سيادة المطران عطا الله حنا : " ان التضامن مع شعبنا الفلسطيني هو انحياز للحق والعدالة والسلام ولن يتمكن احد من تصفية قضيتنا العادلة "
القدس ، ميونخ – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا ندعو الى اوسع رقعة تضامن مع شعبنا الفلسطيني في سائر ارجاء العالم وندعو كافة شعوب الارض بكافة انتماءاتها الدينية والعرقية والاثنية والثقافية الى الوقوف الى جانب شعبنا الذي تتعرض قضيته العادلة لمؤامرة غير مسبوقة هادفة لتصفية هذه القضية وانهائها بشكل كلي ، فتارة نسمع عما يسمى بصفقة القرن وتارة نسمع عن مساومات ومحادثات ، وهنالك من يحدثوننا عن السلام ولكنهم يتناسون ان السلام هو ثمرة من ثمار العدل ولا يمكن ان يتحقق السلام المنشود بدون تحقيق العدالة والعدالة في مفهومنا هي انهاء الاحتلال وعودة الحقوق كاملة لشعبنا الفلسطيني .
منذ سنوات ونحن نشهد سلسلة مؤامرات ومحاولات هادفة لتصفية القضية الفلسطينية وهي قضية شعب رازح تحت الاحتلال يتوق الى تحقيق العدالة والعيش باستقلال وحرية وسلام في وطنه .
لن يكون هنالك سلام بدون تحقيق العدالة ولن تكون هنالك عدالة بدون انهاء الاحتلال وازالة كافة المظاهر العنصرية وتحقيق امنيات شعبنا بالعودة واستعادة حقوقنا في القدس وانهاء كافة المظاهر التعسفية الظالمة بحق شعبنا .
لا تفتشوا عن السلام عندما تغيب العدالة ، ولا تفتشوا عن السلام مع بقاء الاسوار العنصرية ومع استمرارية ما تتعرض له مدينتنا المقدسة من محاولات هادفة لطمس معالمها والنيل من مقدساتها وابتلاع اوقافها وتهميش الحضور الفلسطيني العريق فيها .
ان شعبنا الفلسطيني لن يستسلم لاولئك المتآمرين على قضيته العادلة ، ولن يستسلم للابتزازات والضغوطات التي تمارس علينا من هنا او من هناك ، القضية الفلسطينية هي قضية شعب يعشق الحرية ولن يقبل شعبنا بأي حلول لا تعيد اليه حريته وكرامته وحقوقه وثوابته وتطلعاته وطموحاته الوطنية.
لا تطلبوا من الفلسطينيين سلاما هو في واقعه استسلام وضعف وقبول بالامر الواقع الذي يرسمه لنا الاحتلال .
نحن قوم ندافع عن تاريخنا وتراثنا وعراقة وجودنا في هذه الارض ولن يتمكن احد من اقتلاعنا لان جذورنا عميقة في هذه الارض المقدسة التي ننتمي اليها جميعا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين .
في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني نؤكد بأن الوقوف الى جانب شعبنا انما هو واجب انساني واخلاقي وحضاري ، ان التضامن مع شعبنا هو تضامن مع الحق والعدالة ومع شعب يتوق الى الحرية والعيش بكرامة وسلام في وطنه مثل باقي شعوب العالم .
في يوم التضامن مع شعبنا نحيي كافة اصدقاءنا في سائرارجاء العالم واصدقاء فلسطين منتشرون في كل مكان ، ان لنا اعداء في سائر ارجاء العالم وهم يخططون لتصفية قضيتنا العادلة ولكن اصدقاءنا اكبر منهم وفي كل يوم وفي كل ساعة تتسع رقعة اصدقاءنا المتفهمين لعدالة قضيتنا في سائر الاقطار والقارات ، اعداءنا موجودون ولكن اصدقاءنا هم اكبر منهم وهم يدافعون عن قيم العدالة والحق ويتصدون بوسائلهم السلمية المتاحة لكافة اولئك الذين يعملون على تصفية قضيتنا وشطب وجود فلسطين من على الخارطة .
لن يتمكن احد من شطب فلسطين ولن يتمكن احد من انهاء وجود شعبنا ولن يتمكن احد من تصفية قضيتنا لانها قضية شعب حي ، انها قضية شعب موجود ولن يتمكن احد مهما كانت قوته من ان يلغي وجود شعبنا المتمسك بقضيته والمدافع عن حقوقه والذي يتوق الى تحقيق العدالة في هذه البقعة المقدسة من العالم .
القدس تناديكم وتنادي كافة اصدقاءنا في كل مكان بأن يلتفتوا اليها والى معاناتها والامها وجراحها ، القدس مدينة مستهدفة في مقدساتها واوقافها كما ان ابناء شعبنا يستهدفون في كافة مفاصل حياتهم .
من مدينة السلام نناديكم بضرورة ان تعملوا كل من موقعه من اجل مدينتنا ومن اجل ان يعود اليها بهائها وسلامها ومجدها ومن اجل ان تتوقف السياسات الاحتلالية التعسفية التي تستهدف مقدساتنا واوقافنا وابناء شعبنا.
نحن اصحاب قضية عادلة وسنبقى ندافع عن هذه القضية التي هي قضية الشعب الفلسطيني الواحد كما انها قضية الامة العربية من المحيط الى الخليج وهي قضية كافة احرار العالم الذين يجتمعون في هذه الايام في سائر العواصم والمدن لكي يؤكدوا على عدالة هذه القضية وضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران عطا الله حنا هذه لدى مشاركته عبر وسيلة الفيديو كونفرنس من القدس في ندوة اقيمت في مدينة ميونخ الالمانية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وذلك بحضور حشد من المدعوين من ابناء الجالية العربية واصدقاء فلسطين الالمان .
[email protected]