اجتمع في مدينة القدس العاصمة المقدسة، وفد لجنة المتابعة العليا مع المرجعيات الدينية والوطنية في مدينة القدس، وذلك في أعقاب الإعلان عن صفقة القرن الصهيو أميركية، وسبل الردّ عليها..
وقد عبر المجتمعون عن رفضهم لصفقة القرن جملة وتفصيلا، وأكدوا على ضرورة العمل على إحباطها بوصفها مؤامرة على الشعب الفلسطيني وعلى حقوقه وعلى فلسطين ارضا وتاريخا وتماديا على القرارات الدولية التي تكفل حقوق الشعب الفلسطيني..
ووجّه المشاركون نداءً صميميا حارّا، مسكونًا بالقلق الشديد، الى القيادات الفلسطينية، والى جميع فصائل شعبنا، بضرورة تحمل المسؤولية وإنهاء الانقسام البغيض، وانجاز الوحدة الوطنية، كخطوة أولى ومصيرية لإفشال صفقة القرن، دون تلكؤ أو تعطيل في مشروع إنهاء الانقسام..
وأكّد المجتمعون على موقفهم الثابت، ضمن الموقف الفلسطيني الوحدوي العام، الرافض كليا للمؤامرة الأميركية الإسرائيلية المسماة "صفقة القرن"، التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، والتي هي قضية التحرر والاستقلال والعودة.
وأكد المشاركون أن شعبنا الفلسطيني الحي الصامد في الوطن، والصامد في الشتات والمهجر حتى العودة، لن يسمح بالقضاء على قضيته، لأنها قضية وطن وبقاء، قضية حياة وحرية وعيش كريم.
وشدّد المجتمعون على أن كل فلسطين التاريخية مستهدفة من هذه الصفقة، من حيث تسعى إسرائيل لفرض "السيادة" على أجزاء أوسع من الأرض الفلسطينية، وتضييق الحياة على كل فلسطيني في وطنه، ومقايضة الأرض الفلسطينية بالأرض الفلسطينية التي سلبها المستوطنون المحتلون.
وكذلك فإن القدس العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، كمدينة عربية وفلسطينية وإسلامية ومسيحية، مستهدفة من خلال تفتيتها أكثر، بجدران الاحتلال وحصار ما تبقى منها، ومحاصرة المسجد الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وحذر المجتمعون مما ورد في المؤامرة الأمرو صهيونية، وإمكانية وضع اليد على المسجد الأقصى، وفرض تقاسم زماني ومكاني عليه، بين أصحابه المسلمين، وعصابات المستوطنين، الذين يتذرعون بأساطير لا أساس لها من الصحة.
فالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين، وثالث المساجد التي تُشد اليه الرحال ومسرى النبي محمد ومعراجه الى السماوات العلى، عليه الصلاة والسلام، هو مكان مقدس للمسلمين وحدهم، دون سواهم، والحق في الصلاة والشعائر الدينية هي للمسلمين وحدهم، على كامل مساحته 144 دونما.
وفي هذا السياق، يندد المجتمعون بإجراءات الاحتلال الاستبدادية في المسجد الأقصى المبارك، وبالدفع بالمزيد من عصابات المستوطنين لتقتحم باحات المسجد المبارك، ولتستفز المصلين المسلمين فيه، تحت حراسة جيش الاحتلال. وإصدار سلطات الاحتلال بشكل دائم، أوامر الأبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، ضد المصلين، وضد علماء الدين وعاملي الاوقاف، ومن بين من صدر ضدهم مؤخرا، خطيب الأقصى فضيلة الشيخ الدكتور عكرمة صبري.
واتفق المجتمعون على تكليف اللجنة المشتركة لوضع برنامج كفاحي يشمل القيام بنشاط شعبي فلسطيني وحدوي ضد مؤامرة القرن، وتطاول الاحتلال على المسجد الأقصى والمصلين وعلماء الدين فيه.
[email protected]