اعتدى عليه أحد. هل دورة كراتيه تساعد؟
هل تطوير لغة الطفل يحتاج لأدوات؟ أدوارت تملك اللغة هي من محيطه الاجتماعي أي بالاكتساب. كلما سمع حديث محيطه كلما اكتسب مفردات شفاهية وخبرات اجتماعية. سرد القصص الأدبية المناسبة لجيله هي من الأدوات الناجحة. كلما تنوعت مواضيع القصص كلما زادت أيضا خبراته واكتسب لغة أدبية راقية. من المفيد أيضا إثارته للتحدث مع الآخرين من حوله بمختلف المواضيع التي يعيش تجاربها اليومية. تنوع خبراته تثري مجالات ثروته اللغوية وتزيد من رصيد مفرداته.
هل للمربية دور بتطوير الجانب الاجتماعي بين الأطفال؟
بالطبع نعم. بالأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية بالمزاجات. منهم النشيط والفعال الذي يبادر للتعرف والاختلاط، النموذج الاجتماعي المحب للمراقبة والاشراف من غير المشاركة والاندماج الفطري، هناك الطفل الحساس وغيره وغيره من المزاجات التي أسهبت في وصف خصائصها وأسلوب التعامل معها في كتابي ( نعم للتربية الإيجابية). تدخل المربية الحذر من غير الضغط والاكراه يعمل على دمجه من غير ألم أو إلزام. لا مانع من نقله من زاوية إلى زاوية في صفه لزيادة خبراته اللعبية والاجتماعية. لا لتوبيخه أو انتقاده ونعم لامتداحه على اندماجه الطبيعي والمسالم. هل للمربية في الروضة دور علاج العنف بين الأطفال؟ بالطبع نعم. التشجيع والامتداح بعد كل سلوك اجتماعي مستحب يقوم به الطفل يزيد من عادات ذلك السلوك. أما عند حدوث أي تعد بالكلام، بالجسد أو حتى بالرفض يلزم انتباه المربية إليه ومعالجته فوريا وبأسلوب تربوي سلمي. حين تلاحظ المربية مثلا أي تجمع أطفال ورفض أحدهم يلزم تدخلها بعبارة: كم اقدر مشاركتكم أصحابكم في لعبكم الجماعي... نحن في روضتنا نلعب معا ولا نرفض مشاركة أحد. أما إذا لاحظت بأن أحدهم يستخدم العنف يلزم التدخل الفوري بتعزية الطفل الضحية بالقول: هذا عنف! أليس كذلك؟ العنف مرفوض. نحن نتفاهم بالكلام. تعال كي أغمرك. ثم تنتقل إلى المتعدي لتقول له: ممنوع العنف ومسموح التفاهم بالكلام. هل أنت تحتاج للدراجة التي معه؟ الآن هو دوره. بعد أن ينتهي دوره أنت يبدأ دورك. تلك وسيلة تربوية تجعل الطفل يكتسب لغة تعامل اجتماعي راق ويعي بأن العنف مرفوض.
هل الأنشطة الحركية والفعاليات الرياضية مفيدة؟
الرياضة مفيدة لجميع مواجات الأطفال. المهم لا لفرض نوع رياضة – كاراتيه- إن كانت لا تناسب مزاجه. لا مانع لنشاط رياضي في بستان في الطبيعة أو انضمامه لناد. المهم التنفيس والتنويع بالأنشطة الحركية والفعاليات الرياضية. الأنشطة الحركية هي وسيلة اجتماعية-جسمانية-عاطفية تساعده على الخروج من جميع عناصر ضيقه. دعوة صديق له واستضافته عنده من الوسائل الضرورية للاندماج والتعارف اللطيف. من المهم تنويع ضيوفه لتوسيع دائرة معارفه وصداقاته.
[email protected]