اكتشف العلماء أن الأصوات اللإرادية التى نجريها عندما نعبر عن الصدمة، والغبطة، والخوف، تكشف الكثير عما نشعر به أكثر مما كان يعتقد من قبل، وفى هذا الإطار ظهرت لأول مرة خريطة صوتية تفاعلية تصدر أكثر من 2000 صوت لمجموعة من 24 مشاعر مختلفة مثل الخوف والمفاجأة (الإيجابية والسلبية) والإحراج والغبطة والنشوة.
ووفقا لصحيقة (واشنطن بوست)، من خلال الخريطة الصوتية يتم عرض النتائج بصوت واضح ولون على الخريطة يسمح للمستخدم بتحريك المؤشر وسماع الأصوات المتفاوتة، ويوضح التقرير الذى نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أن الأصوات العفوية مثل "woohoo" لنقل الإثارة و"argh" لإظهار الغضب تقول الكثير عما نشعر به أكثر مما كان مفهوما من قبل، وذلك وفقًا لبحث جديد أجرته جامعة كاليفورنيا فى بيركلى، والذى نشرت نتائجه عبر الإنترنت فى مجلة علم النفس الأمريكية.
أجرى العلماء تحليلاً إحصائيًا للردود على أكثر من 2000 تعجب غير شفهى تعرف باسم "رشقات صوتية" لاكتشاف وجود آلاف الأصوات المختلفة لأنواع مختلفة من المشاعر، وهو ما يعد ضعف عدد المشاعر البشرية المختلفة التى سبق تسجيلها، بينما تشير دراسات أخرى لرشقات صوتية تحدد عدد المشاعر التى يمكن التعرف عليها ويصل عددها إلى 13، وبعد تحليل أكثر من 2000 صوت مختلف للمشاعر، وجد أن صوت النشوة هو مزيج من 25% من الرضا و25% من النشوة و17% خيبة أمل و8% رهنا و8% رغبة و8% ذنب و8% تحقيق.
وقال كبير الباحثين فى الدراسة البروفيسور داشير كيلتنر، أستاذ علم النفس فى جامعة كاليفورنيا فى بيركلى ومدير هيئة التدريس بمركز العلوم الجيدة الكبرى: "هذه الدراسة هى الأكثر بروزا لذكائنا الصوتى العاطفى الغنى، والذى يتضمن إشارات موجزة من أكثر من 20 شعور مثل الرهبة، العشق، الاهتمام، التعاطف والإحراج"، مضيفًا: "لقد استخدم البشر مثل هذه الأصوات لملايين السنين لأنها طريقة سريعة وبسيطة للتعبير عن المشاعر التى يمكن أن يفهمها الآخرون بسهولة، حتى أولئك الذين لا يتحدثون نفس اللغة على سبيل المثال".
فيما قال الباحث آلان كوين - الذى صمم الخريطة الصوتية - "تبين نتائجنا أن الصوت أداة أقوى بكثير للتعبير عن المشاعر أكثر مما كان يُفترض فى السابق"، مضيفًا "تم توفير الأصوات على الخريطة من قبل 56 ممثلاً ومتطوعًا من دول واسعة النطاق مثل سنغافورة وكينيا الذين تم منحهم سيناريوهات وطُلب منهم الرد عليها، وهذا يعنى أنهم سيصرخون فى خوف، ويتفاجئون بذهول، ويذهبون إلى "الهوه" للارتباك أو الاندهاش لتحقيق شىء ما.
وأضاف آلان كوين: "استخدمت الأصوات فى استطلاع عالمى عبر الإنترنت يطلب من 1000 بالغ أن يقولوا ما هى العاطفة التى يعلقونها على كل ضوضاء، ومن المتوقع أن يتم استخدام هذه النتائج لجعل أجهزة التحكم فى الصوت والسيليكون بأسلوب Alexa أو Siri أكثر قدرة على التعرف على العواطف البشرية بناءً على الأصوات، لكنه قد يوفر أيضا وسيلة للمهنيين العاملين فى مجال الصحة مع الخرف، والتوحد واضطرابات أخرى".
ولفت إلى أنه يبرز العواطف الصوتية المختلفة التى قد يواجهها الشخص المصاب باضطراب فهمه، فعلى سبيل المثال، قد ترغب فى أخذ عينات من الأصوات لمعرفة ما إذا كان المريض يعترف بوجود اختلافات دقيقة بين الرهبة والارتباك، على سبيل المثال".
[email protected]