قال المؤرخ الإسرائيلي الدكتور أوري ميلشطاين، إنّ ادعاءات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس أنّ الجيش هزم حماس في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ليست صحيحة وبعيدة عن الواقع.
وفي لقاء مطوّل خصّ به ملحق صحيفة "معاريف" نهاية الأسبوع، أشار المؤرخ الإسرائيلي إلى أنّ الإسرائيليين "لا يبادرون، ولا يتوصلون إلى نتائج، وليسوا أذكياء، ولا نتعلم مثل العرب، وكل الوقت نقول إننا انتصرنا... إنّ ملوكنا عاريون".
ويضيف المؤرخ ابن الـ74 عاما: "هناك نكتة عن جنديين ألمانيين في الحرب العالمية الأولى، حيث يقول الأول لزميله إن الجنود البريطانيين أسود، فيجيبه صديقه ولكن قادتهم حمير. لقد قمنا بالقيام بواجبنا على أكمل وجه في حرب الأيام الستة (1967) ولكن المصريين لقنوننا درسا في حرب يوم الغفران (أكتوبر 1973)، لماذا؟ لأننا حاربنا يوم الغفران بمنطق الأيام الستة، ولكن المصريين توصلوا إلى نتائج من تلك الحرب. حين تعرف أنك خسرت فأنك تتوصل إلى نتائج في الحرب، ولكننا لا نعترف بل نخرج ونصرخ دائما "انتصرنا، انتصرنا".
وأشار المؤرخ الإسرائيلي أن الخطأ في كون قادة الجيش الإسرائيلي يبنون على أن الطريقة هي الدفاع وليس الهجوم، وبالتالي غالبية قادة الجيش ليسوا أذكياء.
وأضاف ميلشطاين قائلا: "في الجرف الصامد (العدوان على غزة) تم جرنا للحرب ولم نبادر إليها، بالضبط كما كان الوضع في حرب لبنان الثانية. منذ حرب سلامة الجليل (لبنان الأولى)، وعلى مدار 32 عاما ونحن لا نبادر بل نرد، بالرغم من أننا نقول إننا سنرد في الوقت والمكان المناسب، فالعدو هو الذي يعمل في الوقت والمكان المناسب. لو استمرت حماس لمدة عام في قصفنا وكان ردنا من خلال القبة الحديدية، سنصل إلى وضع أننا سنفقر. قادتنا هواة. هم الذين بادروا إلى هذه الحرب من خلال اختطاف ثلاثة شبان وقتلهم".
وساوى المؤرخ الإسرائيلي بين حركات صهيونية مثل "الايتسل" و"الهغناه" التي حاربت البريطانيين وبين حماس، وأضاف: "كيف حاربنا البريطانيين؟ بالدبابات والطيارات؟ بالارهاب. حماس تحارب عدوها أيضا بكل ما تملك بهدف قتل أكبر عدد ممكن، وطردنا من البلاد. إذا تحدثت عنهم كأنهم مجرمون فأنك لا تستطيع أن تقتلهم بل عليك القبض عليهم ومحاكمتهم. في الحرب لا تستطيع أن تكون قاضيا، واذا استعملت مصطلح "مدنيين أبرياء" فأنك إذا قتلتهم فأنك تكون القاتل وليس حماس. في الحرب الأخيرة استعملنا مصطلح "قتلة" وبالتالي تمّ عرضنا كقتلة. عليك استعمال مصطلح أعداء، وبالتالي يكون لك الحق في قتل كل من يعتبر عدوا، أي الجميع. ولكننا بغابائنا استعملنا مصطلح مجرمين وأنذال، وليسوا جنودا".
وأشار المؤرخ الإسرائيلي إلى أن "انتصار حماس يظهر من خلال صمودهم أكثر من 45 يوما أمام أفضل سلاح جو في العالم، بالضباط كما كان الحال في حرب لبنان الثانية حيث لم نقضي على حزب الله وبالتالي فهو الذي انتصر، لأنه لا أحد يعتقد أن حزب الله سيحتل إسرائيل".
وأردف الدكتور ميلشطاين قائلا: "الخطأ بأننا نجهز جيشنا لمقابلة جيوش نظامية كسوريا أو مصر أو العراق، ولا نجهزه لحرب عصابات. الحرب ضد إيران ستكون صواريخ مقابل صواريخ. المشكلة ليست في الجنود بل في رئيس الأركان والجنرالات الذين لم يجهزوا الجنود لمثل هذا النوع من الحرب".
وردا على سؤال لماذا لم ينقل فكرته قال إنه التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومن سبقه أرئيل شارون، ونقل فكرته لايهود براك، مشيرا إلى أن نتنياهو قال إنه لا يستطيع أن يقوم بهذه الثورة في الجيش.
[email protected]