على مدى شهور طويلة، انشغل الرأي العام المحلي بالحملة التي أطلقها موقع "بكرا"، تحت شعار" لأنو التعايش لغتي"، ضد العنف والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي، ومن أجل الحياة المشتركة والتعايش والتفاهم والاحترام بين العرب واليهود مواطني البلاد.
تخللت هذه الحملة أنشطة وفعاليات ولقاءات وحوارات شاركت فيها مختلف الشرائح والفئات المجتمعية، بإسهام مكثف من قِبل أكاديميين ومثقفين ورجال دين من كافة الطوائف، وشخصيات تمثيلية واعتبارية على الصعيد المحلي والقطري.
وجاءت هذه الحملة في أعقاب موجات العنف والتحريض التي اجتاحت البلاد إثر اندلاع "انتفاضة الأفراد"، التي تخللتها عمليات الطعن والدهس والقتل داخل الخط الأخضر، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما تلاها من ردود فعل تحريضية، مِن قبل مفاصل السلطة الحاكمة في إسرائيل، ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي – ضد الفلسطينيين والعرب في كل مكان، مما أشاع أجواء من التوتر والفزع وانعدام الثقة.
وتعدّدت الفعاليات واللقاءات، وتشعبت لتشمل مجالات الفن والإبداع المشتركة، كما جرى في مهرجان "مقدسة" ("مكوديشت") بالقدس على مدى أسبوع بمشاركة فنانين ومبدعين فلسطينيين وإسرائيليين ومن الدول العربية.
ثم تجلّى حضور لافت لحركة "نساء يصنعن السلام" في إطار هذا الحراك: فعلى الرغم من حداثة عهد هذه الحركة، فقد نظمت العام الماضي وفي الأسابيع الأخيرة سلسلة من المسيرات والوقفات والفعاليات التي شاركت فيها بكثافة آلاف النساء اليهوديات، والفلسطينيات من الضفة الغربية ومن داخل الخط الأخضر، في عدد كبير من البلدات والمناطق في إسرائيل، رافعات شعارات تطالب بالإسراع في التوصل إلى تسوية سلمية تضمن حق الجميع في العيش بوئام وسلام واستقرار.
وقد استقطبت جميع هذه الأنشطة اهتمامًا من وسائل الإعلام المحلية والقطرية والعالمية، ودعمًا من الأوساط المناصرة للسلام والديمقراطية والعيش المشترك. وساهم موقع "بكرا" بدور ريادي وطليعي في تغطية كافة الفعاليات، بالأخبار والتقارير والمقابلات، وما زالت أصداؤها تتردد، بانتظار سلسلة متواصلة من المبادرات في هذا الاتجاه، لتشمل المزيد من الشرائح والفئات والمناطق.
[email protected]