أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، في كلمته في الجلسة الافتتاحية لجلسة المجلس المركزي الفلسطيني، المنعقدة في رام الله، على أن شعبنا وقيادته، يرفض الاملاءات الأميركية. ويرفض نصالح بعض العربان والغربان، بالرضوخ لتلك الاملاءات. فشعبنا يملك الارادة والعزم، على تحقيق الحرية والاستقلال. وعلى العام الجديد أن يكون عام الوحدة ونقطة الانطلاق لتغيير الوضع القائم.
وقال بركة في كلمته، إن فلسطين لن تُشطب، لان جيشا يستطيع ان ينتصر على جيش ولكن أعتى الجيوش عاجزة عن قهر أصغر الشعوب. فما بالكم ونحن نتحدث عن شعب الجبارين الذي ينهض من الرماد كالعنقاء.
وفلسطين لن تُشطب، لان شعبنا ليس أفضل من أي شعب في العالم، ولكن لا يوجد شعب في العالم أفضل من شعبنا. ثقتنا وتفاءلنا ليسا غيبيات ولا تمنيات انما هو ايمان بالحق وبالحتمية التاريخية رغم حلكة المرحلة وشعبنا تجاوز مراحل أحلك بكثير. "أمس لم نطفُ على حفنة ماء ولذا لن نغرق الساعة في حفنة" كما قال توفيق زياد...
وقال بركة، يهدد الوزير غالانت الجنرال الآتي من العصر الحجري، بإزالة يحيى السنوار عن وجه الأرض.. هل بعد ذلك ستنتصر إسرائيل على فلسطين؟. فكم من الشهداء قتلتم ولم تتمكنوا من شطب فلسطين وشعب فلسطين؟، من ياسر عرفات الى أبو جهاد وأبو اياد واحمد ياسين وأبو علي مصطفى وعمر القاسم، وصولا الى آخر الشهداء، الشهيد علي عمر قنيو في نابلس، الى الشهيد إبراهيم أبو ثريا في غزة، الذي كان أكبر قامة من كل المحتلين، من نتنياهو الى آخر جندي يتمرجل على طفل فلسطيني، ومن كل المتخاذلين من المحيط الى الخليج.
وتابع بركة قائلا، إن شعبنا يتمتع بطاقات هائلة، وقد بنى مع وقيادته البنية التحية والفوقية الكاملة للدولة وشعبنا، الى جانب جاهزيته لمواصلة النضال لدحر الاحتلال، وهو جاهز فورا لممارسة الاستقلال. شعبنا يملك اعتراف الغالبية الساحقة من ابناء البشرية ومن دول العالم: والتصويت ضد اعلان ترامب في الأمم المتحدة اثبت ذلك من جديد.
وقال، إن شعبنا يملك ثوابته. وقيادة ملتزمة بهذه الثوابت دون تفريط او تهاون باي منها وليس صدفة ان آخر اتفاق إسرائيلي فلسطيني كان اتفاق الخليل؛ ولو لم يكن الامر كذلك، لكانت إسرائيل قد فرضت اتفاقا في كامب ديفيد 2000 على القائد المؤسس ياسر عرفات، الذي قال لا لأميركا وإسرائيل وقال نعم كبيرة لفلسطين ولثوابت فلسطين.. ولو لم يكن الامر كذلك لكانت إسرائيل قد فرضت "اتفاقات واتفاقات "في أيام شارون الأخيرة، وفي أيام أولمرت وفي أيام نتنياهو على الرئيس والقائد أبو مازن، الذي قال أكثر من لا وأكثر من مرة ومرات لأميركا ولإسرائيل وقال نعم كبيرة لفلسطين ولثوابت فلسطين..
وقال بركة، نحن بشر ككل البشر نتفق ونختلف، لكن عار الانقسام وعاهة الانقسام ونكبة الانقسام لا يمكن ان تدخل في باب الاختلاف المشروع. فهو أثمن هدية للاحتلال الإسرائيلي و هي استمرار هذا الانقسام المعيب.
وقال، إن إسرائيل تعمل على تديين الصراع وعلى فرض يهودية الدولة وعلى محو الخط الاخضر. كلك فإن مشروع قانون القومية، ليتبعه قرار حزب الليكود بشأن ضم الضفة الغربية، وهو ما يقود إلى أبرتهايد صهيوني معلن ورسمي. كما أن قرار ترامب بشأن القدس هو عدوان على شعبنا ولكنه الفرصة للخلاص من الوصاية الأميركية على العملية السياسية. وقال لم نتوهم يوما بما يسمى "الوساطة" الأميركية، ونهج ترامب بفظاظته جاء ليؤكد المكشوف والمعروف.
ودعا بركة إلى أن يكون العام 2018، عام نقطة انطلاق للتغيير، فبعد أكثر من قرن على سايكس بيكو وقرن على تصريح بلفور، وسبعين عاما على النكبة وستين عاما على انطلاقة فتح، وخمسين على حرب 67 واحتلال باقي فلسطين، وثلاثين عاما على انتفاضة الحجر المجيدة، وبعد التوغل الاستيطاني وتصريح ترامب آن ان ندعو لان يشكل عام 2018 نقطة انطلاقة للتغيير.
وقال، إنه علينا ان نكون جاهزين للأسوأ ولكن مدججين بالأمل بأن التغيير ممكن وهو الخيار الوحيد. ان الأداء الفلسطيني على المستوى الدولي السياسي والدبلوماسي يجرى بكفاءة عالية تدعو الى الاعتزاز. وثمة حاجة لوضع مخططات استراتيجية ووضع مشروع دولة تضمن دورا فاعلا وشريكا للقوى النسائية والشبابية الفلسطينية.
نحن بحاجة الى استعادة العمل مع القوى الشعبية الملتزمة بالحقوق الفلسطينية، في العالم العربي وعلى المستوى الدولي. نحن بحاجة الى وضع مشروع متكامل للاستفادة من الانتشار الفلسطيني في العالم، وخاصة في الاروقة العلمية والأكاديمية.
وفي مواجهة صفقة القرن، علينا ان نعرض على الإسرائيليين صفقة الحياة لمن يريد الحياة، في مواجهة الذين يريد إقامة مشروعهم على حرابهم وعلى احتلالهم وعلى استيطانهم. وقال، هناك أهمية للتأثير على الشارع الإسرائيلي والعمل مع القوى التي تريد السلام كخيار استراتيجي، وان نكون حاضرين لسنوات طويلة من النضال، واهمها الان محاصرة اليمين والفاشية محليا ودوليا، والتنبه الى مخططاتها ومخاطرها، وعدم اليأس من إمكانية التغيير.
وأثنى بركة، على قرار اللجنة المركزية لحركة فتح، بالدعوة إلى اعتماد مرجعيات بديلة للعملية السياسية، تستند على الثوابت الفلسطينية وعلى الشرعية الدولية وعلى الاعتراف بدولة فلسطين تحت الاحتلال لنضع المسألة الصحيحة في مكانها. فالفلسطينيون لا يفاوضون إسرائيل على ماذا ستمنحهم من ارضهم في مناطق ج وب، انما ما هو الجدول الزمني لإنهاء الاحتلال لتتحول فلسطين من دولة تحت الاحتلال الى دولة كاملة الاستقلال.
وحذر بركة من المطالبات بالرضوخ للإملاءات الأميركية، وقال، إن الموقف الحازم لا يعني الموقف المغامر. والموقف الوطني لا يعني الموقف المحلق خارج معادلات الأرض. لكن بالمقابل الواقعية كما ينصحنا بعض العربان، ليست الانهزامية والتفريط. إن الموقف العقلاني كما ينصحنا بعض الغربان، ليس أن تبوس الكلب من فمه كي تأخذ حاجتك منه، لأننا لن نأخذ حاجتنا بالتزلف والتسول عند اعتاب أميركا ترامب، وإسرائيل نتنياهو وكل ما الامر اننا سنبقى مع قبلة الكلب الكريهة.
[email protected]