تعرّضت حياة طفل يبلغ من العمر سنة وتسعة أشهر للخطر، بعد ان ابتلع بطارية وعلقت في المريء. وقد عانى الطفل من القيء المتكرر لمدة ستّة أسابيع، وبعد هذه الفترة اجرى تصويرا لمنطقة الصدر وكان واضحا بأن بطّارية دائرية الشكل (بطّارية زرّ) كانت قد علقت داخل المريء.
ومنذ حوالي شهر ونصف، لاحظت والدة الطفل ان تغييرا ما طرأ على حالة طفلها، فقد تقيّأ دون توقّف ولم يتصرّف بشكل طبيعي. وقد راود الام شكّ بان طفلها ابتلع جسم غريب، فأخذته الى مركز طبّي قريب من المنزل لمتابعة الموضوع. ووفقا لتشخيص الاطبّاء في المركز قيل للأم بأن هذا فيروس ولا بدّ ان يزول قريبا، لكنّ القيء لم يتوقّف أبدا. وخلال شهر ونصف لم تتوقف الام عن متابعة الموضوع، بل عادت للطبيب مرة اخرى للمراجعة، حتّى انها ذهبت لمركز طبّي اخر ومستشفى اخر، وفقط بعد ان الحّت الأم على اجراء صورة لمنطقة الصدر تبيّن ان طفلها قام بابتلاع بطّارية وقد علقت في المريء.
وقد تم نقل الطفل لمركز شنايدر لطبّ الأطفال، وهناك قامت الطبيبة منار مطر، طبيبة ذات خبرة واسعة في معهد أمراض الجهاز الهضمي والكبد، بإخراج البطارية داخل غرفة العمليات بالتعاون مع الطاقم الطبّي، ومن ثم تم نقله لوحدة العناية المكثفة في مركز شنايدر للمراقبة الطبيّة، وبعد قضاء المدّة اللازمة تم نقله لقسم الجراحة في نفس المركز ومن المقرر ان يعود لبيته قريبا.
وقالت د. مطر، من معهد أمراض الجهاز الهضمي والكبد: "من الممكن تجنّب جميع الحالات التي يقوم بها الاطفال بابتلاع اجسام غريبة وصغيرة. ونحن نحذّر الأهالي مرة اخرى من خطر وقوع الاطفال في هكذا حالات بسبب وجودهم بالقرب من اغراض صغيرة من الممكن ابتلاعها بسهولة. من المهم ذكره انه قد لا يتمكن الأطفال الرضع والأولاد من التعامل مع حالات البلع والاستنشاق في ذات الوقت الامر الذي يؤدي غالبا لدخول الغرض الى جهاز التنفس والشعب الهوائية. وفي حالة ابتلاع طفلكم لجسم غريب يجب استدعاء طاقم طبيّ فورا او نقله للمستشفى. وفي حالة ابتلاع بطارية، يجب ان يتلقى الطفل علاج طبي بأسرع وقت ممكن لتقليل الضرر الناجم عن المواد الموجودة داخلها".
ووفقا لأقوال الأم: "اناشد الآباء والأمهات بالاصغاء لمشاعرهم النابعة من الداخل، بل والإصرار الشديد عندما يتعلق الأمر بصحة أطفالهم. فقط بعد إصراري على اجراء تصوير لمنطقة الصدر تم اكتشاف الجسم الغريب. وبدوري اتوجّه بالشكر لكل من وقف الى جانب العائلة وبالطبع للطاقم الطبي في مركز شنايدر لطب الأطفال على عملهم الدؤوب".
[email protected]