التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤخرا مع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين في ديوان رئيس الوزراء بالقدس . وتم خلال اللقاء إبرام مذكرة تفاهمات بين كلا الدولتين تعنى بمواصلة التعاون في مجالات العلوم، والثقافة والتربية والتعليم وإعلان نوايا في موضوع التعاونات الدولية المستقبلية في مجال المساعدات الخارجية لدول العالم الثالث.
وقال رئيس الوزراء في مستهل اللقاء: "إنها أول زيارة رسمية تقومون بها لإسرائيل فنرحب بكم بكل حفاوة وحرارة. نود الإشادة بكم وبالمستشار كورتز على مواقفكما وتصريحاتكما القوية بشأن الحقيقة، والتاريخ ومعاداة السامية.
إن الرئيس النمساوي والمستشار النمساوي يشكلان مثالاً يحتذى به بعرضهم حقيقة كون معاداة السامية ومعاداة الصهيونية أمرًا واحدًا: فتحت رياسة النمسا للاتحاد الأوروبي، صدرت دعوة للدول إلى اعتماد تعريف معاداة السامية، على النحو الذي اعتمدته فرقة العمل الدولية المعنية بتخليد ذكرى المحرقة النازية (IHRA)، والذي نعتبره متماشيًا مع الحقيقة والأخلاقيات. إننا نتابع مواقفكم وطريقة ترويجكم لها ونثمن ذلك عاليًا.
لدينا العديد من القواسم المشتركة مع النمسا فكلا دولتانا عبارة عن دولتين ديمقراطيتين يجمعهما الاهتمام بالإمساك بالمستقبل. إننا نواجه تحديات كثيرة وكذلك فرص كثيرة، حيث تستثمر كلا الدولتان قسمًا كبيرًا من ناتجهما القومي الإجمالي في الأبحاث والتطوير مما يعكس ثقتنا بالابتكار.
سنناقش هذا اليوم الابتكار، في السايبر وغيره من المجالات التكنولوجية كافة والتي تحدث المعجزات وتغيّر عالمنا. كما سنبرم مذكرة تفاهمات في موضوع الثقافة والعلوم – وهما موضوعان بإمكاننا النهوض بهما من خلال العمل سويًا. إذ تملك كلا دولتانا تلك الشركات المتقدمة ذات الأشخاص الموهوبين، فكلما وسعنا رقعة التعاون، استفاد من ذلك كل من دولتينا" .
واضاف نتنياهو :" إن أكبر تحدٍ نواجهه بدون شك هو التطرف والتعصب اللذان يسعيان لإعادة العالم إلى عصر الأيام الوسطى. وهنا في الشرق الأوسط نواجه أكبر قوتين تابعتين للإسلام المتشدد ألا هما السنة المتشددين تحت قيادة داعش والشيعة المتشددين تحت قيادة إيران وتوابعها. إننا ملتزمون بمنع تقدمهما. فبهذا الشكل لا ندافع عن أنفسنا فحسب وإنما ندافع عن القارة الأوروبية أيضًا من نواحٍ عديدة. إن إسرائيل أكبر قلعة تقع هنا على طرف القارة الآسيوية – أي على شواطئ الشرق الأوسط والتي تمنع قوى الإسلام المتطرف من اجتياح المنطقة وجعل حياة الملايين والملايين من الناس حياة ترحال عديمة المأوى عبر القارات وفي أوروبا على وجه الخصوص. إن أفضل طريقة للتعامل مع ذلك هي دحر تلك القوى هنا، حيث تبذل إسرائيل جهودًا كبيرة بهذا السياق.
لدينا تحدٍ جم يتمثل بإيران التي تدعو على الملأ وبصورة لا تقبل التأويل إلى تدميرنا. إننا ملتزمون بمنعها من الحصول على أسلحة نووية ستوجه ضدنا ولكننا ملتزمون أيضًا بصد عدوانهم في سوريا.
في التاريخ الموافق 21 فبراير سأسافر مرة أخرى إلى روسيا لمتابعة المحادثات التي أجريتها مع الرئيس بوتين في باريس قبل بضعة أشهر والمناقشات التي تلتها. فمن الأهمية بمكان أن نواصل عملنا على منع إيران من التموضع عسكريًا بسوريا. إننا ومن جوانب كثيرة نكبح هذا التقدم وفي الآن ذاته إننا ملتزمون بمواصلة القيام بذلك، بغية منع إيران من فتح جبهة جديدة ضدنا على مسافة قريبة للغاية منا بمعنى الجانب الآخر من هضبة الجولان. وهذا هو الموضوع الرئيسي الذي سأناقشه من الرئيس بوتين.
كما أريد أيضًا الإشادة بالنمسا على رفضها استضافة محادثات الـ SPV التي كانت تهدف إلى الالتفاف على العقوبات المفروضة على إيران. إنه مجال كنت أريد مواصلة مناقشته معك، والذي نشاطر بطبيعة الحال المواقف المشتركة حوله. أعتقد بأننا نشارك الغاية نفسها، وأعتقد بأن تلك الغاية المشتركة قد وردت على البطاقة على وضعتها في حائط المبكى مع أمانيك بشأن المستقبل. ودعني أخمن أن آمالنا وأمانينا بشأن المستقبل تتمثل في تحقيق السلام والانسجام والأمان والازدهار. وأنت مدعو لتصحيح كلامي إذا كنت مخطئًا، ولكن في حال كنت على حق، فلدينا الكثير من القضايا التي يجب مناقشتها معًا".
[email protected]