إنها آخر ابتكارات أهل غزة المحاصرين المعذبين، الذين لا يعدمون وسيلةً، ولا يشكون من عجزٍ ولا يعرفون الضعف، ولا يعترفون بالصعب أو يقبلون بالمستحيل، الذين يفاجئون العدو بكل جديدٍ، ويصدمونه بكل غريبٍ، ويخرجونه عن طوره كل صباحٍ، ويدخلونه إلى الملاجئ كل ليلٍ، ويجبرونه على الهرولة والهروب، وترك كل شيء والتخلي عن كل متعةٍ سعياً للنجاة وفراراً من الموت.
ابداعٌ جديدٌ وشكلٌ آخر به يقاومون وبواسطته يواصلون فعاليات مسيرتهم الوطنية، وبها يقولون للمحتلين الغاصبين، أننا هنا لكم بالمرصاد، نرقبكم ونتعقبكم، ونتابعكم ونلاحقكم، نقلقكم ونربككم، نحرمكم النوم في النهار، ونمنعكم من الخلود إليه في الليل، أو أخذ قسطٍ من الراحة، فسيطول ليلكم معنا، وستجهد عيونكم وهي ترقبنا، وسترتسم هالاتٌ سوداء قاتمة حول عيونكم وتحت جفونكم.
سنفقدكم الإحساس بالسعادة، ولن تنعموا بالرفاهية، ولن تستمتعوا بالعطلة، ولن تقر عيونكم بالهدوء والسكينة، ولن تطمئن نفوسكم إلى السكون، ولن تعرف قلوبكم الأمن أو الطمأنينية، فهذا وعد الفلسطينيين لكم، وعهده يقطعه على نفسه معكم، فوطنوا أنفسكم على طول إرباك واستمرار معاناةٍ، وهيأوا أنفسكم لسهرٍ طويلٍ وسهدٍ مضني وتعبٍ لا ينتهي.
إنه مقاومة الضوء والصوت، وسيرالية الخوف والقلق، يصنعها الفلسطينيون ليحققوا حريتهم، ويكسروا الحصار المفروض عليهم، ويخرجوا من السجن الكبير الذي بني حولهم.
التحية لفرق الإرباك الليلي ومجموعات المقاومة البيضاء .....
[email protected]