سيادة المطران عطا الله حنا : " نتمنى ان تتسع رقعة اصدقاءنا في سائر ارجاء العالم وان تستمر وتتواصل النشاطات التضامنية مع شعبنا في كل مكان "
القدس ، مونتريال – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا نوجه التحية لكافة اصدقاء الشعب الفلسطيني المنتشرين في سائر ارجاء العالم ونحن نسعى دوما من اجل ان تتسع رقعة اصدقاءنا في سائر الاقطار ، نحن نريد اصدقاء ونسعى لكي تتسع رقعة اصدقاءنا المتفهمين لعدالة قضيتنا والمدافعين عن الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال والمناضل من اجل الحرية واستعادة حقوقه وكرامته .
ان التضامن مع الشعب الفلسطيني هو واجب اخلاقي بالدرجة الاولى لان القضية الفلسطينية تحمل بعدا اخلاقيا وانسانيا اضافة الى ابعادها السياسية وغيرها من الابعاد .
ان التضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته وآلامه ومعاناته انما هو واجب اخلاقي على كل انسان متحل بالقيم الاخلاقية والحضارية والانسانية ، ان تضامنكم مع الشعب الفلسطيني هو تضامن مع الحق والعدالة وهو تضامن مع شعب يعاني من الظلم والقمع والاضطهاد والاستبداد ويحق لشعبنا ان يناضل من اجل حريته واستعادة حقوقه لكي يعيش في وطنه مثل باقي شعوب العالم .
لقد تعرض شعبنا الفلسطيني الى نكبات ونكسات ومظالم لاعد لها ولا حصر ، لقد تعرض شعبنا للاضطهاد والاستهداف والتشريد والاقتلاع من ارضه ومن وطنه وما زال شعبنا حتى اليوم يعيش تداعيات النكبة والنكسة والمظالم التي تعرض لها .
هنالك قيادات سياسية في الغرب تخطط لتصفية القضية الفلسطينية وخاصة القيادة السياسية في امريكا وغيرها من الدول الغربية التي تمارس ضغوطاتها وابتزازتها على شعبنا بهدف النيل من عزيمتنا وارادتنا وبهدف النيل من عدالة قضيتنا ونضالنا من اجل الحرية ، عن اي سلام يتحدثون وهم يريدوننا ان نكون في حالة استسلام وضعف وتراجع وتخاذل وقبول بالامر الواقع الذي يرسمه الاحتلال في الارض المقدسة ، عن اي سلام يتحدثون وهم الذين يدعمون الاحتلال ماليا وعسكريا وسياسيا ، عن اي سلام يتحدثون وهم الذين يعادون الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، ان هذه القوى السياسية في الغرب المنحازة لاسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية ما حل بشعبنا وهي التي تتحمل مسؤولية النكبات والنكسات التي ادت الى تشريد هذا الشعب الذي اقتلع اقتلاعا من وطنه ومورست بحقه سياسة التطهير العرقي .
اننا كفلسطينيين نعرب عن استنكارنا وشجبنا لانحياز بعض الدول الغربية الكلي لممارسات الاحتلال وسياساته كما اننا نعلن رفضنا لكافة سياسات الاحتلال التي تستهدف شعبنا وتستهدف مدينة القدس بنوع خاص المدينة التي نعتبرها عاصمتنا الروحية والوطنية والتي يسعى الاحتلال لابتلاعها وطمس معالمها وتزوير تاريخها وتهميش الحضور الفلسطيني الاصيل فيها.
نتمنى ان تتسع رقعة اصدقاءنا في سائر ارجاء العالم بما في ذلك في امريكا وكندا وغيرها من الدول الغربية لكي يكون اصدقاءنا قادرون في وقت من الاوقات على تغيير السياسات العامة في بلدانهم تجاه ما يحدث في منطقة الشرق الاوسط .
انقل اليكم رسالة الشعب الفلسطيني الصامد والثابت والمتمسك بحقوقه وثوابته وانتماءه لهذه الارض المقدسة ، انقل اليكم رسالة شعبنا الذي لم يتخلى في يوم من الايام عن حقه المشروع في النضال من اجل الحرية ودحر الاحتلال واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
ندائي اوجهه لكل واحد منكم بأن تستمروا في نشاطاتكم التضامنية مع شعبنا والا تكون هذه الفعاليات موسمية بل يجب ان تكون هذه النشاطات مستمرة ومتواصلة حتى تصل رسالة فلسطين وشعبها الى كافة من يعنيهم الامر والى كافة شعوب العالم .
تلتقون من اجل فلسطين وانتم تنتمون للديانات المتعددة والخلفيات الثقافية المختلفة ولكن وحدتكم قضية الشعب الفلسطيني العادلة التي هي قاسم يجمع كافة احرار العالم ، قضية الشعب الفلسطيني هي قضية توحدنا جميعا وتوحد كافة احرار العالم دعاة حقوق الانسان والدفاع عن قيم العدالة والحرية والكرامة ، فلكم جميعا منا كل التحية والتقدير على محبتكم ونشاطاتكم البناءة .
التفتوا الى القدس المستهدفة بمقدساتها واوقافها وشعبها التفتوا الى فلسطين الارض المقدسة وكونوا عونا لهذا الشعب المظلوم .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران عطا الله حنا هذه لدى مشاركته في ندوة اقيمت في مدينة المونتريال الكندية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني حيث خاطب سيادته المشاركين في هذا اللقاء من القدس عبر وسيلة الفيديو كونفرنس .
[email protected]