نشرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر امس مقالا للصحفي "جدعون ليفي" تحت عنوان "هذا حقهم .. وهذا واجبهم"، مطالباً الاسرائيليين ان يتخيلوا انفسهم فلسطينيين ليتعرفوا على حقيقة ما يعانوه من قمع واضطهاد من قبل سلطات الاحتلال.
وكتب ليفي: "تخيلوا انكم فلسطينيون ومن سكان القدس على سبيل المثال، وخلفكم 47 عاماً صعبة من الاحتلال، وامامكم ظلمة ويأس شديدين، والديكتاتورية الاسرائيلية هي من يقرر مصيركم ببقائكم تحت الاحتلال الى الابد، وان وزير الجيش الرجل الثاني في الحكومة يقول: لن تكون لكم دولة فلسطينية".
ويتابع " تخيلوا انفسكم فلسطينيين وان اولادكم في خطر، حيث قتل جنود الاحتلال ثلاثة منهم احدهم لانه اشعل زجاجة حارقة، وان شعارات مثل "الموت للعرب" تكتب على جدران بيوتكم، وعلى اي مكان تتجهون اليه، وان بيوتكم معرضة للاقتحام كل ليلة بكل بربرية ووحشية، ولم يتم التعامل معكم ابداً كآدميين، يذلونكم يهدمون بيوتكم ويعتقلونكم ربما بدون محاكمة (يوجد 500 معتقل اداري فلسطيني يقبعون في السجن بدون محاكمة)".
ويضيف ليفي "تخيلوا انفسكم فلسطينيين من غزة ولا يمكنكم الخروج الى اي مكان بحيث يتمكن الاسرائيلي من الوصول الى "بلاد النار" بين الارجنتين وتشيلي بصورة اسرع من وصولكم انتم لشاطئ العجمي، ولا يوجد لاولادكم اي امل بالوصول الى اي شيء في حياتهم، الا لحياة البطالة والاهانة، حتى ولو درسوا في الجامعات، ولا يوجد اي احتمال لتغيير هذا الوضع في المستقبل القريب" .
ويواصل ليفي الكتابة "تخيلوا انفسكم فلسطينيين واسرائيل قوية واميركا في الجيب، وقيادتكم ضعيفة (السلطة) ومنعزلة (حماس) والعالم بدأ يفقد صبره حول قضيتكم" فماذا انتم فاعلون؟ .
" امامكم احد امكانيتين، الاولى: الاستسلام والخنوع والتنازل والثانية المقاومة، وتخيلوا انكم فلسطينيين ولكم كامل الحق بالمقاومة بل هو واجبكم بالمقاومة وليس حول ذلك اي نقاش: فمن حق المحتل مقاومة الاحتلال كحق طبيعي له سواء من عِبر التاريخ او وفقا للقانون الدولي والتقييدات الوحيدة هي حول وسيلة المقاومة التي جرّب الفلسطينيون معظمها الجيد والسيء : بالمفاوضات وبالارهاب بالسكين والجنزير، بالحجر وبالعبوات، بالمظاهرات وبالعمليات الانتحارية ، فهل عليهم اليأس والاستسلام ؟ الامر لم يحدث عبر التاريخ ولذلك عليهم ان يستمروا احيانا باساليب مشروعة واحيانا باساليب بشعة ولكن عليهم ان يستمروا فمن حقهم ان يقاوموا ".
الآن هم يقاومون في القدس، فهم لا يريدون سلطة اسرائيلية تستبيح دماء اولادهم، هم لا يريدون مستوطنين مسلّحين يقتحمون بيوتهم في ظلام الليل وبحماية القانون الاسرائيلي ويطردونهم منها، هم لا يريدون بلدية تمنح خدماتها البلدية بناء على الانتماء القومي ، هم لا يريدون قضاة يحاكمون اولادهم بناء عي اصلهم ، وهم يكادون يجنون عندما لا يهدم بيت مخرب يهودي وتهدم بيوت الفلسطينيين، هم لا يريدون ان تستمر اسرائيل بإذلالهم ولذلك هم يقاومون ".
ويختتم ليفي " هذا حقهم.. وهذا واجبهم".
//www.haaretz.co.il/opinions/.premium-1.2467577
[email protected]