سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا طلابيا من جامعة السوربون الفرنسية : " في فلسطين ليس هنالك اقليات بل هنالك مكونات لشعب فلسطيني واحد يناضل من اجل الحرية "
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا طلابيا جامعيا من جامعة السوربون في باريس ضم 17 طالبا وقد وصلوا الى الاراضي المقدسة في زيارة تحمل الطابع البحثي وبهدف زيارة الاماكن المقدسة والتاريخية وزيارة عدد من الجامعات الفلسطينية .
وقد استهل الوفد زيارته للبلدة القديمة من القدس بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة ومن ثم في الكاتدرائية حيث كان لسيادته كلمة ترحيبية امام الطلاب الاتين الى المدينة المقدسة من جامعة تعتبر من الجامعات العريقة في عالمنا .
نحن سعداء بوجودكم في مدينة القدس وانتم تزورون المدينة المقدسة للمرة الاولى ، اتيتم لكي تتعرفوا على مدينتنا وتاريخها ومقدساتها وعراقتها وما تتميز به ونحن بدورنا نرحب بكم ونتمنى لكم جولة ناجحة في رحاب مدينتنا وفي رحاب فلسطين الارض المقدسة .
ستكتشفون لدى زياراتكم الى الاماكن التاريخية المقدسة والعريقة في بلادنا بأن فلسطين الارض المقدسة التي تكاد لا ترى بالعين المجردة عندما يُنظر اليها عبر خارطة الكرة الارضية الا ان هذه البقعة الصغيرة بمساحتها هي كبيرة وعظيمة بالرسالة التي تحملها ، ففي كل زاوية هنالك حكاية وهنالك تاريخ عريق لارض مقدسة مباركة تعتبر قطعة من السماء على الارض وتعتبر حاضنة اهم مقدساتنا وتراثنا الروحي والانساني والوطني .
انه امر حسن ان تتعرفوا على الاماكن المقدسة والتاريخية المليئة في بلادنا فحيثما ستتجولون وستذهبون سترون امامكم المعالم التاريخية التي تشير الى عراقة وقدسية بلادنا ، ولكن ما نتمناه منكم ايضا هو ان تتعرفوا على شعبنا ، اذهبوا الى المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية لكي تتعرفوا عن قرب على هذا الشعب الرازح تحت الاحتلال والذي يتميز بثقافته ورقيه وانسانيته ، هذا الشعب الذي قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام من اجل ان تتحقق امنياته وتطلعاته الوطنية .
ان فلسطين ليست تاريخا مجيدا نفتخر به فقط وليست اماكن تاريخية ودينية قديمة نفتخر بانها موجودة في بلادنا فحسب ، فلسطين اولا وقبل كل شيء هي الانسان ، انها الشعب المناضل من اجل حريته انه الشعب الذي يعشق الحرية وفي سبيلها يناضل ويقاوم على امل ان تتحقق امنياته وتطلعاته وثوابته الوطنية .
نفتخر بانتماءنا لفلسطين الارض المقدسة ، نفتخر بأن ارضنا حاضنة لاهم المقدسات وهي مهد الديانات والحضارات ولكننا نفتخر ايضا بانتماءنا للشعب الفلسطيني ، نفتخر باننا فلسطينيين نحب وطننا ونعشق قدسنا ومقدساتنا وندافع عن كرامتنا وحريتنا ونحن جذورنا عميقة في تربة هذه الارض المقدسة .
القدس مدينة تختلف عن اي مدينة اخرى في هذا العالم فهي مدينة لها فرادتها وخصوصيتها وما تتميز به ، انها المدينة التي يكرمها المؤمنون في الديانات التوحيدية الثلاث انها المدينة التي نعتبرها كفلسطينيين عاصمتنا الروحية والوطنية ، انها المدينة التي تجسد وحدة شعبنا ففيها تلتقي الكنائس والمساجد ويلتقي المسيحيون والمسلمون وفي سمائها تسمع اجراس كنائسها وتكبيرات مساجدها في لوحة فسيفسائية تدل على عراقة مدينتنا وما تتميز به .
نتمنى منكم ان تتعرفوا على معاناة شعبنا الفلسطيني فالقضية الفلسطينية هي قضية كل انسان حر في هذا العالم ايا كان دينه وايا كان انتماءه العرقي ، كونوا الى جانب شعبنا ونادوا دوما في كل مكان تذهبون اليه بأن تتحقق العدالة في هذه البقعة المقدسة من العالم ، والعدالة في مفهومنا هي ان يزول الاحتلال وتتحقق طموحات شعبنا الفلسطيني الذي يحق له بأن يعيش بسلام في وطنه مثل باقي شعوب العالم ، المسيحيون الفلسطينيون ينتمون لهذه الارض ويفتخرون بأن وطنهم هو وطن المسيح الارضي ففي هذه الارض المقدسة تمت كافة الاحداث الخلاصية ، هنا مغارة الميلاد وهنا القبر المقدس وهنا اهم المواقع الدينية المرتبطة بالايمان والعقيدة والتراث والتاريخ المسيحي ، نفتخر بأن وطننا هو ارض الميلاد والقيامة والفداء والشهداء ، نفتخر كمسيحيين فلسطينيين بأننا مكون اساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني ، اقول بأننا مكون اساسي ولسنا اقلية ، في فلسطين ليس هنالك اقليات بل هنالك مكونات لشعب فلسطيني واحد يناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة وما يقال عن فلسطين يقال عن مشرقنا العربي فالجميع ينتمون الى امة واحدة والى مشرق عربي واحد وان تعددت انتماءاتهم الدينية او المذهبية او الثقافية ، لا يجوز التحدث بلغة الاقليات لاننا لسنا اقليات في اوطاننا والاوطان لا تتشكل من اقليات بل من مكونات اصيلة لها تاريخها وجذورها وعراقة ارتباطها بهذه الارض المقدسة وبهذا المشرق العربي .
قدم سيادته للطلاب تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس وعن الحضور المسيحي في فلسطين كما قدم وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن اهدافها ورسالتها ومضامينها .
اما اعضاء الوفد فقد اعربوا عن سعادتهم بلقاء سيادة المطران واكدوا رغبتهم الصادقة بالتعرف على معالم هذه الارض المقدسة والتعرف على الشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية والاعراب عن التضامن مع هذا الشعب الذي يحق له ان يعيش بسلام في وطنه .
كما اعربوا عن افتخارهم بلقاء سيادة المطران هذه الشخصية الروحية التي لها مكانتها وتحظى باحترامنا وتقديرنا جميعا .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]