بدعوة من حكومة الادارة الذاتية في مقاطعة "جنوب تيرول" في شمال ايطاليا، قام وفد عربي-يهودي من البلاد بجولة من اللقاءات والمحاضرات في المقاطعة، شملت لقاءً مع رئيس حكومة المقاطعة، ارنو كومباتشر، ومع رئيس ونواب بلدية بولزانو عاصمة المقاطعة. وقد تمحورت لقاءات الوفد حول قضايا الحقوق القومية والثقافية، بالاضافة الى بحث سبل التعاون الاقتصادي بين المقاطعة وبين المجتمع العربي في البلاد.
وعقد اعضاء الوفد في ختام لقاءاتهم مؤتمرًا في المجلس الاوروبي للابحاث تحدثوا فيه عن مكانة العرب الفلسطينيين في البلاد من الناحية السياسية والاقتصادية وحول قضايا التمييز العنصري في القانون والسياسات الحكومية، وتطرقوا فيه الى العبر التي يمكن تعلمها من التجربة التاريخية المميزة لمقاطعة تيرول.
وشارك في الوفد كل من النائب د. يوسف جبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية بالقائمة المشتركة، ووليد عفيفي، رئيس جمعية الناصرة للثقافة والسياحة، ومحمد دراوشة، مدير مركز المجتمع المشترك، وريم يونس، مديرة شركة "الفا اوميغا"، والاعلامي جاكي خوري، مدير الأخبار في راديو الشمس ومراسل صحيفة هآرتس. وذلك الى جانب كل من عضو الكنيست عن المعارضة ايال بن رؤوبين، ورون جيرلتس، المدير المشارك لجمعية سيكوي، والاعلامي عيران زينغر، مسؤول الشؤون العربية في هيئة البث "كان".
ويُذكر ان "جنوب تيرول" هي مقاطعة تتمتع بادارة ذاتية اقتصادية وسياسية، تسكنها غالبية من الاقلية الالمانية في ايطاليا، وقد حققت هذه المقاطعة في العقود الأخيرة قفزة جدّية ونوعية من ناحية حماية الحقوق القومية والثقافية للمجموعات السكانية الثلاث فيها، الايطالية والالمانية واللادينو. وتتمتع المقاطعة بترتيبات دستورية تضمن حقوق المجموعات القومية والثقافية فيها، بما في ذلك احترام مكانة اللغات الثلاث على قدم المساواة، والتمثيل الملائم في سلك خدمات الدولة وفي الحكومة أيضًا، بالاضافة الى الاستقلالية الثقافية لكل مجموعة.
كما وتتميّز المقاطعة بنهضة اقتصادية كبيرة في العقود الأخيرة بحيث اصبح اقتصادها رائدًا على مستوى الدول الاوروبية، وخاصة في مجال السياحة المحلية والانتاج الزراعي. وبفضل هذه النهضة الاقتصادي، ارتفعت بشكل واضح المكانة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للاقلية الالمانية في شمال ايطاليا.
وقال النائب جبارين في تعقيبه على هذه الزيارة: "تجمعنا بمقاطعة جنوب تيرول علاقات تعاون منذ سنوات بسبب تميّزها بحماية حقوق المجموعات القومية، وقد قمنا ضمن هذا الوفد بلقاءات عمل على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بحيث نسعى لنشر الوعي لقضايا التمييز التي نواجهها، من ناحية، والى بحث سُبل التعاون الاقتصادي الدولي مع مجتمعنا العربي من ناحية أخرى. التطوير الاقتصادي لمجتمعنا هو هدف مركزي امامنا في عملنا، وذلك من خلال الاستفادة أيضًا من تجارب دولية ناجحة والبحث عن سبل تعاون اقتصادي دولي يعود بالفائدة على بلداتنا ومؤسساتنا الاقتصادية والمجتمعية".
وقال محمد دراوشة في تعقيبه "التواصل مع الجهات الرسمية في جنوب تيرول والجهات الأكاديمية والاقتصادية قفز من خلال هذه الزيارة قفزة نوعية، من شأنها ان تفتح فرص عديدة امام مبادرين اقتصاديين واجتماعيين، وايضا يمكن الاستفادة من تجربتهم السياسية والدبلوماسية، حيث يُعتَبرون أنجح أقلية قومية في عصرنا الحديث. لا شك ان تعزيز التعاون مع هذا الإقليم ونقل بعض الافكار من هناك للتطبيق في بلادنا سيساهمان بالانتقال باتجاه إيجابي في العلاقات بين اليهود والعرب في البلاد
[email protected]