نظَّم مجمع اللّغة العربيّة في الناصرة، السَّبت الماضي احتفاليَّة ثقافيَّة خصَّصها لتوزيع منح دراسيَّة لعام 2018، وقد حصل عليها مجموعة من الطلاب الذين يدرسون في جامعات البلاد، قسم اللغة العربيّة وآدابها، للدّكتوراة والماجستير.
بأجواء حضاريَّة مهيبة أقيمت الاحتفاليّة في فندق "رمادا" في الناصرة، بحضور أعضاء ورئيس المجمع البرفسور محمود غنايم، ولجنة المنح فيه، والطلاب الحاصلين عليها، وعدد من ذويهم وأصدقائهم. كما شارك بحضور الاحتفاليَّة كوكبة من المثقَّفين والمهتمِّين ومحبّي اللغة العربيّة وآدابها، جاءوا من الناصرة، ومن خارجها لتشجيع الطلاب على مواصلة مشوارهم الأكاديمي في الجَّامعات ليرتقوا أعلى المراتب في مجال لغة الضَّاد، وإعلاء شأنها.
تولَّى عرافة الاحتفاليَّة وأدارها، عضو الإدارة ولجنة المنح في المجمع: البروفسور مصطفى كبها الذي رحَّب بالحضور، وتحدَّث عن أهميَّة إتقان اللغة العربيّة، خاصة بعد سن قانون القوميَّة الجائر الذي ألغى رسميَّة اللغة العربيّة في إسرائيل، مؤكّدًا على أنّ لا خوف على "العربيَّة" ما دام هناك الكثير من أمثال هؤلاء الطلاب الذين يحبُّون هذه اللغة، والذين استحقوا بجدارة الحصول من المجمع على منح دراسيَّة تساعدهم على متابعة تحصيلهم الأكاديميّ.
أمَّا رئيس المجمع البرفسور محمود غنايم، فقد استهل كلمته قائلا: "منذ عام 1973 أصبحت اللغة العربيَّة لغة رسميَّة في هيئة الأمم المتحدة ضمن ست لغات، وأصبح الثامن عشر من كانون الأول يومًا عالميًا للغة العربيَّة منذ عام 2010. ولنا أن نفخر بلغتنا العربيَّة قبل ذلك وبعده"، وأضاف: "عَدَّ علماء اللغة نحو 12 مليونًا ونصف مفردة، وبذا تصبح اللغة العربيَّة من أوسع لغات العالم، وفي نفس الوقت، ورغم هذا الاتِّساع الكبير لهذه اللغة، ورغم ما تتَّسم به من إمكانيَّات هائلة، تعاني لغتُنا من عدم مواكبتها لتحديَّات العصر"، وتساءل: "كيف كانت تلك اللغة قبل عدَّة قرون تتَّسع لكل العلوم الدينيَّة والدنيويَّة والفلسفات وسائر المعارف، بينما هي اليوم تُتَّهَم بالعجز والتَّقصير؟"
"الإجابة تكمن في السُّؤال نفسه، الإعاقة تكمن في أصحاب اللغة الذين لم يتحرَّروا من الماضي وما زالوا يتغنُّون بالأمجاد ويترنَّمون على أيَّام العرب ناسين الحاضر وسادرين في الوهم ولاهين عن المستقبل".
"هذه الكلمة أوجِّهها إلى الجِّيل الصَّاعد الذي يجب أن يأخذ زمام المبادرة ويُحرِّر لغتنا من عقالها ويجعلها قادرة على استيعاب العصر وروحه".
ثمَّ توجَّه للطلاب قائلا: "أهنئ هذه الزُّهور الجَّميلة التي تحمل روح المستقبل، فإلى الأمام.
بعد ذلك تحدَّثت الطالبة عائشة محمود كبها باسم طلاب الماجستير، فشكرت المجمع على تشجيعه ودعمه لطلاب اللغة العربيَّة، مشيرة إلى أن دراسة اللغة العربيَّة واتقانها، باتت من الأمور الملحَّة والضروريَّة لتحقيق الهويّة وترسيخ الانتماء إلى تراثنا العربيَّ، وحضارتنا، خاصًّة في هذه المرحلة التي كثُرت فيها المحاولات لتهميش دور اللغة العربيَّة، والنَّيل من مكانتها، مؤكِّدة بأنَّها هي وزملائها طلاب الماجستير سيعملون على رفع لغة الضَّاد وإعلاء شأنها. ثم اقترحت على المجمع أن يشرك طلاب الماجستير والدَّكتوراة في الندوات والأيام الدراسية التي يقيمها.
أمَّا طالبة الدَّكتوراة شيرين تناصرة التي تحدَّثت باسم طلاب الدَّكتوراة، فقد أعربت عن شكرها للمجمع على تقديمه هذه المنح الدّراسيَّة التي تؤكِّد حرصه على تعزيز مكانة لغتنا العربيّة، وذلك من خلال دعمه الماديّ والمعنويّ للطلاب الذين-كما قالت-سيعملون عند تخرّجهم من الجَّامعات على إرساء قواعد "العربيَّة" ورفع شأنها في مخلف الأوساط العلميّة والمجتمعيَّة.
في نهاية الاحتفال قامت لجنة المنح في المجمع بتوزيع المنح لعام 2018، على طلاب الماجستير وهم: عائشة محمود كبها، جامعة تل أبيب، سوار قربي، الجامعة العبرية، ندى مرشد، جامعة حيفا، سلمى شيخ أحمد، جامعة تل أبيب، نور صعب، جامعة حيفا، شفاء حيدر، جامعة حيفا، سلام سعيد، جامعة حيفا، أحمد ربيع، جامعة تل أبيب.
ثمَّ قدًّمت اللجنة المنح لطالبات وطلاب الدَّكتوراة، وهم: دعاء بصل، جامعة حيفا، كمال زبيدات، جامعة حيفا، روز شعبان، جامعة تل أبيب، رامي أبو حمد، جامعة بار إيلان، أماني هواري، جامعة حيفا، منى ظاهر، جامعة بن غريون، شيرين تناصرة، جامعة حيفا.
تجدر الإشارة إلى أنَّ عدد المنح لطلاب الماجستير بلغ لهذه السنة (9) منح، قيمة المنحة (3000) ش.ج. كما بلغ عدد المنح لطلاب الدكتوراة (7) منح، قيمة المنحة (4000) ش.ج.
[email protected]