استطاعت الجماهير الفلسطينية الزاحفة من الداخل المحتل تجاه المسجد الأقصى المبارك كسر الحصار المشدد الذي فرضته قوات الاحتلال لمنع وصول الأعداد الكبيرة من المشاركين في “يوم النفير” نصرة للأقصى والقدس.
ووصل ألاف فلسطينيي الداخل المحتل من الجليل الأعلى والمثلث والنقب والمدن الساحلية إلى باحات المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح استجابة لدعوة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بالداخل ليوم النفير .
وتقدمت قيادات اللجنة والأحزاب والحركات الوطنية والإسلامية المشاركون في النفير في تظاهرة وصلت لباب الأسباط في القدس المحتلة، وذلك احتجاجًا على اقتحامات المستوطنين المتكررة ومنع دخول المصلين إليه.
وشارك في التظاهرة النواب العرب جمال زحالقة وباسل غطاس وحنين زعبي والنائب إبراهيم صرصور وطلب أبو عرار ومازن غنايم إضافة لرؤساء الأحزاب والبلديات في البلدات العربية بالداخل.
وقال رئيس اللجنة العليا للجماهير العربية محمد زيدان إن قوات الاحتلال أغلقت باب الأسباط الذي تجمع أمامه متظاهري الداخل، إلا أن الجموع الغفيرة حاولت فتحه بالقوة ووقعت احتكاكات انتهت بالاتفاق مع شرطة الاحتلال على فتح الباب تحت ضغط الجماهير حتى لا تتطور الأحداث.
وأكد أن الجماهير الفلسطينية استطاعت إرغام شرطة الاحتلال على فتح الباب وأن أعدادًا كبيرة دخلت المسجد الأقصى وأخرى في باحاته.
وشدد على أن تواجد أهالي الداخل اليوم منعت المستوطنين من دخول المسجد الأقصى، خاصة وأنهم كانوا يعدون أنفسهم لاقتحامه بالمئات اليوم.
ووصف الحراك الجماهيري تجاه الأقصى وما يشهده بأنه غير مسبوق.
وتخلل اعتصام الجماهير أمام المسجد كلمات لقيادات الداخل الوطنية والإسلامية ومن بينها الشيخ عكرمة صبري ونواب الكنيست ولجنة المتابعة، والذين أكدوا أن هذا اليوم رسالة قوية للمؤسسة الإسرائيلية بأنها لن تستطع منع وصول الجماهير إلى المسجد الأقصى.
كما أكد زيدان أن يوم النفير لن ينتهي إلا بعد صلاة الظهر أي بعد ضمان عدم دخول المستوطنين إلى المسجد، لافتًا إلى أن اللجنة ستعمل بعد هذه الفعالية للتحضير للمؤتمر الوطني لنصرة القدس والأقصى والذي سيتم عقده بالداخل المحتل خلال الفترة القادمة.
وأوضح أن اللجنة كلفت لجنة منبثقة منها لإعداد وثيقة الوفاء للقدس والأقصى التي سيتم الإعلان عنها خلال المؤتمر.
ولا تزال جموع المتظاهرين من أهالي الداخل متواجدة في باحات الأقصى ومداخله، وسط حالة من التوتر تسود المنطقة.
وكانت لجنة المتابعة استنكرت في دعوتها للنفير العام بالداخل تجاه الأقصى انتهاكات الاحتلال المتصاعدة ضده خاصة مع ما يسمى بـ”عيد العرش”، مطالبة الأردن بممارسة سيادتها الإدارية على المسجد الأقصى بشكل فعلي ولجم الاحتلال الإسرائيلي عن عدوانه المتواصل.
ودعت السلطة الفلسطينية بالوقوف أمام مسؤوليتها التاريخية في الدفاع عن المسجد رسميًا وشعبيًا.
وقالت إن المرحلة التي يمر بها المسجد الأقصى جد خطيرة وإن مخططات الاحتلال الإسرائيلي وكيده له رسميا وشعبيا أصبحت واضحة المعالم وان الاعتداءات المتكررة عليه باتت تفرض علينا واجب النفير العام إليه والدفاع عنه أمام هذه الغطرسات الإسرائيلية الباطلة.
وحيّت لجنة المتابعة كافة المرابطين والمعتكفين المدافعين عن المسجد الأقصى رجالا ونساء بأجسادهم وإراداتهم الفولاذية، وكذلك “محامين من أجل القدس” الذين قاموا بمتابعة المعتقلين وهم بالعشرات حتى اطلاق سراح آخر معتقل.
[email protected]