حفلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بمظاهر التضامن مع الفلسطينيين، كما نظم السوريون عدة فعاليات في المناطق المحررة من البلاد، وأصدروا البيانات، التي هدفت بشكل رئيسي إلى إظهار ملامح التشابه بين نظام الأسد وبين العدو الذي يدّعي "مقاومته"، إسرائيل.
وأصدرت مجموعات مدنية وثورية وإعلامية ناشطة في الثورة السورية بيان تضامن مع "نضال الشعب الفلسطيني"، أعلنوا فيه دعمهم لحق الشعب الفلسطيني في "التحرر من نظام الاحتلال والتمييز العنصري الإسرائيلي"، واستعادته لحقوقه الإنسانية على أرضه.
وقارن البيان بين القضية السورية والقضية الفلسطينية، ودعا شعوب الوطن العربي والعالم للتضامن مع القضيتين، حينما ورد فيه: "وتعلمنا من تجربتنا النضالية ضد الدكتاتورية والاستبداد في سوريا أن أشدّ ظلم قد يتعرض له شعبٌ هو تجاهل الشعوب الأخرى للانتهاك المستمر لحقوقه ولقضيته العادلة".
وقد وقع على البيان عدد كبير من المجموعات الثورية الفاعلة منذ بداية الثورة السورية، كـ"أيام الحرية" و"كش ملك" و"أحفاد الكواكبي" و"شاهد عيان حلب" و"الحراك السلمي السوري" و"مجلس ثوار صلاح الدين" وغيرها، إضافة لشخصياتٍ معروفة كـ"معاذ الخطيب" الرئيس السابق للائتلاف الوطني، و"أسعد العشي" الرئيس الجديد لوحدة تنسيق الدعم وغيرهم، كما أطلق القائمون هاشتاغ #Syria4Palestine من أجل إطلاق نشاطاتٍ تدعم فلسطين.
ويعتقد الناشط "وسام الحموي" أحد القائمين على البيان، أنّ حالة الحرب والقصف في فلسطين كما في سوريا، يجب ألا تطمس معالم الحراك المدني والسلمي في البلدين، وأن النضال السلمي يمكن أن يجد له موطئ قدم إذا ما ابتكر الأدوات المناسبة الجديدة ونجح في رفع صوته وسط ضجيج السلاح، بحسب ما صرح لـ"العربية.نت".
شموع ورسوم كاريكاتورية ومظاهرات
خرجت خلال الأيام الماضية عدة مظاهرات في مناطق مختلفة من سوريا أعلنت تضامنها مع الشعب الفلسطيني، كما نظمت عدة وقفات وفعاليات في الأجزاء المحررة من حلب وإدلب، حاولت التأكيد على أن حالة الدمار والحرب والتهجير التي تعيشها سوريا لن تؤثر على تضامن السوريين مع القضية الفلسطينية.
ففي ظلام القسم المحرر من مدينة حلب، والذي أنهكته البراميل وسوّت مساحات شاسعة به بالأرض، أضاء ناشطون من مبادرة سيف حلب، السبت، شموعاً حملوها في وقفة صامته، ورسموا بها كلمة "غزة"، ورفعوا لافتات تقارن بين نظام الأسد والنظام "الإسرائيلي"، جاء في إحداها: "من حلب الشهباء إلى غزة، جرحنا واحد وعدونا واحد".
وفي "كفرنبل" التي عرفت بلافتاتها ورسوماتها الكاريكاتورية، رفع متظاهرون أثناء مظاهرات الجمعة لافتات تؤكد أن الجرح السوري والفلسطيني واحد، يظهر في أحدها شهيدان أحدهما سوري وآخر فلسطيني، تلتقي أرواحهم بينما تصعد للسماء.
[email protected]