سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من بلدة الرينة : " الخيانة كانت سببا من اسباب ضياع فلسطين وهي ذاتها سبب من اسباب ضياع اوقافنا وعقاراتنا المسربة "
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من بلدة الرينة بالقرب من الناصرة في الجليل وقد ضم الوفد عددا من شخصيات البلدة من مختلف الطوائف المسيحية والاخوة المسلمين والذين يقومون اليوم بزيارة مدينة القدس .
وقد استقبل سيادة المطران الوفد الاتي من الرينة مرحبا بزيارتهم للمدينة المقدسة ومشيدا بمواقفهم الوطنية ورفضهم لكافة المؤامرات التي تستهدف اوقافنا ومقدساتنا وتاريخنا وحضورنا وثباتنا وصمودنا في هذه الارض المقدسة .
وضع سيادة المطران الوفد في صورة الاوضاع في مدينة القدس مؤكدا على اهمية زيارة اخوتنا من الداخل للمدينة المقدسة بشكل دائم لكي نعبر كأبناء للشعب الفلسطيني عن وحدتنا وحرصنا على مكانة مدينة القدس ورفضنا لكافة المؤامرات التي تستهدفها وتستهدف اوقافها ومقدساتها وتاريخها وتراثها .
تحدث سيادة المطران في كلمته عن الازمة الارثوذكسية الراهنة وما تتعرض له اوقافنا من استهداف وقال بأن مسلسل التفريط بعقاراتنا ليس جديدا ، وفي خلال عشرات السنين الماضية تم تسريب الكثير من الاوقاف الارثوذكسية وخاصة في القدس الغربية ، اذهبوا الى القدس الغربية لكي تشاهدوا بأم العين الكارثة التي حلت بكنيستنا بسبب بعض العملاء والمرتزقة والسماسرة الذين باعوا اوقافنا بأبخس الاثمان ، في القدس الغربية يمكنكم مشاهدة مئات الدونمات التي سربت للاحتلال بطرق غير قانونية وغير شرعية والكثير من الابنية والمؤسسات الحكومية الاسرائيلية مقام على اراض تابعة لكنيستنا وقد تم التفريط بها من قبل اناس غير مؤتمنين يمكننا وصف افعالهم وتصرفاتهم بأنها خيانة بحق الكنيسة وبحق حضورنا المسيحي الفلسطيني الوطني في هذه الديار .
اما في القدس الشرقية فالكارثة اكبر والانتكاسة التي نعيشها لا يمكن ان توصف بالكلمات فهنالك اوقاف سُربت واخرى في طريقها الى التسريب ولعل اخطر هذه الصفقات هي صفقة باب الخليل المشؤومة التي تعتبر انتكاسة حقيقية للحضور المسيحي في مدينتنا ولمدينة القدس بشكل عام .
ان الخيانة كانت سببا من اسباب ضياع فلسطين وهي ذاتها السبب في ضياع اوقافنا وعقاراتنا التي تسرب بطرق التفافية تشوبها الكثير من علامات الاستفهام .
ان من يسربون عقاراتنا في القدس وفي غيرها من الاماكن لا يمثلوننا ولا يتحدثون بإسمنا ولا علاقة لهم بعراقة الحضور المسيحي الاصيل والعريق في هذه المدينة المقدسة وفي فلسطين بشكل عام .
لا يمكننا ان نبقى صامتين مكتوفي الايدي امام ما يرتكب بحق كنيستنا من تجاوزات واخطاء ترقى الى مستوى الخيانة وهنالك جهات سياسية تغطي على هذه الخيانة وهؤلاء هم شركاء في الجريمة المرتكبة بحق كنيستنا وبحق الحضور المسيحي في بلادنا وبحق مدينة القدس واوقافها بشكل عام .
ما اكثر النكبات والنكسات التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني بسبب الخيانات والتخاذل وبسبب التآمر على شعبنا وقضيته العادلة واليوم ونحن نلحظ ما تتعرض له اوقافنا لا يمكننا ان نصمت امام هذه المجزرة التاريخية والحضارية التي ترتكب بحقنا ونتمنى من كافة ابناء شعبنا ان يكونوا الى جانبنا لان استهدافنا هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني ومن يسرقون عقاراتنا ويستولون عليها هم ذاتهم المعتدون على الاوقاف الاسلامية ، كلنا مستهدفون وعلينا ان نكون موحدين في تصدينا لهذه المؤامرة التي تستهدفنا جميعا ولا تستثني احدا على الاطلاق .
كما تحدث سيادة المطران في كلمته عن الاوقاف الارثوذكسية المستهدفة بشكل خاص وعن اوضاع مدينة القدس بشكل عام .
اما اعضاء الوفد فقد شكروا سيادة المطران على استقباله وكلماته ودفاعه الدائم عن عدالة قضية شعبه ونقلوا لسيادته رسالة تضامن من بلدة الرينة مؤكدين تقديرنا وتثميننا لجهود سيادتكم في الدفاع عن الاوقاف المسيحية المستهدفة وفي الدفاع عن القدس ومقدساتها .
ان شرفاء بلدة الرينة يقفون الى جانبكم ويعبرون عن تضامنهم معكم ومع الحراك الارثوذكسي الوطني ويرفضون ما يتعرض له سيادة المطران من استهداف بسبب مواقفه .
اننا نقف الى جانب القدس وابنائها المخلصين لرسالتها والمدافعين عن هويتها والمتصدين لسياسات تزوير تاريخها وطمس معالمها كما وجهوا الدعوة لسيادة المطران لزيارة الرينة لان ابناء الرينة بكافة طوائفهم وانتماءاتهم ينتظرون زيارة سيادة المطران لكي يستمعوا الى كلماته ولكي يعبروا عن احترامهم وتقديرهم له ولكافة الشخصيات الوطنية الفلسطينية المقدسية المدافعة عن القدس .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]