الخامس والعشرون من نيسان هو يوم مميّز وخاصّ لدى أبناء الطائفة المعروفيّة التي تحتفل بزيارة مقام النبي شعيب عليه السلام الواقع في حطين والمشرف على بحيرة طبريا، حيث التجدد والحياة الغضّة في محيطه وجباله المزهرة.
وبهذه المناسبة، أتوجّه إلى أبناء ملّتي بكافة أطيافها فردًا فردًا لأقدم أصدق التهاني والتبريكات بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعًا، فنشعر بالخشوع والإيمان والسكينة بهذه المناسبة التي أصبحت رمزًا وشعارًا تحمل في طياتها أسمى المعاني، راجيًا من المولى تعالى، أن تعود علينا بالمحبة وبناء جسور الألفة وقد تبدّدت أحوالنا وأوضاعنا المزرية وظروفنا الحياتية والسياسية، وتحسّن تفكيرنا ونهجنا، لنفكر بعقلانية أكثر ونعمل معًا على تجنيد كافة طاقاتنا وقدراتنا ومهاراتنا من أجل تطورنا وتحريرنا من ثقافة المظاهر والتلون والعائلية والتمسك بعادات بالية أكل عليها الدهر وشرب، عادات لا تنسجم مع ركب الحضارة السريع ولا تخدم أو تصبّ في مصلحة الطائفة بل بالعكس.
وبهذه المناسبة لم أجد في الحقيقةً، أفضل وأنسب ممّا أدلى به ابن شفاعمرو البار عضو الكنيست حمد عمار بوقفته الشجاعة وبكل ثقة على منصة الكنيست وتوجيهه نقدًا شديد اللهجة ضد قانون القومية، وفي هذا المقام يحضرني مقال كتبته بعنوان " حلف دم أم حلف ندم".
" أبناء الطائفة المعروفية دفعوا ويدفعون ثمنًا باهظًا، وتصادر أراضيهم ولا يحصلون على أبسط الحقوق المشروعة، وحتى الجندي يعاني أثناء خدمته الإجبارية من التمييز والإهانة، وكل حكومات إسرائيل، ومنذ قيام الدولة، تستهتر وتستخف بأبناء الطائفة المعروفية وتلعب بمشاعرها وتقوم بتنفيذ دورها على أحسن وجه بحيث تتظاهر بتقديرها لها على دعمها وإخلاصها وربط بما يسمى حلف الدم والذي تعتبره الأغلبية حلف ندم، فالحقيقة واضحة وضوح الشمس، ويعرف الداني والقاصي حق المعرفة أن الطائفة المعروفية لا تحصل على حقوقها بل بالعكس وأكبر دليل على ذلك قانون أساس إسرائيل دولة القومية اليهودية.
" لا تأتوا إلينا، إلى الطائفة الدرزية وتطلبوا منا أن ندعمكم وأن نصوت ونعطيكم أصواتنا لأنكم لا تستحقونها ولن نعطيكم إياها، واليوم أثبتتم من أنتم وكيف تتعاملون وتفكرون بإخوانكم الدروز الذين ربطوا مصيرهم بمصير دولة إسرائيل من قبل قيامها"
" لا تاتوا إلينا في الجنائز عند سقوط شبابنا وأبنائنا دفاعًا عن أمن الدولة وتدعون بأننا إخوة بالسلاح والمصير، واليوم أنتم أثبتم ما هي حقيقة نظرتكم واهتمامكم بالطائفة الدرزية".
نقف احترامًا للعلم، ونحترم شعارات الدولة ولكن مع هذا طلبنا هو أن تعيدوا لنا حقنا لنكون إسرائيليين متساوي الحقوق ، نحن لسنا بمرتزقة بل مواطنون متساوون، ولنا الحق بطلب هذه المساواة وإعادتها لنا بعد أن جاء قانون القومية وسلبها منا، ونحن نطالب وسنستمر بالمطالبة بتعديل قانون القومية"
هذا الواقع أدّى إلى انعدام الثقة بين أبناء الطائفة والمؤسسات الحكومية وخلقت توترًا وإحباطًا.
رماح توجِّه همسة تقدير وعرفان إلى النائب حمد عمار على مواقفه المشرفة وحرصه على حقوق أبناء الطائفة وكرامتها.
نعم، وفي هذا اليوم نجدد مطالبتنا ونقول بصوت عال لكل الأحزاب والقياديين الذين سنُّوا قانون القومية وصوّتوا على إقراره، أنتم غير مرغوب فيكم، لا نريدكم في هذه المناسبة لتسمعونا بعض التصريحات الجوفاء، وتعانقونا وتطبِّلوا على ظهورنا وتقولوا لنا أنتم أبطال شجعان ونحبّكم كثيرًا.
أعاده الله علينا وعلى محبِّي الحرية والسلام بكل خير وبركة.
[email protected]