عقد يوم الأحد الموافق 16/12/2018، تحت رعاية قسم الدراسات العليا في كلية سخنين لتأهيل المعلمين، يوم دراسي بعنوان الاستشارة التربوية ودورها في التصدي للعنف في المجتمع العربي. شارك في هذا اليوم زمرة من رجال التربية والتعليم والأكاديميين ورجال الدين، وقد حاز هذا اليوم على اهتمام الأوساط المجتمعية المختلفة، ووسائل الاعلام.
افتتحت الدكتورة نسرين حاج يحيى، مركزة اللقب الثاني في الاستشارة التربوية، أعمال هذا اليوم مرحبة بالضيوف الكرام، والحضور، مؤكّدة بدورها على أهمية تناول موضوع العنف من جوانبه المتعددة، وأشارت أنّ هذا اليوم ما هو إلا بداية لسلسلة أيام دراسية قادمة تهتم بأزمة العنف في المجتمع. وأضافت مركّزة على دور المستشار التربوي في التوعية والإرشاد. كما شارك طلاب اللقب الثاني في الاستشارة التربوي، في كلية سخنين، من خلال فعالية تربوية لطلاب الكلية حول موضوع العنف.
رحّب الدكتور ياسر عواد، رئيس قسم الدراسات العليا في الكلية، بالمشاركين والمحاضرين مؤكّدا أنّ قسم الدراسات العليا مستمر بدعم طاقم برنامج الاستشارة التربوية وطلابه (مستشارين المستقبل) ليقدموا ورشات العمل والأدوات المهنية المتيسرة للطلاب في الكلية (معلمي المستقبل) والمعلمين في المدارس المختلفة في كل مكان نستطيع الوصول إليه في المجتمع العربي لمواجه هذه الآفة الفتاكة.
أكّد السيد نزيه بدارنه، مدير عام الكلية، على أهمية طرح الموضوع في المحافل المختلفة، خاصةُ أنّ العنف أصبح آفة في مجتمعنا العربي، وعلينا أنّ نجنّد المجتمع بأطيافه المختلفة، ومرافقة لنوقف شلال الدم، كما وأكد السيد بدارنه على أهمية دور كلية سخنين كصرح أكاديمي لتوعية جيل قادم أفضل بأذن الله.
كما وشكر مشاركة رجال الدين الافاضل: فضيلة الشيخ رياض حمزة، وفضيلة الشيخ موفق شاهين، وقدس الأب صالح خوري، على تواجدهم في هذا اليوم الهام، فلرجال الدين دور مركزي في التصدي لهذه الآفة المستشرية في المجتمع. كما ستعمل كلية سخنين على إقامة الندوات والمؤتمرات الدراسية لطلابنا وللجمهور عامة لنبعث برسل رسالة واحدة: لا للعنف على جميع أشكاله أنواعه.
اما البروفيسور محمود خليل، رئيس الكلية، شكر قسم الدراسات العليا برئاسة الدكتور ياسر عواد، وبرنامج اللقب الثاني في الاستشارة التربوية برئاسة الدكتورة نسرين حاج يحيى، لتنظيم هذا اليوم الدراسي. أشار في كلمته على أهمية التصدي لظاهرة العنف، كما وأكد أن كلية سخنين ترى أنّ من واجبها تجاه مجتمعها المحاولة الحثيثة والمستمرة، وبكل الوسائل الممكنة، كبح هذه الظاهرة، خاصة وأننا نؤمن كرجال علم بأهمية التوعية وتذويت الاخلاق والفكر الواعي لدى أبناء مجتمعنا، كما وأكد البروفيسور خليل على أهمية دور رجال التربية والتعليم ورجال الدين في التأثير الإيجابي لمناهضة هذه الظاهرة المؤسفة.
قدّمت الدكتورة هند إسماعيل، محاضرة في كلية سخنين لتأهيل المعلمين، ومعالجة نفسية، محاضرة قيمة بعنوان: "دور المربيين في التصدي للعنف في المجتمع العربي"، شرحت فيها منابت العنف بأنواعه وعرض تيارات متنوعة منها. أكّدت في كلمتها على دور البيئة الخارجية في التعاطي مع احتياجات الفرد، بشكل يعينه على النمو السليم، والارتقاء لحياة بلا عنف، والوعي لمنابت العنف الذي يساهم حتما في إدارته بشكل ناجع. تحدّثت المحاضرة عن دور المدرسة كبيئة أولية، وأهمية بناء الإنسان المتحضر إلى جانب المتعلم. طرحت في النهاية فكرة شمولية تبيّن دور المدرسة لبناء إنسان واع، تشمل برامج تمكين ذاتي، برنامج وقائي، برامج مهارات حياتية، بناء طواقم بمهام محدده، طاقم طوارئ، طاقم تربية اجتماعية وصحة نفسية.
قدّم رائد بيسان، مستشار تربوي وخريج برنامج اللقب الثاني في الاستشارة التربوية في الكلية، محاضرة بعنوان:" وظيفة المستشار التربوي في مواجهة قتل طالب في المدرسة". طرح بيسان في محاضرته حادثة قتل طالبة على يد زميلها، وقدم نموذجًا علاجيًا يحاكي التأثيرات التربوية في الطائفة الدرزية، وألقى الضوء على استعمال الاليات المناسبة لإدارة حالة طوارئ وتجنيد الطواقم العلاجية المختلفة في بناء طاقم طوارئ محلي لمتابعة الحادثة.
شارك في الفقرة الأخيرة من اليوم الدراسي، رجال دين ممثلِين عن الطائفة الدرزية، الإسلامية والمسيحية، متمثلين بفضيلة الشيخ رياض حمزة، الناطق بلسان المجلس الديني المذهبي، فضيلة الشيخ موفق شاهين إمام مسجد عمر المختار في يافة الناصرة، وقدس الأب صالح خوري رئيس الطائفة الأورثوذكسية في مدينة سخنين. واجمعوا رجال الدين في كلماتهم على أهمية التسامح وضرورة التحلي به، والعمل الجاد على وجوده وحضوره في المجتمع ونبذ العنف بأشكاله ورفض كلّ ما يؤدي إليه من أجل مصلحة المجتمع عامة.
[email protected]