أعلنت «الهيئة العامة للاستثمار» السعودية أمس عن توقيع 23 اتفاقية بقيمة إجمالية تبلغ 15 مليار دولار ضمن فعاليات «مبادرة مستقبل الاستثمار»، أو ما يطلق عليها «دافوس الصحراء».
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الاتفاقيات تضمنت عدداً من النشاطات الاستثمارية في مختلف القطاعات الاستراتيجية، من أبرزها قطاع الطاقة والمياه، وقطاع الدواء والخدمات اللوجستية والبتروكيماويات والتقنية وريادة الأعمال والابتكار.وجرى توقيع الاتفاقيات ضمن حفل أقامته «هيئة الاستثمار» على هامش فعاليات المبادرة تحت شعار «استثمر في السعودية». وانطلقت أمس في العاصمة الرياض، الدورة الثالثة من مبادرة مستقبل الاستثمار التي تستمر حتى غداً الخميس تحت رعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
طرح أولي
من جانبها قالت 3 مصادر على اطلاع مباشر لـ«رويترز» إن أرامكو السعودية تستهدف الإعلان عن بدء طرحها العام الأولي 3 نوفمبر بعد إرجاء العملية في وقت سابق من الشهر الجاري لإتاحة وقت للمستشارين لتأمين مستثمرين رئيسيين.وقالت المصادر أيضاً إن أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لأرامكو، لم يكن حاضراً في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار أمس نظراً لاجتماعه مع مستثمرين في الخارج قبيل الطرح العام.
وتتطلع أرامكو لطرح حصة تتراوح بين 1 و2% في البورصة السعودية فيما قد يصبح إحدى أكبر عمليات الطرح العام الأولي على الإطلاق، وقد تصل قيمته إلى 20 مليار دولار.
ورداً على استفسارات من رويترز، ذكرت «أرامكو» أمس أنها لا تعلق على الشائعات أو التكهنات، مضيفة أن الشركة مستمرة في التواصل مع المساهمين بشأن أنشطة التحضير للطرح العام الأولي.وقالت الشركة إنها مستعدة، وإن التوقيت سيكون مرهوناً بأوضاع السوق وسيتحدد وفق اختيار المساهمين. وقال ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، صندوق الثروة السيادي، إن الشركة سيكون بها المزيد من المساهمين من المؤسسات قريباً. وأدلى الرميان، الذي يرأس أيضاً مجلس إدارة «أرامكو»، بتصريحاته خلال جلسة نقاش في المؤتمر المنعقد في الرياض.
وقال تلفزيون العربية في نبأ عاجل نقلاً عن مصادر إن اكتتاب المستثمرين في الطرح العام الأولي لأرامكو سيبدأ في الرابع من ديسمبر.
سعر الطرح
وأضاف التلفزيون أن الشركة النفطية العملاقة ستعلن عن سعر الطرح في 17 نوفمبر، وذكر أن التداول على الشركة في بورصة الرياض سيبدأ في 11 ديسمبر.
وظلت «وول ستريت» في حالة ترقب شديد لبيع أرامكو حصة منها منذ أن أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان النبأ قبل 3 أعوام، لكن ظل التقييم الذي يستهدفه ويُقدر بتريليوني دولار محل تساؤلات من بعض رجال المال وخبراء القطاع الذين أشاروا إلى أن بلدان العالم تسرع جهود التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض، ما يفرض ضغوطاً على أسعار النفط ويقوض قيمة حقوق ملكية الشركات المنتجة للنفط.
تشكيل كونسورتيوم
وقال كيريل ديميترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، إن الصندوق يعكف على تشكيل كونسورتيوم من المستثمرين من أجل الطرح العام الأولي لأرامكو. وقال ديميترييف للصحفيين خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار: «هناك عدة صناديق معاشات روسية مهتمة بالاستثمار في الطرح العام الأولي لأرامكو، وتلقينا مؤشرات من صندوقنا الروسي - الصيني بأن بعض المؤسسات الاستثمارية الصينية الكبيرة مهتمة بالطرح العام الأولي لأرامكو». وفي سياق منفصل، قال فاروق بستكي العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار الكويتية، صندوق الثروة السيادي، إن أرامكو لم تخاطب الهيئة للاستثمار في طرحها العام الأولي.
وصرّح بستكي للصحفيين على هامش المؤتمر نفسه، بأن المؤسسة العامة للاستثمار لم تتلقَ أي اتصالات من أرامكو أو مستشاريها بشأن الطرح العام الأولي، مضيفاً أنها ستدرس الطرح العام مثل سائر الاستثمارات. وصرّح العضو المنتدب لصندوق الثروة السيادي الكويتي بأن الصندوق سيدرس الاستثمار في الطرح العام الأولي لشركة أرامكو السعودية العملاقة. ونقلت «بلومبيرج» للأنباء عن فاروق بستكي القول للصحفيين في الرياض: «نحاول عادة التنويع بعيداً عن النفط، ولكن هذه تشكل فرصة استثمارية». وذكر أن «أرامكو» لم تتواصل هي أو مستشاروها مع الهيئة العامة للاستثمار الكويتية، مضيفاً أن قرار الاستثمار سيعتمد على حجم الطرح وتوقيته وقيمته.
وامتنع الرئيس التنفيذي لبورصة سنغافورة، بون تشي لو، عن التعقيب بشكل مباشر على ما إذا كانت البورصة تخوض محادثات بشأن إدراج دولي لأرامكو بسنغافورة في المستقبل.
وقال على هامش المؤتمر في الرياض: «كبورصة توفر وصولاً فعّالاً إلى 100% تقريباً من آسيا، فنحن بنفس جاذبية أي بورصة أخرى لأي شركة أخرى تتطلع إلى جمع رأس المال».
ووقّعت «أرامكو» عدة اتفاقات خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، تتضمن اتفاقاً بقيمة مليار دولار مع مجموعة توباسكس للاستثمار في ربط الأنابيب المقاومة للتآكل ومنشآت صناعية في المملكة.
وقال البيان إنها توصلت لاتفاق بقيمة 230 مليون دولار مع بيكر هيوز بشأن التطوير والاستثمار في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. كما وقّعت أرامكو مذكرة تفاهم لتأسيس مشروع مشترك مع إيه.بي.كيو بقيمة 600 مليون دولار. ووقّعت الشركة اتفاقاً بقيمة 200 مليون دولار مع داسو سيستيمز يهدف إلى التعاون في تحليل البيانات وإدارة المشاريع والمدن الذكية.
تفاوت الثروات
وتجمّع قادة عالميون وشخصيات كبرى من «وول ستريت» في منتدى استثماري سنوي بالرياض مع التركيز على أوجه التفاوت العالمية في الثروات وسياسات البنوك المركزية والتكنولوجيا.
وقال ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمار السيادي، صندوق الاستثمارات العامة السعودي، في تصريحات لدى الافتتاح: «لدينا اليوم أكثر من 6 آلاف من المسؤولين التنفيذيين والمشاركين حاضرون.. هذا أكثر من ضعف مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الأول».
تنويع
تم إطلاق المنتدى في 2017 لاستعراض مستقبل السعودية بعيداً عن الاعتماد على النفط.
وناقشت جلسات أمس تحديات تواجه الاقتصاد العالمي منها التكنولوجيا المثيرة للاضطرابات والفجوات في الثروات والافتقار إلى أدوات فعّالة لدى البنوك المركزية في ظل نمو اقتصادي متباطئ.
[email protected]