كتبت المرحومة الطالبة المتفوقة يارا حمادي من شفاعمرو والتي لقيت مصرعها ليلة يوم أمس إثر حادث طرق مروع في مركز البلاد رسالة الى والدها بمناسبة عيد ميلاده تعبّر فيها عن مدى تقديرها وسعادتها بوجوده الى جانبها وعن مدى تعلقها به، اقرأوا الكلمات المؤثرة:
لوالدها الحبيب كمال قبل مصرعها في حادث الطرق المروّع في المركز.

"إلى من قطف الإبتسامة وطبعها على أحزاني إلى من علمني هندسة العبارة وكسر حواجز قلمي إليك أرسل رسالتي قبل كل البشر أهنيك كل عام وإنت بخيرلقد كنت أعد الايام ... يوما بعد يوم وساعة تلو ساعة... حيث أتى هذا اليوم... الا وهو يوم ميلادك... يوم أن أقبلت إلى الحياة... يوم ان كتب لي أن أكون أنا إبنتك، وأخيراً بعد الانتظار.....أشرقت الشمس... وسمع من الطيور الهمس... حول يوم ميلاد شخص... حول يوم ميلاد شخص بذلت كل ما في وسعي إلى أن أعرف من هو ذاك الشخص... الذي تحدثت عنه الكواكب والشمس...
من كل صوب في ذهني يسمع صوت...
أبتي.... أبتي أنه يوم ميلادك...
يوم فرحتي وسعادتي...يوم أن أشرقت شمسي...
أبي الغالي..حروفي وكلماتي ومشاعري عجزت عن التعبير بوصفك لكن لساني يسبق قلمي ويقول سأحبك للأبد::أحبك::
هل تعلم أن كلمة أحبك صغيرة بحروفها..ومكونة من خمسة حروف؟ لكنها كبيرة بمعانها وخصيصاَ لإنسان كبير بشأنه..
سلاماً جميلًا محملاً بالورود المعطرة
لك يا أبي الغالي ..أنت غالي وستبقى غـالي، أنني أُحبك،
" فلا أمل لي بحياةٍ مِن بعدك يا أبي"
أنـــــــت معلمي وحبيبي ؛ أبــــــــــــــــــــي
عندما تزاحمت الأ فكار ووجل منها فكري وغار
عندما زارني الحزن ودعاني إلى دنياه
عندما ضاق صدري بالهموم وتهت في غياهيب أحزاني
عندما إحتجت إلى وطنٍ يحميني وصدرٍ يأويني
ناديت بها .... ناديت بكلمة أبــــــــي
فلم أجد كلمةً تمحو مافيني سواها
لم أجد دنيا تحتويني سواها لم أجد صدراً يضمني إليه سواك فأنت نبع الحنان السامي".

هذا ويذكر أن المرحومة تعتبر طالبة متفوقة وحصلت مؤخرا على علامة 787 في البسيخومتري.