هاتفٌ سقطَ في خزان ماء أنهى حياة ابن بلدة جويا اللبنانية . ولفظَ آخر أنفاسه بعد محاولته استرجاعه، على الرغم من أنه غطّاسٌ ماهر أمضى حياتَه في ممارسة هذه الهواية، لكن علي عواضة، الأب لأربعة أولاد، رحلَ الثلاثاء الماضي تغمره المياه وهو في بدلة الغطس!
الغطسة الأخيرة
"كان علي يعمل في ورشة بلاط في بلدة كونين عندما سقط هاتفه في خزان المياه المصنوع من الباطون، وبما أنه غطاسٌ منذ صغره، وحاصل على شهادة، غطسَ محاولاً جلبه، حاول لثلاث مرات لكن بلا نتيجة، وفي صباح اليوم التالي عند حوالي الساعة التاسعة قررَ معاودة المحاولة، ارتدى عدة الغطس وتوجه إلى الورشة، نزل في المياه على عمق نحو 3 أمتار بوجود شقيقي حسين وزميل له في العمل، اللذين انتظرا خروجه"، بحسب ما قال شقيقه رياض لـ"النهار"، شارحاً: "لم يكن يضع قارورة أوكسجين، وبعد أن زاد مكوثه عن الدقيقة ونصف، بدأ حسين يخشى عليه، ليسارع بعد مرور خمس دقائق إلى الاتصال بالدفاع المدني".
نُقلت جثة علي (42 سنة) الى مستشفى الشهيد صلاح غندور. ولفت رياض قائلاً: "لم نصدق إلى الآن أن من احترف الغطس على عمق 40 و50 متراً يلفظ أنفاسه على عمق لا يُذكر". مضيفاً: "تقرير الطبيب الشرعي أكد أنه لم يصطدم بشيء، وإن سبب الوفاة عارض في معدته، مع العلم انه كان يعاني مرضاً في كليته، وأجرى فيها عملية جراحية، لذلك نعتقد أن برودة المياه أثّرت عليه وتسببت بالمأساة، على الرغم من أنه كان يقصد البحر لممارسة هوايته رغم الطقس القارس".
فتحت فصيلة بنت جبيل تحقيقاً بموت علي. وقال رياض إنه "جرى التحقيق مع شقيقي حسين وزميله كونهما كانا متواجدين في مكان الحادث، وقد أكدا أن علي نزل إلى المياه بإرادته بعدما أطلعهما أنه لمح الهاتف، ولبس عدة الغطس لجلبه". وأضاف: "خسرنا الأخ الحنون والأب العطوف، الذي شاء القدر ان يحرم أولاده منه. سنتذكّر طيبة قلبه ودماثة أخلاقه، وكل ما نطلبه أن يرحمه الله ويدخله فسيح جنته".
[email protected]