463.000 عائلة فقيرة في البلاد، منها 1.8 مليون فقير، ومنها 850.000 طفلا تحت خط الفقر، تواجه صعوبة الحصول على الغذاء والدواء والكساء والملبس
في خطابه أمام هيئة الكنيست العامة حول تقرير الفقر للعام 2016 الذي تصدره مؤسسة التأمين الوطني سنويا حول الفقر في اسرائيل قال النائب يوسف العطاونة (الجبهة – القائمة المشتركة)، إن الفقر في البلاد يتفاقم بالأساس في ضواحي البلاد والمجتمع العربي، وتعاني شرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي بشكل عام أوضاعا اقتصادية صعبة جدا، تطال كافة المجتمع وخاصة الأطفال والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، وبالرغم من التقدُّم الطفيف الذي تشير إليه مؤسسة التأمين الوطني، إلا أن نسبة الفقراء في البلاد بازدياد طردي، ونسبة الفقر في إسرائيل لا تزال الأعلى بين كافة دول منظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية الـ(OECD).
وأضاف النائب العطاونة: "أستهجن من تصريح رئيس الحكومة نتنياهو الذي وقف هنا على المنبر وتحدّث بصوت عال وبثقة متناهية أنه استطاع إحراز ازدهار وتقدّم في الاقتصاد وتقليص الفجوات الاقتصادية، لكن تقرير الفقر جاء ليدحض هذه الادعاءات ولينقل بوضوح وبالأرقام زيف تصريحات نتنياهو الوردية".
وشدّد النائب العطاونة على الأرقام المقلقة التي وردت في تقرير (لتيت) التي تشير إلى أن ثلث المواطنين في إسرائيل فقراء، أي ما يعادل 2.5 مليون إنسان فقير في البلاد، ما يعني أن كل ثالث طفل في إسرائيل فقير، ويجب الأخذ بعين الاعتبار لهذه المؤشِّرات التي تزيد من معاناة المواطنين. وأكد أن إسرائيل تحتلّ الموقع الثامن بين دول الـ(OECD) ولا تنفذ التزاماتها للمنظمة وخاصة بما يتعلّق بالشرائح الضعيفة والفقيرة وبالذات المجتمع العربي. ومن هنا، على الكنيست أن تنظر بجدية للأرقام المذهلة التي وردت في تقرير مؤسسة التأمين الوطني وكذلك في التقرير غير الرسمي الذي أصدرته (منظمة لتيت) التي تعنى بأوضاع المواطنين الاقتصادية والاجتماعية في إسرائيل. وهنا يجب التطرق لما جاء في تقرير التأمين الوطني، للضائقة التي تعيشها 463.000 عائلة في البلاد، منها 1.8 مليون فقير، ومنها أيضا 850.000 طفلا تحت خط الفقر، النسبة الأكبر منهم في المجتمع العربي، هذه العائلات تعيش أوضاعا اجتماعية واقتصادية صعبة، همها الأساسي الحصول على الغذاء والدواء والكساء والملبس، لتصل إلى مستوى معيشة محترم، خاصة في ظل الطقس القارس في فصل الشتاء.
وقال العطاونة: "لكوني أنتمي لمجتمع فقير هو الأكثر فقرا في البلاد، وربما لا تشملهم الدراسات عند إعداد التقارير خلال السنوات الأربعة الماضية، أسمح لنفسي أن أتحدّث باسم كل المستضعفين والفقراء تحت خط الفقر من العرب واليهود، العلمانيين والحريديم، ولكني في نفس الوقت أود التطرق للأوضاع المأساوية التي يعيشها المواطنون البدو في النقب، في منطقة النقب لوحدها توجد 17.000 عائلة تعُدّْ 121.000 نسمة، نسبتهم 58% من مجمل المواطنين في الجنوب، منهم 70.000 طفلا يعيشون تحت خط الفقر، وبكلمات أخرى فإن بين كل أربعة أطفال ثلاثة منهم فقراء، أما الوضع في القرى غير المعترف بها فهو الأسوأ حتى في الجنوب، الأمر الذي يتطلب حالة من الاستنفار ووضع خطة خاصة بها".
وتحدّث العطاونة عن أسباب الفقر الناتجة عن ممارسات حكومات إسرائيل المتعاقبة التمييزية ضد المواطنين العرب بالأساس، مؤكّدا أن الفقر ليس قضاء من السماء ولا ينتقل بين الناس بالعدوى، بل هو نتيجة سياسة عدم المساواة بين المواطنين على أساس عنصري وعدم التوزيع العادل للموارد بين مواطني البلاد العرب واليهود. وأكد أن المواطنين العرب البدو لا يتلقون الخدمات الأساسية، والدولة لا تعترف بنصفهم أسوة بباقي سكان الدولة، ولهذا على الدولة الاعتراف بالقرى غير المعترف بها حالا والتوقف عن سياسة الهدم والترحيل، لينعم السكان بمستوى معيشة محترم.
من أجل تقليص الفجوات الاقتصادية بين مواطني البلاد اليهود والعرب دعا العطاونة الحكومة أن تبادر لوضع خطة مدروسة للقضاء على ظاهرة الفقر في البلاد، من خلال إيجاد حلول منطقية عادلة تشمل كافة شرائح المجتمع دون تمييز، وأن يكون في صلبها توظيف الميزانيات الكافية في التعليم، لأن التعليم هو الضمان الأساس للتطور والازدهار في كافة مجالات الحياة. كما ودعا العطاونة لإيجاد فرص عمل لجميع المواطنين والعمل على فتح مراكز تأهيل مهني وتشجيعهم الخروج للعمل، بذلك تضمن الدولة مصادر معيشة لسكانها وبالتالي يزدهر اقتصادها.
[email protected]