افتتح يوم أمس الاثنين في بناية لجنة التنظيم والبناء "قلب الجليل" في مدينة سخنين مركزا تعليميا تحت اسم "مركز التربية للتخطيط"، والذي يقدم نشاطات وفعاليات لا منهجية وخدماته تعليمية وإثرائية لطلاب المدارس في مدينة سخنين والمنطقة، في قضايا وشؤون التخطيط السليم واحتياجات المجتمع والأفراد، بحيث يعتبر هذا المركز الأول من نوعه في البلاد والذي جاء بمبادرة المحامي نبيل ظاهر رئيس لجنة التنظيم والبناء قلب الجليل وبدعم من وزارة الداخلية وبتبرعات من اهل الخير.

وتولت عرافة الحفل وفا ابو ريا مديرة مركز التربية للتخطيط والتي رحبت بجميع الحضور، اوري ايلان مدير عام اللجنة اللوائية للجنة التنظيم والبناء في الشمال وطاقم الادارة باللواء والمحامي نبيل ظاهر رئيس لجنة التنظيم قلب الجليل في سخنين وطاقم الادارة والموظفين، وعفيف عمار نائب متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية، ومازن غنايم رئيس بلدية سخنين ونائبه محمد اعمر زبيدات، ورئيس مجلس دير حنا سمير حسين، ورئيس مجلس دير الاسد نصر صنع الله، واوري مشلب نائب مدير محطة شرطة مسجاف، وبلال حاج القائم مقام في وزارة الداخلية وقدس الاب عارف يمين، واحمد بدارنة مدير الكلية القطرية، وحشد من مديري المدارس من الوسطين العربي واليهودي بالمنطقة وعدد من المدعوين.

وعبرت ابو ريا عن غبطتها من السعادة التي ترتسم على وجوه الحاضرين، كون ان هذا المركز يخدم قطاع مهم من المجتمع الذي يحتاج الى تخطيط مستقبلي بناء وسليم لهم وللأجيال القادمة، ومن الأهمية اشراكه لرسم الحيز العام والتخطيط والتعرف عليه عن قرب، ومع هذا المركز يتم فتح آفاق واسعة للطلاب لتقوية هذا التوجه، وتغيير النظرة للتخطيط في سبيل تعزيز ثقة الطالب بنفسه لإحداث التغيير والتميز، وتم اعداد برنامجا متميزا لتنمية القدرات العلمية والعملية للطلاب المشاركين في المشروع التدريبي والذي انفردت به لجنة التنظيم والبناء "قلب الجليل" في سخنين حيث يعتبر هذا المركز الفريد من نوعه بالوسطين العربي واليهودي في البلاد، ومن بين الايجابيات تكمن اهمية المشروع لربط الطلاب ما بين ما تعلموه بالجوانب التطبيقية وتهيئتهم لممارسة العمل ومعايشة بيئة جديدة والتعرف على المناخ الوظيفي، ويتعرفوا أيضا على مهام المهندس واهمية العمل الهندسي في البناء".

المحامي نبيل ظاهر رئيس لجنة التنظيم والبناء قلب الجليل قال:" الفترة القريبة سيكون لهذا المركز تأثير ايجابي لثقافة التخطيط والبناء المستقبلي لمجتمعنا، خاصة وان مجتمعنا يفتقر للتخطيط السليم، وعلينا اشراك جميع قطاعات المجتمع، من اجل تخطيط بناء مستقبلي حتى يكون لهم تأثير بجودة الحياة ويعيشون بحيز يليق بالمجتمعات المتطورة، وقد لفت انتباهنا سرعة استيعاب المدارس للدعوة التي وجهناها لهم لإشراك الطلاب في الفعاليات والنشاطات التي ننظمها بالمركز وحتى اليوم تم استيعاب 11 مدرسة، وينتظر بالدور 23 مدرسة بالمنطقة سيتم شملهم بهذه الفعاليات، واذا اقتضى الامر سيتم ادراج جميع المدارس حتى وان اضطررنا للعمل في ساعات اضافية في سبيل ان يستفيد طلابنا، كون ان مشروع التربية التخطيطية والهندسة يأتي من رؤيتنا المستقبلية لطلابنا وشبابنا، ولذلك كانت مباشرتنا بالعمل الجاد بالبناء والذي وصلت تكلفته 700 الف شاقل، بحيث فتحنا باب التبرعات من المهندسين والمساحين والمخمنين، وتلقينا المساعدة من عدة جهات، وهنا نتوجه بالشكر الجزيل لهم جميعا على ما قدموه وبذلوه".

وأضاف ظاهر: "لجان التنظيم والبناء تعمل لرسم مخططات مستقبلية بعيدة المدى، ولجنة قلب الجليل شاركت الجمهور بالتخطيط والبناء، ولذلك قدمنا الكثير من الرخص والخرائط، وهدفنا بالمركز اشراك جيل المستقبل بالتخطيط، واؤكد أن قلب الجليل استطاعت مؤخرا 147 خارطة لحل مشاكل قديمة والجديدة بما يشمل المنازل التي لم تكن مرخصة".

مازن غنايم رئيس بلدية سخنين قدم الشكر لكل الطواقم التي بادرت وساهمت بإقامة هذا الصرح التعليمي باعتباره مؤسسة رائدة لخدمة الطلاب في سخنين والمنطقة، مؤكدا انها مؤسسة أخرى خدماتية تفتتح في سخنين لمصلحة سخنين والمنطقة.

والقى كل من المربي يوسف منصور مدير مدرسة كوكب الشاملة والمربي كمال ابو يونس مدير مدرسة ابن خلدون الاعدادية سخنينكلمة قصيرة قالا فيها: "البرنامج التدريبي يعبر عن فكر راق واتجاه سامي ولفتة كريمة لدمج الطلاب بهذه الرؤيا، وطلابنا من يشاركون بهذا البرنامج وهم بشوق دائم وبانتظار هذه الورشات العمل التي تغني أفكارهم بالكثير من المعلومات بخصوص التخطيط والبناء والهندسة وتعمل على دعمهم بما يتفق مع متطلبات العصر، واعدادهم بالطريقة المثلى وتأهيلهم لخدمة المجتمع والاهتمام بهم واكسابهم مختلف المهارات والخبرات العملية والعلمية، والشكر لكل من فكر وساهم لإقامة هذا المركز". 

اما اوري ايلان رئيس لجنة التنظيم اللوائية في الشمال فقد اسهب بالحديث عن رؤيته المستقبلية لقضية التخطيط المستقبلي كون ان احدا لا يعي ما معنى ان تخطط لمناطق سيتضاعف خلال سنوات عدد السكان الذين يعيشون على نفس مساحة الارض الحالية، واذا لم يكن تخطيط مستقبلي سليم ويراع به جميع الاحتياجات والتطورات فإن النتائج ستكون وخيمة ولا تحمد عقباها، ولذلك فإن التشديد يتم في هذا الشأن، لأن نظرة المواطن الذي يريد بناء منزل له تختلف عن نظرة المؤسسات القطرية والتي تبني افكارا وترسم مخططات ليس فقط لسنوات بل لعشرات السنوات القادمة، وعلى أي مجتمع راق ومتمدن ان تكون لديه تلك التخطيطات ومن هنا جاء اقامة هذا المركز والذي يبنى عقول تتعرف على احتياجات مستقبلية لكل بلد وبلد وخلق جيل يعي ويدرك ماهية هذه الاحتياجات، واشراكه والاستماع له ولأفكاره، خاصة أنهم جيل المستقبل والحياة ستكون لهم وبإمكانهم ان يخططوا مستقبل الحيز الذي سيسكون به منذ اليوم.

هذا وكان قد سبق الحفل ورشة عمل لطلاب المركز والذين قدموا عروضا وفعاليات امام جمهور الزائرين، فيما تخلل الحفل مداخلة موسيقية مع الفنان بلال بدارنة ومجموعة من الطلاب في اغاني فولكلورية تراثية، وتكريم مجموعة من الشخصيات التي ساهمت بتأسيس هذا المركز، المربي عبدالله ميعاري مدير مدرسة السلام في المدينة على ما قدمه من استشارة وتخطيط ومرافقة لتأسيس المركز والمهندس رامي ابو صالح والذي واكب العمل في البناء التصميم الداخلي، ومديرة المركز وفا ابو ريا على ما تقدمه من عمل وجهد كبير لإنجاح المركز.