أستعد في هذه الأيام لإنهاء عملي في جمعية سيكوي (نهاية شهر شباط 2019)، بعد الانتخاب المُفرح لمدير مشارك جديد، الرائع أمجد شبيطة، والذي سعدت بالعمل معه في سيكوي في الثلاث سنوات ونصف الأخيرة.
سأترك الجمعية لأسباب شخصيّة وعائليّة، وقراري نابع عن قناعة تامّة. مع ذلك، المكان الذي سأغادره ليس مجرّد مكان عمل، إنّه بيت آيديولوجيّ ومهنيّ. التنازل عن الامتياز الذي حظيت به للمشاركة في قيادة واحدة من أهم المنظّمات وأكثرها شجاعةً وتأثيرًا في البلاد، كان، ولا يزال، خطوة صعبة للغاية التي تُشعرني بالثِقل. بتوديعي لزملائي وزميلاتي في سيكوي- الخبراء والخبيرات المهنيين الأكفاء- ولجمهور داعمينا وأصدقائنا في المجتمع المدني، فإنّني أودّع كلّ من يشاركني إيماني الوثيق بإمكانية تحويل هذا المكان إلى مجتمع مشترك ومتساوٍ، إنّه وداع مصحوب بالحزن والأمل في آن واحد.
سأترك جمعيّة سيكويّ وأنا مُطمئنة ومليئة بالأمل، علمًا بأنني سأترك خلفي منظّمة قويّة، مستقرة ومؤثّرة. في السنوات الثلاث الأخيرة، نجحنا في توسيع المنظّمة بمعدّل الثُلث، استقطبنا أعضاء وعضوات طاقم رائعين، وسّعنا حلقات داعمينا في البلاد والعالم بشكل كبير، أسّسنا ووسّعنا قسمين جديدين، طوّرنا مشاريعًا جديدة وضروريّة لتحقيق المساواة وللنهوض بمجتمع مشترك، وضعنا بنى تحتيّة إداريّة جديدة وغيرها من الإنجازات. هذا كله، أتاح لنا في سيكوي الفرصة بأن نبادر إلى سيرورات أدت إلى تحقيق إنجازات هامة نحو تحقيق رؤيتنا من أجل مجتمع مشترك للمواطنين اليهود والعرب الفلسطينيين في الدولة. كلّي ثقة بأنّ هذه البنى التحتيّة ستشكّل أساسًا للمزيد من النجاحات والتطوّرات في جمعية سيكوي لسنوات عديدة مقبلة.
سأنتهز هذه الفرصة لأتقدّم بجزيل الشكر لكلّ واحد وواحدة منكم على دعمكم، التزامكم واستثماركم في إنجازات جمعيّة سيكوي، المساهِمة في تغيير الواقع.
أخصّ بالشكر أعضاء المجلس الإداريّ ورئيسيّ الجمعية، بروفسور محمد أمارة والسيّدة أﭬريما غولان، على إرشادي، احتوائي ودعمي على المستويين الشخصيّ والمهنيّ في اللحظات الأكثر تحديًا في السنوات الثلاث الأخيرة.
أتقدّم أيضًا بجزيل الشكر لرون على الشراكة الكاملة والمتكافئة طوال الطريق، وخاصّة على التزامه المُطلق بتعزيز المساواة من أجل المجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل، والنهوض بمجتمع مشترك ومتساوٍ.
أتمنى لأمجد ورون النجاح والتوفيق في عملها المشترك،ـ وكلّي ثقة بقدرتهما على قيادة جمعية سيكوي نحو المزيد من النجاح.
|