قام ظهر اليوم، الأربعاء، وفد لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بزيارة تضامنية للشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الاقصى والمرجعيات الوطنية والدينية المقدسية في اعقاب السياسة الإسرائيلية في القدس، وخاصة درة التاج المسجد الأقصى المبارك وأخرها قيام الشرطة الإسرائيلية باقتحام بيت الشيخ الدكتور عكرمة صبري مطلع الأسبوع واستدعائه للتحقيق في مقر شرطة القشلة وإبعاده عن المسجد الأقصى ومنعه من دخول الحرم.
جاءت هذه الزيارة استمرارًا للزيارة وفد من القائمة المشتركة والحركة الإسلامية لبيت الشيخ عكرمة صبري قبل أيام.
هذا وتم بحث جميع السبل النضالية من اجل التصدي لهذه السياسات والهجمات المستمرة على الحرم المقدسي وعلى رجال الدين والرموز الوطنية والدينية في القدس. وأكد وفد لجنة المتابعة العليا على خطورة الاعتداءات على رجال الدين ومحاولة منعهم من تأدية رسالتهم السلمية، الوطنية والمقدسة.
وقال النائب اسامة السعدي :" ابعاد خطيب المسجد الأقصى تصعيد خطير من قبل الاحتلال ولن تمر صفقة القرن والاحتلال الى زوال ولا حل سوى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية".
وجاء في بيان صادر عن لجنة المتابعة حول الزيارة:"قام وفد من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، بزيارة تضامن مع الشيخ عكرمة صبري، الذي أصدر الاحتلال قرارا تعسفيا جائرا لإبعاده عن المسجد الأقصى. وأكد رئيس المتابعة، محمد بركة، أن الشيخ صبري تعرّض لقرارات جائرة كهذه في الماضي، وهذا يندرج في ممارسات الاحتلال التي تستهدف مدينة القدس، والمسجد الأقصى، في محاولة بائسة لتشويه هوية القدس، والاستيلاء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية.
وضم وفد لجنة المتابعة، إلى جانب رئيس المتابعة بركة، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن المتابعة الشيخ كمال خطيب، والنواب من القائمة المشتركة، منصور عباس ووليد طه واسامة سعدي وسامي أبو شحادة، وغيرهم. وحضر اللقاء من الشخصيات المقدسية، إلى جانب الشيخ صبري، حاتم عبد القادر، وعبد اللطيف غيث، وزياد الحموري، والشيخ د. ناجح بكيرات والمحامي حمزة قطيني وغيرهم.
وقال بركة، إن هذا الوفد يمثل شعبنا بجميع أطيافه ، للتضامن مع الشيخ عكرمة صبري، الذي يلاحقه الاحتلال، لدوره الديني والشعبي، في المسجد الأقصى المبارك، والقدس، ويترك بصمات بيضاء على قضية القدس والمسجد الأقصى، وهذا ابعاد يعكس حالة تصعيد الاحتلال في اعتداءاته المتكررة على المسجد الأقصى، وتشجيعه لعصابات المستوطنين، التي تقتحم المسجد يوميا، وباتت تجاهر أكثر في هدفها لتدمير المسجد.
وتابع بركة، إن هذه الممارسات الاجرامية ضد المسجد الأقصى، هي بالتزامن مع الاعتداءات المستمرة على مدينة القدس وأهلها، وحصارها، وفصلها عن شعبها في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال إن مدينة القدس مستهدفة من جميع النواحي، من حصار اقتصادي، وتدمير بيوت، ومحاولة للاستيلاء على جهاز التعليم الفلسطيني، وغيرها من الممارسات الخطيرة، التي تستهدف هوية المدينة وأهلها.
وشدد بركة على أننا هنا من أجل التأكيد مجددا على أن القدس لأهلها وشعبها، والمسجد الأقصى هو مكان مقدس للمسلمين وحدهم، ولا أحد غيرهم له الحق في ذرة تراب فيه، وهذا أيضا يسري على باقي المقدسات في المدينة، فهي عربية فلسطينية إسلامية ومسيحية ولا نقبل بغير ذلك. والقدس هي عاصمة فلسطين، ولا يقبل شعبنا بأن يكون أي شكل من أشكال الاستقلال الوطني من دون القدس.
وحذر بركة من الانتقاص من الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى والمقدسات، وشدد على أن هذه الوصاية يجب ان تكون فاعلة، وكل محاولات الاحتلال، أو من خلال ما تسرب عما تسمى "صفقة القرن"، لاستبدال الوصاية الأردنية بوصاية أخرى، فهي مرفوضة، لأننا نرى بالوصاية القائمة، شكل من أشكال الحماية للمسجد، في ظل توازن القوى غير المتكافئة التي تميل لصالح الاحتلال مقابل فلسطين.
كما تطرق محمد بركة في إجماله للاجتماع الى الحجيج الدولي الى القدس بحجة احياء ذكرى ضحايا جرائم النازية، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع كل ضحايا النازية، بمناسبة ذكرى تحرير معسكر الاعتقال النازي في أوشفيتس، حيث اكد اننا كشعب لا يمكن الا ان نتماثل مع ضحايا النازية والفاشية والعنصرية، ولكن نرفض تسليع الصهيونية لهذه الكارثة البشرية وتحويلها الى اداة للتعمية والتغاضي عن جرائم الحركة الصهيونية، ضد الشعب الفلسطيني بل واعتبار انتقاد السياسة العنصرية الاسرائيلية شكلا من اشكال اللاسامية حسب اسرائيل وبعض البرلمانات الغربية.
ودعا رئيس المتابعة رؤساء ومندوبي الدول المشاركة في مهرجان نتنياهو الى التنصل من العنصرية والفاشية في مكان وفي كل أوان.
وشارك عدد من الحضور بكلمات ومداخلات، أخذت جميع جوانب القضية، وكانت الكلمة الختامية، لسماحة الشيخ عكرمة صبري إذ شكر الوفد، وأكد أن التضامن الشعبي، والوقفة الشعبية الواسعة، لحماية المسجد الأقصى، الى جانب تدفق الآلاف لأداء الصلاة فيه، كل هذا يقلق الاحتلال، الذي لا يريد هذه المظاهر الشعبية من أجل الاستفراد بالمسجد.
وقال صبري، إن ما يبعث فينا التفاؤل، هو أنهم حينما يبعدون شابا عن المسجد المبارك، يأتي بدلا منه عشرة، بمعنى أن الإبعادات ما عادت تفيد الاحتلال، بل أن الناس تتدفق أكثر وأكثر، وهذا ما رأيناه بصلاة الفجر التي شارك فيها الآلاف.
وشدد الشيخ صبري على أننا سنبقى على العهد، شعبا واحدا، حسما واحدا، يدافع عن الأقصى ويحميه، وهذا ما يحسب له الاحتلال حسابا. ودعا الى التجمع الجماهيري، في ميدان عمر بن الخطاب، عند باب الخليل، الساعة التاسعة صباحا، تزامنا مع استدعاء الاحتلال للشيخ صبري. وقرر الاجتماع اتخاذ سلسلة من الخطوات الشعبية وغيرها، سيتم الإعلان عنها لاحقا".
[email protected]