بادرت إسرائيل بعد عملية دهس المستوطنين التي وقعت اليوم "الأربعاء" في حي شعفاط بمدينة القدس المحتلة، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة 13 آخرين واستشهاد منفذ العملية برصاص شرطة الاحتلال التي بادر أفرادها إلى إطلاق النار عليه إلى اتهام الجميع بالمسؤولية عن التحريض الذي أفضى إلى العملية من مواقع التواصل الاجتماعي التي قال مكتب نتنياهو بأنها تشهد عملية تحريض ممنهجة أفضت إلى مثل هذا النوع من العمليات وصولا إلى السلطة الفلسطينية المتهم الرئيسي لدى قوى اليمين الإسرائيلي مرورا باتهام عضو الكنيست "حنين الزعبي" بمواصلة التحريض الذي يلهب ويشعل المنطقة.
واتهم ساسة وإعلام إسرائيل كل الأطراف وجميع الأشخاص باستثناء نفسها وقوى اليمين المتطرف التي تداعت اليوم بجموعها ومجموعها عبر ما يسمى برابطة منظمات الهيكل للصلاة الجماعية في المسجد الأقصى للإثبات يهوديته وحق اليهود بالصلاة فيه رغم محاولة اغتيال "يهودا غليك" .
وفي السياق ذاته اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم المسجد القديم المسمى بالمسجد القبلي القائم في رحاب المسجد الأقصى وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لنسخ من القران الكريم، وقد ألقيت على ارض المسجد الذي دخلته قوات الاحتلال بجحافلها وإصابة العديد من حراسه وسدنة الحرم القدسي الشريف، وأطلقت قنابلها الغازية ضد من أسمتهم بالمعتصمين في أروقة المسجد ما وتر الأجواء وزاد الأوضاع المتوترة أصلا بمدينة القدس توترا وحدة لكن الإعلام الإسرائيلي لم ينظر للحظة على هذه الأحداث والأفعال وتوقيتها ومواصلة تحدي المشاعر الإسلامية والعربية الملتهبة عملا من أعمال التحريض السافر والحاد الذي لا يحتاج لفترة طويلة حتى يؤدي إلى توتير الأوضاع، واكتفت إسرائيل بتوجيه اللوم للآخرين دون قوى اليمين التي تحدت حتى ما قيل بأنه قرار من نتنياهو طلب فيه بضبط النفس وعدم الصعود إلى الأقصى تلافيا لمزيد من التوتر.
ودعت يوم أمس "رابطة منظمات الهيكل" اليهود إلى الصعود إلى الأقصى بجموعهم الكبيرة لحسم المسألة، وقالت مصادر إعلامية إسرائيلية خاصة لوكالة " معا " الإخبارية بان نشطاء اليمين تبادلوا فيما بينهم الرسائل القصيرة التي أكدت على نيتهم الصعود الى الأقصى والصلاة فيه ونشروا هذه الرسائل على هواتف المئات إن لم نقل ألاف منهم تمهيدا لهذه الخطوة التي تصفها إسرائيل نفسها بالاستفزازية لكنها لم تضعها اليوم ولا في أي يوم ضمن سياقات التحريض الذي تصر على مهاجمته في كل مناسبة بصفته عملا فلسطينيا رسميا وشعبيا خالصا لا يمارسه احد سوى السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني والإعلام الفلسطيني.
وفي سياق ردود الفعل الإسرائيلية الأولية على عملية الدهس بمدينة القدس قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي وزعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت " بان الرئيس الفلسطيني هو من قاد سيارة الموت.
"أبو مازن هو سائق سيارة الموت والمخربون الذين أوصلوها إلى هدفها في القدس هم مجرد ممثلين له وعلى حكومة إسرائيل ان تقول بصوت واضح بان حكومة فتح –حماس هي سلطة إرهابية يجب العمل ضدها بكل قوة وفقا لهذا التصنيف" قال بينت.
وأضاف "لا يوجد قبة حديده لمواجهة سائقي السيارات وسكان إسرائيل لا يمكنهم العيش دون قوة ردع وسيادة في المدينة التي تشكل عاصمتهم فالأمن ليس مادة رفاهية وليس ضمن الكماليات".
من ناحيته اتهم عضو الكنيست المتطرف ونائب وزير الجيش السابق "داني دنون" الرئيس الفلسطيني عمليا بقيادة عملية الدهس، وقال "ان رسالة الدعم والتعزية التي بعثها ابو مازن لعائلة "المخرب" الذي نفذ عملية محاولة اغتيال "غليك " شكلت الوقود والدافع "للمخرب" الذي نفذ عملية اليوم وبهذه السياسة يقود ابو مازن عمليا وفعليا العمليات ضد سكان اسرائيل عموما وسكان القدس على وجه الخصوص".
واعتبرت نائبة وزير التربية والتعليم عضو الكنيست "افي فيرتسمان" العمليات التي تستهدف القدس ضربة قوية وقاسية لما أسمته بالسيادة الإسرائيلية على المدينة ولا يعقل أن لا يتمكن سكان القدس من السير في شوارعها بحرية لذلك فمن واجب وزير الأمن الداخلي أن يعمل بقوة وشدة لوقف الانتفاضة التي بدأت تطل برأسها في العاصمة".
وفي ذات السياق قال وزير الإسكان الإسرائيلي المتطرف "اوري ارئيل" بان ما اسماه بالإرهاب العربي بمدينة القدس يتواصل ويزداد قوة.
"من لا يحارب الإرهاب وهو صغير الحجم فانه يستدعي بتصرفه هذا العملية الإرهابية القادمة لذلك يتوجب على رئيس الحكومة أن يغير اتجاهه وان يتصرف بيد حديدية ضد أي ظاهرة عنف وان يكسر ظهر الإرهاب ويجب علينا مواصلة سياسة تشديد العقوبات المفروضة على المخربين وعائلاتهم وفقط ردع قوي سيمنع العملية القادمة".
ودعا عضو الكنيست "يريف ليفين " عن حزب "الليكود " إلى "معالجة قضية الإرهاب" في القدس عبر معاقبة " الإرهابيين" وعائلاتهم ومن يدعمهم ويؤيدهم بما في ذلك من يقيم لهم خيمة العزاء التي تهدف إلى تمجيدهم وتعظيم أفعالهم وتصويرهم كشهداء يجب تقليدهم وإتباع دربهم هؤلاء يجب ان لا يكون لهم مكان هنا " قال عضو الكنيست المذكور .
وأضاف في تصريح أدلى به لموقع "يديعوت احرونوت الالكتروني" يجب ان نحرم "الإرهابيين" ومؤيدهم من مخصصات التأمين الوطني وان نسمح لليهود السكن في أرجاء المدينة المقدسة بما في ذلك منطقة جبل الهيكل".
رئيس ما يسمى ببلدية القدس "نير بركات" الذي وصل الى مكان العملية هدد بهدم منازل منفذي العمليات قائلا "سنساعد الشرطة في منع مثل هذه العمليات مستقبلا وهدف المخربين هو هدم منظومة ونمط الحياة الاعتيادي في المدينة لذلك سنقوم بكل ما يلزم لمساعدة الشرطة على منع اعمال الشغب وانا شخصيا اؤيد اقتراح هدم منازل المخربين".
"أبو مازن شريكا للإرهاب فقط " عبارة نطقت بها عضو الكنيست المتطرفة "ايلت شاكيد" التي قالت "يجب ان نفهم بان ابو مازن شريكا للإرهاب وليس لأي شيء أخر ويجب علينا أن نشرح للعالم حقيقة ابو مازن ومن يكون ".
وأضافت "لا يوجد أي علاقة بين ما يجري بجبل الهيكل وعملية الدهس بالقدس وإذا قام العرب بالقتل يجب علينا أن لا نخضع للإرهاب وان نغلق جبل الهيكل".
ولم يتأخر وزير خارجية إسرائيل "ليبرمان" في رده فبعث برسالة لنظرائه حول العالم اتهم فيها ابو مازن بالمسؤولية عن العملية جاء فيها "يجب على المجتمع الدولي أن لا يلتزم الصمت حول رسالة التأييد والتعزية التي أرسلها ابو مازن لعائلة المخرب الذي أطلق النار على يهودا غليك وهذه الرسالة أسست إلى إقامة "سلطة إرهابية" لن تؤدي إلا إلى مزيد من سفك الدماء".
[email protected]