في لقاء ملهم مع الحاج أبو حسين علي مصطفى شلاعطة، وجه رسائل قيمة للمجتمع، مستعرضًا كيف عاش أهل بلدنا، سخنين، في الخمسينات. تحدث عن الحياة في البلدة القديمة، حيث كان الجار يسكن إلى جانب الجار، وكان هناك ما يقارب ثلاثة آلاف شخص متحابين في الفه والمودة.
وذكر الحاج أمثلة ملموسة على الكرم والتعاون بين أهل البلدة، مثل مشاركتهم في سهل البطوف، والشادر بجانب الشادر، وتقاسمهم رغيف الخبز وصحن المجدرة، وساعد الفلاح جاره "المعروف بـ”الجمل”، حيث كان الجار يساعد الآخر في الحصاد. وأكد أن الطيبة والكرم كانا سمة عامة لأهل سخنين، وأن الزلات كانت تُغتفر وتُخفى، مما يعكس روح الاحترام والتضامن الاجتماعي.
وأشار الحاج أبو حسين إلى أنه في حالة حدوث أي مشكلة أو خلاف، كانت تُحل في نفس الليلة عبر الصلح والتفاهم بين الأطراف، مؤكداً أن هذه العادة ساعدت في الحفاظ على السلم والوئام داخل المجتمع.
وأضاف أن هناك شخصًا واحدًا كان “يمون على البلد” أي يهتم بأمور البلدة ويرعى مصالح أهلها، مشددًا على أهمية المحافظة على هذا الموروث ونقله للأجيال القادمة. ودعا المؤسسات التعليمية والمجتمعية إلى إطلاق برامج توعوية لترسيخ قيم التراث والقيم الاجتماعية بين الشباب، لضمان استمرار روح المحبة والتعاون التي ميزت أهل سخنين على مر العصور.
وعاد الحاج أبو حسين ليؤكد رسالة قوية حول الانتماء والكرم، قائلاً: “من يدخل سخنين هو ابن سخنين. سخنين المضيافة دائمًا.” كما دعا إلى التسامح في العلاقات، مؤكدًا أن سخنين تجمعنا على الخير والعمل الطيب.
وخاطب الحاج الأجيال الجديدة بأن يحملوا هذا التراث الثمين، مؤكدًا أن سخنين ما زالت عائلة واحدة متماسكة، والحمد لله.
[email protected]