نشرت صحيفة جيروزاليم بوست صباح الجمعة مقابلة مع البروفيسور زياد حنا وتنشر الحمرا لمتصفحيها ترجمة هذا اللقاء لأهميته.
"الپروفيسور زياد حنّا وُلِدَ في قرية الرامة لعائلة مسيحيّة مهجّرة من قرية اقرث قصّته تُعتَبَر قصّة نجاح نادرة للعرب في دولة إسرائيل.
كان الأصغر بين ثمانية اخوة. وبالرغم ان والديه لم يحصلوا على تأهيلات رسميّة، لكن المثابرة والاجتهاد طالما تواجدوا خلال طفولته المتواضعة.
"والدي عَمِل بجدّ في ابسط أنواع الأعمال: البناء، الفلاحة، زراعة الزيتون،" حنّا شارك مجلّة jerusalem post. "الحاجة قد تكون ام الاختراع، لكن أؤمن ان المثابرة والاجتهاد هم الأب".
المثابرة كانت السبب بإختراق حنّا لحواجز عديدة موجودة للأقليّة العربيّة في دولة إسرائيل خلال مسيرته المهنية. الآن هو نائب الرئيس في شركة R&D Cadence Design Systems. هو مسؤول عن عشر مكاتب في جميع أنحاء العالم، ويُمثّل أوّل عربي-اسرائيلي ليرأس التنميّة العالميّة في شركة متعدّدة الجنسيّات.
حنّا الذي كان الطالب العربي الوحيد في كليّة العلوم الدقيقة في جامعة تل ابيب، وبعدها عمِل في شركة انتل ل17 سنة، عيّن كمُحاضِر زائر في جامعة أكسفود في كليّة علم الحاسوب سنة 2016.
"موازيًا لعملي، احسّ بالمسؤوليّة تجاه المساهمة بتطوير مجتمعي" يقول حنّا. "في عصر العَولمة، حين المنافسة قويّة، توفير الفُرص للعرب في إسرائيل أصبحت أساسيّة. التطرّف السياسي الحالي لا يساهم ألّا بتكبير الفجوة بين العرب واليهود في دولة اسرائيل. انا اؤمن ان عالم الهايتك هو الأساس للتعايش."
بالرغم من ان العرب يكوّنون 21% من نسبة السكّان في إسرائيل، يشكّلون فقط 3% من نسبّة عمّال شركات الهايتك- الذي هو من المجالات الاساسيّة بالتقدّم الاقتصادي لدولة إسرائيل. اليوم حوالي 6000 مُبرمجون عرب مُوظّفون في مجالات الهايتك.
"الهايتك هو من اهم المنصّات اللواتي يقلّلن الفجوات بين العرب واليهود. نحن ندخل مع أهداف مشتركة، جداول مشتركة، واحلام مشتركة. نسكن مع بعض ونصبح مثمرين اكثر. بإمكان الحواجز ان تتحطّم." يقول حنّا.
"لكي يستمر نمو الاقتصاد، على اسرائيل ان تستثمر في مجالات الهايتك. لكي تستمر بالتحسّن والتطوّر، يجب ان يكون المجتمع العربي شريكًا وجزءًا لا يتجزّأ."
لكي يفهم حواجز القبول للعمل، حنّا قرر ان يقيّم أسباب رفض كل مرشحّ عربي لمنصب ما خلال عمله في شركة إنتل. تم اعادة مقابلة العديد من المتقدّمين بعد ازالة العقبات.
في شراكة مع مدير شركة إنتل السابق "دادي پيرلمتر"، حنّا أيضًا يرأس منظّمة غير ربحيّة تدعى Tosfen’s Public Council for Promoting Hi-Tech in the Arab Society in Israel، وهدفها ان تنتج برامج لدعم مشاركة العرب في مجالات الهايتك.
"على مر السنوات وجدنا ان هنالك فجوات ثقافية واقتصاديّة، بالإضافة إلى وجود قضايا تمييز،" يقول حنّا. "عملنا سويًا في مناطق مختلفة لكي نسدّ الفجوات- على الصاعد الحكومي، والتعليمي، وأيضًا في أماكن العمل."
"استمرّ بتحليل حالة الهايتك في اسرائيل لمحاولة فهم المكوّن السرّي. احد العناصر هو قوّة الشخصية،" اضاف حنّا. "العالم العربي هو مجتمع محافظ. في مجال الهايتك من المهم على الشخص ان يفشل، ونحن لا نستطيع ان نفشل. هذا التحفظّ شائع بين الأجيال السابقة. لكن المبادرات والشغف والتحفيز لتغيير الأوضاع حسّنوا حالة الأجيال الصاعدة."
"الثقافة العربيّة،" حنّا أضاف، "تركّز على الاستقرار الفردي بدلًا من العمل والنجاح الاجتماعي. لكي نصبح جزءًا من الهايتك الاسرائيلي، من المهم ان نعمل على تغيير العقليّة لكي نستطيع ان نعمل كجزء من مجموعة."
على الرغم من اهميّة المسؤسسات الشخصيّة في دمج العرب بقصّة نجاح اسرائيل في عالم الهايتك، حنّا يؤمن ان حلول القضايا طويلة الأجل تقع بأيدي الحكومة. القضايا الرئيسيّة تشمل تحسين البنية التحتيّة، التربية والتعليم، ونقل تركيز عالم الهايتك من مركز البلاد الى جميع أنحائها.
حنّا يؤكد ان نقل الهايتك من المركز لا يعني ان عليه ان يتناثر حول الدولة، بل على الحكومة ان تستثمر ببناء مراكز ليس فقط في تل ابيب او حيفا او بئر السبع، لكن أيضًا في المناطق التي تتميّز بوجود نسبة سكان عرب عالية.
"جلب الهايتك للمجتمع العربي له اهميّة كبيرة. ليس فقط لتحفيز المبرمجين، لكن أيضًا لتحسين مستوى المعيشة ولتحسين النظام البيئي بأكمله،" حنّا اضاف محاولًا ان يسلّط الضوء على التطوّر السريع في مدينة الناصرة. منطقة المثلث لم تحظى على تغييرات مشابهة.
"الأمر لا يقتصر على كيان شركات في مناطق معينة، لكن على الصورة الأوسع - سهولة المنال، البنية التحتية، والثقافة. المجتمع العربي يعاني من مرض الجريمة والعنف. قُتِلَ اكثر من 90 شخص منذ بداية السنة. لا نستطيع ان نزدهر في مجال الهايتك بلا ان نجد حلول للمشاكل الأساسية أولًا."
[email protected]