أمضت شابة عمرها 23 عاما 5 سنوات مؤلمة من حياتها لعدم قدرتها على التبول، حيث عانت من نفخة شديدة لتبدو وكأنها "حامل في شهرها التاسع"، لدرجة شعورها بأن مثانتها على وشك الانفجار.
واحتاجت بوليانا لوف، للعلاج بعد تشخيص حالتها بمتلازمة "فاولر"، التي أصابتها بتشنجات المثانة المؤلمة الشبيهة بالمخاض.
وبعد أكثر من عقد على الألم الذي لا يطاق، قررت بوليانا أن الخيار الوحيد أمامها هو إزالة المثانة، وتثبيت كيس في فخذها للتبول.
والآن، في مرحلة الانتعاش، تشارك المريضة التي تعيش في ديربيشاير البريطانية، قصتها المؤلمة لرفع الوعي بالحالة المؤلمة، حيث قالت: "عدد قليل جدا من الناس سمعوا بها، لذا أنا مصممة على فعل كل ما بوسعي لنشر الوعي حولها".
وقبل محنتها، أصيبت لوف بالتهاب شبه دائم في المثانة، في الرابعة من عمرها، وعانت من إحساس حارق عند محاولة التبول. وزارت الأطباء مرارا وتكرارا، حيث تناولت المضادات الحيوية في كل مرة، الأمر الذي خفف الألم لفترة قصيرة، لتعود الأعراض مجددا.
وعانت المريضة الشابة من مشكلات حقيقة طوال فترة وجودها في المدرسة، بسبب حاجتها الملحة لاستخدام المرحاض.
وأوضحت قائلة: "شعرت بالاشمئزاز لوضع فوط في المرحلة الدراسية، ولم أخبر أحدا بما يجري. لقد أثر ذلك على ثقتي. كنت أشعر بالحاجة الدائمة لدخول الحمام، لكنني لم أكن أدري مطلقا سبب حدوث ذلك".
وجربت بوليانا كل شيء، بما في ذلك تجنب بعض الأطعمة، خوفا من تهيج المثانة، ولكن دون جدوى. ولدى بلوغها 16 عاما، "عانت من الاحتباس" للمرة الأولى، ما يعني أن لوف لم تستطع التبول على الإطلاق.
واستطردت قائلة: "اعتقد الأطباء أن صدمة حادة تسببت بذلك، وفي النهاية، تمكنت من التبول مرة أخرى. ولكن على مدى العامين التاليين، وجدت نفسي عاجزة عن التبول أكثر وأكثر".
وبلغت الأمور ذروتها في مارس 2014، عندما بلغت 18 عاما من عمرها، وكانت تعمل في المكتب الرئيس لـ Boots، حيث أدركت أنها لا تستطيع تذكر آخر مرة تبولت فيها، وفي هذه المرحلة شعرت بانتفاخ شديد، لدرجة أنها "بدت حاملا في الشهر التاسع".
وقالت بوليانا: "بمجرد إدراك ذلك، أصبت بالذعر وابتلعت كمية كبيرة من الماء، أملا في طرح كل شيء. وربما كان هذا أسوأ أمر يمكن فعله، لأنه أضاف المزيد من الضغط على المثانة. ولكن في ذلك الوقت، لم أكن أعلم بالحالة التي أعاني منها. وبعد ذلك بوقت قصير، بدأت أشعر بتوعك حقا. وفي النهاية، مرضت جدا واتصل زملائي بالإسعاف".
وبعد إجراء التصوير، كشف الفحص عن مدى خطورة امتلاء مثانة بوليانا، وأدخل المسعفون قسطرة قبل سحب 3 لتر من البول، أي 6 أضعاف كمية البول التي يمكن لمثانة البالغ الطبيعية تحملها براحة، وفقا لإدارة الصحة الوطنية البريطانية NHS.
وخضعت بوليانا لاختبارات لا حصر لها، ما أدى في النهاية إلى تشخيص حالتها بمتلازمة "فاولر"، في يونيو 2014.
وتشير الحالة النادرة هذه، التي تصيب النساء عادة في العشرينات والثلاثينات من العمر، إلى عدم قدرة عضلات urethral sphincter على الاسترخاء، ما يمنع التبول الطبيعي.
ووُضع للمريضة لوف، قسطرة أُدخلت في المثانة من خلال شق في البطن، بضع بوصات أسفل السرة، ما مكّنها من التخلص من البول قبل أن تصل الكمية إلى مستوى خطير. ولكن التقلصات التي عانت منها لم تكن محمولة، ما أدى إلى نقلها للمستشفى في سبتمبر 2014، بعد صراخها من الألم.
ولم تكن الحالة المرضية معروفة بشكل جيد، حتى في المجتمع الطبي، لدرجة أن أحدا لم يعلم ما يجب فعله. وفي النهاية، توصل الفريق الطبي إلى أن الغاز والهواء يساعدان في تهدئة التشنجات.
وخلال الأشهر التالية القليلة، كان على بوليانا العودة إلى المستشفى بانتظام للتزود بالغاز والهواء، عند تقلص التشنجات أكثر من اللازم.
وبعد ذلك، في ديسمبر، ذكر المسعفون أنهم يستطيعون إجراء عملية فغر للبول، لإنشاء مسار خروج جديد للبول، عن طريق فتحة في البطن تربط جزء من جوف الجسم بالبيئة الخارجية، تُعرف باسم stoma. وفي فبراير 2015، أجرت العملية التي استمرت 6 ساعات. ولكن فترة الراحة لم تدم طويلا، وخلال زهاء 4 أشهر، بدأت تعاني من التشنجات مرة أخرى، ما أدى إلى إجراء جراحة ثانية في يوليو 2018، وهذه المرة لإزالة مثانتها تماما.
والآن، على الرغم من أن كيس stoma حل فعال، إلا أن لوف تشعر بالخجل خاصة إذا تسرب البول، أو كانت مرئية تحت ملابسها.
وتتحدث بوليانا، التي تقول إن الجراحة الشديدة التي أجرتها كانت "أفضل قرار اتخذته على الإطلاق"، بشجاعة عن حالتها لرفع الوعي بمرضها.
[email protected]