سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا اعلاميا روسيا : " سنبقى ندافع عن القدس ومقدساتها واوقافها المستباحة ولن تزيدنا الضغوطات والابتزازات الا ثباتا وتمسكا بمواقفنا وثوابتنا الوطنية "
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا اعلاميا روسيا ضم عددا من ممثلي وسائل الاعلام الروسية المختلفة والذين ابتدأوا اليوم جولة في مدينة القدس ومن ثم سيتوجهون الى عدد من المدن والبلدات الفلسطينية بهدف اعداد تقارير اعلامية حول الواقع الفلسطيني وحول معاناة شعبنا في ظل الاحتلال وخاصة في مدينة القدس .
وقد رحب سيادة المطران بزيارة الوفد الاعلامي الروسي حيث استقبلهم في كنيسة القيامة في القدس القديمة ووضعهم في صورة ما يحدث في مدينة القدس من استهداف لشعبنا الفلسطيني ومقدساته واوقافه .
ان ما يحدث في مدينة القدس انما هو امر خطير للغاية فهنالك تسارع في خطوات سلطات الاحتلال التي تسعى لابتلاع كل شيء فلسطيني اسلامي او مسيحي في هذه المدينة المقدسة وبوسائلها المعهودة والغير المعهودة .
اوقافنا المسيحية مستهدفة وهذا يندرج في اطار ما تتعرض له مدينة القدس من سياسات وممارسات هادفة لطمس معالمها وتشويه طابعها وتزوير تاريخها والنيل من الحضور الفلسطيني الاصيل والعريق فيها .
المسيحيون الفلسطينيون مستهدفون كما هو حال كل الشعب الفلسطيني وان تعددت الوسائل والادوات التي يتم فيها هذا الاستهداف ، كلنا مستهدفون في هذه المدينة المقدسة ولذلك فإننا نسعى كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين الى ان نكون معا موحدين لاننا نعتقد بأن وحدتنا هي قوة لنا في دفاعنا عن مدينتنا المقدسة وعن مقدساتنا واوقافنا المستباحة .
نتمنى ان تقوم وسائل الاعلام في روسيا كما وفي سائر ارجاء العالم بالاهتمام بما يحدث في مدينة القدس ، نريد للعالم ان يرى حقيقة ما يحدث في مدينتنا المقدسة من عمليات طمس لمعالم مدينتنا وسلب وسرقة لاوقافنا ومحاولات هادفة للنيل من مقدساتنا ، كما ان ابناء القدس الفلسطينيين مستهدفون في مدينتهم وهم يتعرضون لكثير من السياسات العنصرية التي تهدف الى تهميش واضعاف الحضور الفلسطيني في مدينتنا المقدسة .
نرفض ان يُعامل الفلسطينيون كالغرباء في مدينتهم ، كما اننا نرفض السياسات الاحتلالية في المدينة المقدسة وهي سياسات ظالمة حولت مدينة السلام الى مدينة صراع وعنف وكراهية .
اننا نشهد خلال السنوات الاخيرة امعانا في السياسات الاحتلالية في المدينة المقدسة وسلطات الاحتلال تستغل ما يحدث في محيطنا العربي لكي تمرر مشاريعها وبرامجها واجنداتها وسياساتها في مدينتنا .
ان ما يحدث مع اوقافنا المسيحية انما يندرج في اطار سياسة هادفة لتغيير ملامح القدس .
يبدو اننا نعيش في مرحلة يراد فيها تصفية البعد الفلسطيني في المدينة المقدسة كما ان هنالك محاولات هادفة لتصفية القضية الفلسطينية ، ان ما يسمى بصفقة العصر والتي نسمع عنها في كثير من وسائل الاعلام يبدو انه يندرج في اطارها موضوع مدينة القدس ، اعداءنا يريدوننا ان نتخلى عن القدس ويريدوننا ان نقبل بصفقات ومساومات بدون القدس وهذا لن يحدث على الاطلاق .
الفلسطينيون متمسكون بالقدس عاصمة روحية ووطنية لهم ، ولن يتنازل الفلسطينيون عن عاصمتهم ومدينتهم وحاضنة مقدساتهم كما انهم لم ولن يستسلموا للسياسات الاحتلالية الهادفة لاقتلاع القدس من الثقافة الفلسطينية، الاحتلال يريدنا ان نستسلم لسياساته وممارساته في القدس ويريدنا ان نقبل بالامر الواقع المرسوم لهذه المدينة المقدسة وهذا امر لا يقبله اي فلسطيني منتمي لوطنه ومدافع عن عدالة قضية شعبه .
ندعوكم للتجول في البلدة القديمة وزيارة الاماكن المقدسة وتفقد الاوقاف المستهدفة والمهددة بالمصادرة ، نتمنى منكم ان تلتقوا مع ابناء القدس لكي يتمكنوا من ايصال رسالتهم الى حيثما يجب ان تصل هذه الرسالة .
لن نكون صامتين مكتوفي الايدي امام ما يرتكب بحق مدينتنا وبحق مقدساتنا واوقافنا ، لن نكون صامتين امام ما يرتكب بحق اوقافنا المسيحية التي تسرق منا في وضح النهار وبوسائل غير قانونية وغير شرعية ، القدس تسلب وتسرق من ابنائها ولكن ابناء القدس لن يتخلوا عن مدينتهم مهما كثرت الضغوطات والابتزازات التي تمارس عليهم .
ان كل من يقف في وجه الاحتلال مهدد بالملاحقة والاعتقال وقد شهدنا في الاونة الاخيرة حملة اعتقالات في المدينة المقدسة بهدف ترهيب وتخويف شعبنا وبهدف اسكاتنا لكي لا ندافع عن مدينتنا ولكي لا نوصل رسالة فلسطين التي يجب ان تصل الى كل مكان .
لن نخاف من اعتقالاتهم وتهديداتهم وابتزازاتهم وسنبقى ندافع عن القدس التي هي مدينتنا وحاضنة مقدساتنا وعاصمة شعبنا الروحية والوطنية .
سنبقى ندافع عن مقدساتنا واوقافنا وفي دفاعنا عن القدس نحن لا نخاف من احد ، ومن يظن اننا سنرضخ في وقت من الاوقات للضغوطات والابتزازات فهو مخطىء لان الضغوطات والابتزازات لن تزيدنا الا ثباتا وتمسكا بمواقفنا وثوابتنا ودفاعنا عن قدسنا ومقدساتنا واوقافنا المستباحة .
نأمل ان تصل رسالة القدس الى كل مكان ، نأمل ان يصل صوتنا الى سائر ارجاء العالم ، ونحن بدورنا ومع اخوتنا ابناء القدس نناشد اصحاب الضمائر الحية في عالمنا بضرورة الالتفات الى مدينتنا وآلامها وجراحها ومعاناتها وكذلك الالتفات الى مقدساتنا واوقافنا المتسباحة والمهددة والتي هي جزء من تراثنا وتاريخنا وهويتنا .
كما قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس وعن الاوقاف المسيحية المستهدفة كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]