يبدو أن الفكر المتطرف "الفاشي" تجاوز الشارع الإسرائيلي العادي وتخطى العوام "الجهلاء" ووصل إلى أعلى مراتب "الانتلجنسيا" الإسرائيلية قبل أن يمر عبر معظم الشرائح الاجتماعية الإسرائيلية ليصبغ هذه الايام وجه الدولة العبرية بفكر متطرف يمكن وصفه بفكر "قاعدي" يهودي من حيث العدمية والإصرار على إنكار الأخر وقتله.
في سياق الرصد للتصريحات المتطرفة المجنونة الداعية لقتل الفلسطينيين وتدمير منازلهم ومجتمعهم دون رحمة او خجل قال المستشرق وأستاذ الأدب العربي في جامعة "بار ايلان" البروفيسور "مردخاي كيدار" بان أكثر شيء يمكن إن يؤذي مقاتلي حماس هو معرفتهم بان أمهاتهم وشقيقاتهم قد يتعرضن للاغتصاب.
وقال مردخاي في حديث للإذاعة العبرية بعد العثور على جثث المستوطنين الثلاثة وذلك ردا على سؤال حول رأيه في الطريق الواجب إتباعه لردع حماس "الشيء الوحيد الذي يردع مخربي حماس هو إذا علموا أن شقيقاتهم أو أمهاتهم سيتم اغتصابهن في حال القبض عليهم مثل الإرهابيين الذين خطفوا الشبان الثلاثة وقتلوهم".
وهنا قاطعة المذيع قائلا "لكن هذا سيء"، ورد كيدار "أنا لا أتحدث عن ما ينبغي أو لا ينبغي القيام به، أنا لا أتحدث عنا انا أتحدث عنهم وأتحدث عن معطيات الشيء الوحيد الذي يردع الانتحاري والمخرب هو معرفته انه إذا كان سيضغط على الزناد أو يفجر نفسه سيتم اغتصاب شقيقته هذا كل شيء هذا هو الشيء الوحيد الذي سيعيده إلى بيته من اجل الحفاظ على شرف أخته هذه هي ثقافة الشرق الأوسط انا لم اخترعها".
ولم يكن البروفسور "بني مورس" المؤرخ وأستاذ التاريخ في جامعة "بن غريون" والمتخصص في الدراسات الشرق أوسطية بأقل حدة وجنونا حين رد على سؤال وجهه له مذيع القناة التلفزيونية الأولى العبرية حول تأثير الصور الواردة من غزة والخسائر بين المدنين على صورة إسرائيل في الخارج قائلا "ان هذه الصور والخسائر لا تحرك في داخلي اي شيء يذكر ولا تهمني مطلقا ما يهمني هو الخسائر في طرفنا".
رئيس بلدية سديروت السابق وعضو الكنيست عن حزب الليكود "إيلي مويال" لم يتأخر هو الآخر ودعا يوم الثامن من الشهر الجاري في مقابلة صحفية مع موقع "واللا" العبري حكومة اسرائيل الى قول الحقيقة واذا كانت عاجزة وتدعي بعدم وجود حل لمشكلة الصواريخ فيجب عليها الاستقالة.
"نحن مدينة لا نريد هدوءا لعام او لعام ونصف لقد مللنا نريد حلا نهائيا اذا تطلب الامر دخول غزة ومسحها عن الوجود فلنقم بذلك".
عضو الكنيست الإسرائيلية المتطرفة "ايلت شاكيد" دعت ومن على منبر الكنيست إلى قتل النساء الفلسطينيات لوقف توالد الفلسطينيين ومنعهم من التكاثر دون أن يكلف أحد في إسرائيل نفسه عناء انتقادها قبل أن نقول محاكمتها بتهمة التحريض على القتل والعنصرية التي تلامس حدود الفاشية.
وصل اليوم الاحد مجموعة من المجندين الجدد الى قاعدة استيعاب قبل تصنيفهم وفرزهم على سلاح المدرعات ونقلت القناة الثانية عن بعضهم تبجحهم واستخفافهم بالدم الفلسطيني حين قال احدهم "ارجو من الجنود في غزة ان يتركوا لنا شيئا لندمره".
وبثت خلال الأيام الأولى للحرب القنوات التلفزيونية الإسرائيلية صورا ظهر فيها بعض سكان الجنوب وهم يتلذذون بمشاهدة الغارات الجوية على غزة وقد جلس بعضهم على مقاعد "حدائق" ووجه نظره إلى غزة التي تتعرض للقصف المجنون فيما ظهر البعض وهم يطلقون صيحات الفرح والنشوة.
[email protected]