كانت تشع حيوية وحياة. أنهت دراستها الجامعية، خططت لمستقبل جميل، بدأت البحث عن وظيفة، إلا أن كل شيء توقف في لحظة، بعدما أصيبت بألم في رأسها على مدى أيام، قبل أن تغيب عن وعيها في إحدى المرات وتنقل إلى المستشفى ليشخّص الطبيب حالتها، وفق ما قاله أستاذها الجامعي وصديقها رائد أبو شقرا لـ"النهار" بأن "انتفاخاً في الأوعية الدموية أدى إلى نزيف في أحد شرايين دماغها، خضعت إلى عمليتين جراحيتين تكللتا بالنجاح، لكن بعد ذلك دخلت في غيبوبة ليُعلن عن مفارقتها الحياة"... هي آية العجمي ابنة بلدة مجدل عنجر، الشابة التي أطبقت عامها الثاني والعشرين على سرير المرض قبل أن ترحل إلى الأبد.
غياب مؤلم
لا أحد ممن عرف آية يصدّق إلى الآن كيف أنها رحلت في غفلة، فمن كانت تملأ الأجواء تفاؤلاً وفرحاً، غابت من دون أي مقدمات. وقال أبو شقرا: "كنت أستاذها في الجامعة اللبنانية الدولية حيث درستْ إدارة الإعمال، وعلى الرغم من تخرجها إلا أنها من الطلاب الذين واظبوا على التواصل معي، كانت تطلعني على آخر مستجداتها بشكل دائم، وعند دخولها إلى المستشفى في السابع من هذا الشهر أخبرتني والدتها بحالتها الصحية المفاجئة، وبأنها بعد شعورها المتكرر بألم في رأسها، سقطت أرضاً وغابت عن الوعي، نقلت إلى المستشفى، شخّص الطبيب حالتها بما يسمى تمدد الأوعية الدموية أو أم الدم أو أنيوريسم، وطلب إجراء عملية لها لوقف النزيف، وأطلع عائلتها على أنه أمامها 72 ساعة حرجة، دعَوْنا لها في السر والعلن أن يشفيها الله ويعيدها إلينا، لكن للأسف شاء أن تكون نهاية رحلتها على الأرض يوم أمس".
ما هو مرض "تمدد الأوعية الدمويّة"؟
يُعدّ مرض "تمدد الأوعية الدمويّة" (Aneurysm) من الحالات الصحيّة التي قد تعرض حياة الإنسان للخطر في حال لم تُعالج. ولكن، قد لا يلاحظ ظهور هذا المرض، لأنّه لا يأتي دائماً مع أعراض واضحة. وبالرغم من ذلك، يحذر الأطباء من بعض المؤشرات التي تساعد على كشفه، بحسب ما ذكره موقع "Everyday Health". بالإضافة إلى ذلك، تختلف هذه الأعراض من فرد إلى آخر وفقاً لمكان ونوع هذا التمدد والمشاكل التي يعاني منها المريض.
أعراض المرض
- ضعف في النظر وازدواج الرؤية وتدلي الجفن.
- الشعور بصداع مفاجئ
- ألم فوق العين وخلفها.
- غثيان وتقيؤ.
- صعوبة في الكلام.
كيف يتمّ التشخيص؟
بالرغم من أنّ هذه المؤشرات تساعد في الكشف عن الإصابة بـ"تمدد الأوعية الدمويّة"، فهي قد لا تظهر عند بعض المرضى. لذلك، يقوم الطبيب المختصّ باختبارات وفحوصات عدّة لكي يُشخّص هذا المرض ويُحددّ نوعه. وللكشف عن التمددات في الأوعية الدمويّة في الدماغ، يخضع المريض "للتصوير المقطعي المحوسب" (CT scan)، حيث تسمح صور الأشعة السينيّة (X-ray images) بالعثور على التمددات. وفي حال لم تكن هذه الصور كافيّة، يقوم الطبيب بـفحص "تصوير الأوعية" (Angiography)، الذي يسمح برؤية الأوعية الدمويّة والشرايين بشكل أفضل من خلال الأصباغ والأشعة السينيّة.
طرق العلاج
تتعلّق طريقة علاج "تمدد الأوعية الدمويّة" بحجم التمددات ومكانها، كما أنّ العلاج يختلف في حال أدّى التمدد إلى تمزق الوعاء الدمويّ. إذ تنقسم طرق العلاج إلى ثلاثة أقسام:
أولًا - الانتظار والمراقبة: تتطلّب التمددات الصغيرة وعديمة الأعراض المراقبة الدقيقة من خلال دراسة نتائج الفحوصات التي يخضع لها المريض بانتظام، بناءً على حجم التمددات وسرعة نموّها.
ثانيًا - تناول الأدوية: عادةً ما يصف الطبيب أدوية ارتفاع ضغط الدم لمرضى "تمدد الأوعية الدمويّة"، لأنّها تساهم في الحفاظ على مستوى طبيعيّ لضغط الدم. إذ أنّ ارتفاع ضغط الدم قد يضعف أكثر الوعاء الدمويّ وقد يسبب تمزّقه.
ثالثًا - الخضوع إلى عملية جراحيّة: في حال تمزقت أوعية دمويّة نتيجة تمددات في الدماغ، يحتاج المريض إلى عملية جراحيّة طارئة لمنع تسرب الدم في الجمجمة وتصريف الدماغ من السوائل الزائدة. ومن الجدير ذكره، أنّ العمليات تختلف بناءً لحالة المريض ونوع التمدد وعوامل أخرى كثيرة.
نصائح وقائية
قد يؤدي "تمدد الأوعية الدمويّة" إلى مشاكل ومضاعفات صحيّة، كما أنّه قد يعرض حياة الإنسان للخطر. لذا، من المهمّ معرفة تاريخ العائلة مع هذا المرض وفهم العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة به. ويمكن القيام ببعض التغييرات في الحياة اليوميّة للوقاية منه، ومنها: إتباع نظام غذائي صحيًّ، مراقبة ضغط الدم، الإقلاع عن التدخين.
[email protected]