منذ 1978 يتمّ اللجوء الى عملية التلقيح الصناعي لمعالجة حالات العقم، ولكن اليوم يتمّ الاستعانة بهذه العملية للمحافظة ولحماية الخصوبة عند الرجل والإمرأة خاصة في حال الاصابة ببعض الامراض كالسرطان وفي حال العمر المتقدم للزواج لدى المرأة.

د. ماريا حمدان من مستشفى الراعي تعطينا كل التفاصيل عن كيفية إجراء عملية التلقيح الصناعي، و تشرح لنا كافة المراحل. 

* ما هو التلقيح الصناعي؟

التلقيح الصناعي  (أطفال الأنابيب والحقن المجهري) هو علاج بديل عن التلقيح الطبيعي يمكن استخدامه لعلاج العديد من حالات العقم والمساعدة في الإنجاب. تتم هذه العملية عبر استخراج البويضات وعينة من الحيوانات المنوية، ومن ثم جمعهما في المختبر. بعد فحص شامل، يتم بعد ذلك نقل البويضة السليمة إلى رحم المرأة.

لماذا ومتى ينصح بالتخصيب الصناعي؟

بشكل عام، نحن ننصح بالتلقيح الصناعي لأي زوجين لم يتمكنوا  من تحقيق الحمل بعد عام على الأقل من المحاولة أو إذا كان لدى الزوجين أي عوامل او أعراض العقم. ولكن في الوقت الحالي، يتم استخدام التلقيح الصناعي أيضاً كطريقة  للحفاظ على الخصوبة، في حالة العلاج الكيميائي، وعلاج المناعة، وتجميد البيوض لدى المرأة (في حال تأخر سن الزواج…) وتجميد الحيوانات المنوية في حال كان الزوج بعيدا.

يمكن استخدام التلقيح الصناعي في الحالات التالية:

- انسداد او تضرر قناتي فالوب أو لدى النساء اللواتي أزلن قناتي فالوب

- العقم عند الذكور، بما في ذلك انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو انعدام حركتها

- النساء المصابات باضطرابات الإباضة أو إضطرابات في الدورة الشهرية، او إنقطاع الطمث المبكر

- الأزواج الذين يعانون من اضطراب وراثي

- السن المتقدم للزواج لدى المرأة

ما هي الخطوات الأساسية للتلقيح الاصطناعي؟

قبل البدء بالتلقيح الاصناعي، يخضع الزوجان لفحوصات مختلفة لتحديد كمية  وجودة البيوض والحيوانات المنوية من أجل وضع بروتوكول دقيق للعلاج.

الخطوة الاولى تتمثل بتناول المرأة أدوية الخصوبة الهرمونية لمدة 7-12 يوماً لتحفيز المبيضين لإنتاج بيوض أكثر نضجاً. وبمجرد أن تظهر الموجات فوق الصوتية أن الحويصلات التي تنتج فيها البويضات قد نمت إلى الحجم المناسب، يتم حقن دواء هرموني للتحفيز البيوض لتنضج تماما وتصبح جاهزة للإباضة، وبالتالي جاهزة للتخصيب. الخطوة التالية هي سحب البيوض في العيادة تحت تأثير التخدير.

ثم يقوم أخصائي الأجنة بإجراء الحقن المجهري، اي حقن الحيوانات المنوية, التي تم فحصها مسبقاً، داخل البويضة مباشرة. ثم يتم إجراء مراقبة دقيقة لجميع الأجنة لأكثر من 5-6 أيام من أجل اختيار الجنين الأكثر قابلية للحياة.

الخطوة الأخيرة هي نقل واحد أو أكثر من الأجنة في الرحم، وبعد حوالي أسبوعين من نقل الجنين، يتم إجراء اختبار الدم لقياس مستويات هرمون hCG، لتأكيد الحمل.

هل هناك أي آثار جانبية لأطفال الأنابيب؟

كأي إجراء طبي أخر، فإن عمليات التلقيح الصناعي لديها بعض المخاطر والآثار الجانبية المحتملة. الأكثر شيوعاً لعمليات التلقيح الصناعي هو الحمل المتعدد والأخطر من ذلك هو متلازمة فرط تحفيز المبيض OHSS. تشمل الآثار الجانبية الأخرى:

الانتفاخ والتشنج ، ألم الثدي، صداع وتقلبات المزاجي، النزيف والإمساك.

هل هناك أي أعراض عالية الخطورة على النساء أن يأخذنها بجدية؟

بالتأكيد، إذا تعرضت أي امرأة لأي من الآثار الجانبية التالية، فعليها الاتصال بالطبيب بأسرع وقت 

- نزيف مهبلي كثيف

- ألم الحوض وزيادة الوزن

- الدم في البول

- الحمى

هل هناك أي نصيحة أخيرة؟

لجميع الأزواج، ضعوا في اعتباركم أن التلقيح الصناعي ليس إجراء سهلاً، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تحقيق النتيجة المطلوبة.  قد ينجح من التجربة الأولى، ولكن الكثير من الازواج يحتاجون إلى أكثر من دورة تلقيح واحدة لتحقيق الحمل مع إجراء تعديلات في كل مرة (البروتوكولات ، والهرمونات ، والجرعات...). أما بالنسبة للنصيحة، فإلى جميع الأزواج لا تترددوا بالتحدث عن العقم، او بطلب العلاج النفسي والدعم  إذا لزم الأمر.