قتل عشرة مدنيين على الأقل، اليوم الأربعاء، من جراء غارات شنّتها قوات النظام على مدينة إدلب في شمال غرب سورية، على الرغم سريان وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو، الخميس الماضي، بموجب اتفاق مع أنقرة.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل تسعة مدنيين على الأقل، فيما لفتت مصادر أخرى إلى مقتل عشرة وإصابة العشرات في قصف جوي لطائرات النظام على سوق شعبية في مدينة إدلب شمالي سورية.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن: "قُتل تسعة مدنيين وأصيب أكثر من عشرين آخرين بجروح من جراء غارات لقوات النظام على المدينة الصناعية وسوق الهال المجاور في مدينة إدلب".
وأحصى المرصد "شن طائرات تابعة للنظام السوري وأخرى روسية أكثر من مئة ضربة على محافظة إدلب اليوم رغم سريان الهدنة الروسية التركية".
وشوهد في المدينة الصناعية، حيث تكثر الورش ومحال تصليح السيارات، جثثًا متفحمة داخل عدد من السيارات المحترقة، بينما كان مسعفو الدفاع المدني ينتشلون الضحايا من تحت الأنقاض.
وقال مصطفى، وهو رجل في الخمسينات وصاحب ورشة لإصلاح السيارات، بتأثر كبير، "تركت أربعة عمال شباب في الورشة وخرجت لشراء قطع تبديل، ولدى عودتي وجدت الردم عليهم". وأضاف "هذه ليست الحارة التي تركتها قبل دقيقتين. كانت تعجّ بالناس".
وذكرت مصادر أن 7 مدنيين جرحوا في قصف للنظام على مدينة أريحا، مشيرةً إلى أن القصف الجوي شمل كذلك مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة وقرى معرة شورين ودير شرقي ومعصران وتل منس.
وأعلنت كل من روسيا وتركيا وقفًا لإطلاق النار في إدلب بناء على اتفاق بينهما، وقالت موسكو إن تطبيقه بدأ الخميس، فيما أوردت تركيا أنه دخل حيز التنفيذ، الأحد الماضي.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، أن الجانبين التركي والروسي اتفقا على وقف إطلاق نار بمنطقة خفض التصعيد في إدلب.
وتراجعت وفق المرصد وتيرة القصف منذ الأحد، قبل أن تستأنف الطائرات قصفها، الليلة الماضية، على المحافظة التي تضم ومحيطها ثلاثة ملايين نسمة.
كما أن قوات النظام والميليشيات المسلحة المدعومة من إيران، واصلت هجماتها البرية عبر إطلاق القذائف الصاروخية والهاون على مناطق مأهولة في قرى وبلدات بإدلب.
وكثّفت قوات النظام وحليفتها روسيا وتيرة القصف على إدلب في الأسابيع الأخيرة، رغم إعلان هدنة في آب/أغسطس. وأحصت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 310 آلاف شخص من ريف إدلب الجنوبي من مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
[email protected]