في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني، الذي يصادف 29 تشرين الثاني نوفمبر، يؤكد الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أنّ الموقف من حق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني على ترابه الوطني، لم يزل المحك السياسي الأساسي في المخاضات التي تشهدها المنطقة والعالم.
إنّ الهدف الأساسي لحكومة نتنياهو هو الإجهاز على إمكانية ممارسة هذا الحق على أرض الواقع - وفي صلبه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل - من خلال تكريس الاحتلال وتعميق الاستيطان ومخططات الضم والتهويد في الأراضي المحتلة.
إنّ الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة ومعها قوى الرجعية في المنطقة بقيادة أنظمة الخليج، هم شركاء حكّام إسرائيل في جريمة حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة. إنه نفس التحالف الثلاثي الذي كان السبب في منع قيام دولة فلسطينية منذ العام 1947، بموجب قرار التقسيم رقم 181 الذي نصّ على قيام دولتين. إنّ فشل مشاريع الإمبريالية والرجعية في المنطقة، لا سيما في سوريا واليمن، يدفعها إلى إعادة ترتيب أوراقها وتحالفاتها بما يتّسق ومصالحها المتعلقة بمصادر الطاقة وخطوط نقلها، وبضرب القوى والأنظمة غير الخاضعة للهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية في المنطقة. وفي هذا الإطار يتم استخدام القضية الفلسطينية كورقة توت لتغطية الاصطفافات الإقليمية الجديدة.
ويحذّر الحزب الشيوعي والجبهة في هذا السياق من أنّ "صفقة القرن" التي تطرحها إدارة ترامب بتواطؤ "جامعة الدول العربية"، تأتي في نفس السياق التآمري الرامي إلى تصفية حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والتنكّر لحقه في الاستقلال الوطني وللحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار الأمم المتحدة 194.
إنّ إنهاء الانقسام الفلسطيني هو خطوة هامة نحو إعادة القضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال الإقليمي والعالمي، وإعادة إنتاج مشروع وطني فلسطيني تحرّري قادر على مواجهة الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية والعربية الهادفة لفرض تسوية غير عادلة، لا تستوفي الحد الأدنى من شروط السلام العادل، القائم على احترام حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والتاريخية.
ويحذّر الحزب الشيوعي والجبهة من تساوق قوى "اليسار الصهيوني" مع مقولات اليمين الإسرائيلي وتماثلها مع سياسات حكومة نتنياهو وتحريضه على الشعب الفلسطيني وعلى الجماهير العربية وعلى القوى التقدمية اليهودية، بدلاً من طرح بدائل تتجاوب مع متطلبات أي تسوية سلمية عادلة تضمن حقوق الشعبين في هذه البلاد. إنّ هذه السيرورة لا تؤدي إلى تعميق الأزمة السياسية فحسب، بل إلى تدهور فاشي عميق وغير مسبوق في المجتمع الإسرائيلي يهدّد بالإتيان على الأخضر واليابس وتحويل إسرائيل إلى دولة أبارتهايد بامتياز. ويجدّد الحزب الشيوعي والجبهة دعوتهما إلى أوسع وحدة صف كفاحية لجميع القوى اليهودية والعربية المناهضة للاحتلال والفاشية وتصعيد النضال لإسقاط حكومة الاستيطان والضمّ.
كما يدعو الحزب الشيوعي والجبهة جميعَ القوى التقدّمية والديمقراطية في العالم لتصعيد تضامنها مع الشعب الفلسطيني ونضالها ضد أجل السلام العادل والشامل في المنطقة على أساس قرارات الأمم المتحدة.
[email protected]