سيادة المطران عطا الله حنا : " ستبقى مدينة القدس عاصمتنا الروحية والوطنية ولن نستسلم لاولئك المتآمرين على مقدساتنا واوقافنا "
القدس ، سان فرنسيسكو – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا من رحاب مدينتنا المقدسة وعاصمتنا الروحية والوطنية نوجه التحية لاصدقاءنا المتضامنين مع شعبنا والموجودين في سائر ارجاء العالم .
اننا اوفياء لاصدقاءنا مناصري القضية الفلسطينية وهم ينتمون لكافة الديانات والاعراق والخلفيات الثقافية والاثنية ومن رحاب مدينتنا المقدسة نقول بأن التضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم هو واجب انساني واخلاقي وحضاري والقضية الفلسطينية هي قضية الشعب الفلسطيني الواحد كما انها قضية امتنا العربية من المحيط الى الخليج وهي ايضا قضية كافة احرار العالم المؤمنين بقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية .
الفلسطينيون متمسكون بحقوقهم وستفشل كافة المحاولات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية لان قضيتنا ليست قضية حفنة تراب وكومة حجارة بل هي قضية شعب فلسطيني في سائر اماكن تواجده وهذا الشعب متمسك بحقوقه وثوابته وانتماءه لوطنه .
اننا كفلسطينيين لسنا على عجلة من امرنا لكي نقبل بحلول استسلامية غير منصفة لا تعيد الينا حقوقنا كاملة ، نحن وان كنا ندعو الى السلام والى تحقيق العدالة في هذه الارض المقدسة ، الا اننا نرفض التنازل عن ذرة تراب من ثرى فلسطين ، فلسطين لابنائها وستبقى كذلك رغما عن كل اولئك الذين يتآمرون علينا ويخططون لتصفية قضيتنا ويسعون للنيل من قدسنا ومقدساتنا واوقافنا .
اما مدينة القدس فستبقى عاصمتنا الروحية والوطنية والفلسطينيون متمسكون بعاصمتهم والقدس هي عاصمة فلسطين ونحن لا نتحدث عن القدس بدون فلسطين كما اننا لا نتحدث عن فلسطين بدون ان نبرز بأن عاصمتها هي مدينة القدس ، القدس لنا وستبقى لنا ولن نتنازل عن مدينتنا المقدسة رغما عن كل اولئك الذين يتآمرون عليها ويسعون للنيل من مقدساتها واوقافها .
الفلسطينيون شعب واحد يناضل من اجل الحرية ، المسيحيون والمسلمون يدافعون معا عن قدسهم وعن مقدساتهم واوقافهم ويدافعون عن عدالة قضية شعبهم ومن يظن بأن الفلسطينيين سيستسلمون ويتنازلون عن حقوقهم انما هو مخطىء ، ان المؤامرات التي يتعرض لها شعبنا لن تزيدنا الا ثباتا وصمودا وتمسكا بوطننا ودفاعا عن قدسنا ومقدساتنا وسعينا من اجل ان تتحقق العدالة في هذه الارض المقدسة وينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها والتي في سبيلها قدم التضحيات الجسام .
القدس مدينتنا وعاصمتنا وحاضنة مقدساتنا ولن نستسلم لاولئك الذين يسعون لابتلاعها وتزوير تاريخها وطمس معالمها وتشويه صورتها .
المسيحيون الفلسطينيون مستهدفون في اوقافهم وحضورهم وثباتهم وصمودهم في هذه البقعة المقدسة من العالم كما هو حال كل الشعب الفلسطيني ، القدس تتعرض لمؤامرة غير مسبوقة في ظل ما تشهده منطقتنا العربية من حالة اضطراب وعدم استقرار ، القدس مستهدفة في كافة تفاصيلها المسيحيون والمسلمون معا مستهدفون في مقدساتهم واوقافهم ويراد لهم ان يكونوا مهمشين ضعفاء لا حول لهم ولا قوة .
لن نكون ضعفاء في دفاعنا عن الحق الذي ننادي به ، لن نكون ضعفاء في دفاعنا عن القدس التي نعتبرها عاصمة شعبنا الفلسطيني الروحية والوطنية، لن نستسلم للمتآمرين على مدينتنا المقدسة وكما وقفنا معا وسويا مسيحيين ومسلمين في الدفاع عن الاقصى وعن المقدسات الاسلامية هكذا سنقف معا وسويا في دفاعنا عن اوقافنا المسيحية المستهدفة والمستباحة بوسائل متنوعة ومختلفة وبأساليب غير قانونية وغير شرعية .
احييكم بإسم مدينة القدس واتمنى ان تكون القدس حاضرة معكم في كافة نشاطاتكم وفعالياتكم ، يجب ان ندافع عن القدس وان نعلن جميعا رفضنا للسياسات الاحتلالية التي تستهدف مدينتنا المقدسة ، يجب ان نكون موحدين في دفاعنا عن مدينتنا المقدسة المستهدفة اليوم اكثر من اي وقت مضى ، نشكركم على لقاءكم واهتمامكم بإبراز عدالة القضية الفلسطينية ونحيي كافة اصدقاءنا في بلادكم وفي سائر ارجاء العالم ، وقد جاءت كلمات سيادة المطران عطا الله حنا هذه لدى مشاركته في ندوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في مدينة سان فرنسيسكو الامريكية حيث وجه كلمته عبر وسيلة الفيديو كونفرنس من القدس الشريف وقد اقيمت هذه الندوة بمناسبة اليوم العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني بمشاركة شخصيات اكاديمية واعلامية وحشد من ابناء الجالية العربية .
[email protected]