الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين 48، يدين الاعتداء على مقهى ليوان الثقافي في الناصرة، ويرى أنّ هذا النهج العنيف، النابع من عقليةٍ منغلقة، هو من أشد الظواهر خطورةً على مجتمعنا، الذي يناضل رغم ظروفه الاستثنائية من أجل الحفاظ على هويته الثقافية.
فالمجتمع العربي الفلسطيني في البلاد، كأيّ مجتمعٍ معاصر آخر، يحتاج إلى التنوع الفكري، وبالتالي تنوع نهج الحياة، والرؤية المختلفة والمتنوعة الطبيعية التي تسلكها معظم المجتمعات العربية، مثلها مثل باقي شعوب ومجتمعات العالم.
وليس من الطبيعي ولا سيما في زمننا هذا، أن تحاول أي فئةٍ أو أشخاص يحملون فكرةً مغايرة، التدخل وقمع حرية الآخر، فكم بالحري إذا آلت الأمور، لاستخدام العنف والترهيب والإيذاء من أجل منع ظاهرة ما، وفرض رؤية مغايرة على فئة اجتماعية تمارس حقها بحرية التصرف والسلوك.
وإننا ككتاب وشعراء ننظر بخطورة بالغة إلى الاعتداءات المتكررة على مقهى، يقيمُ ندوات ولقاءات ثفافية دورية، ويخدم مجتمعنا وشعبنا ثقافيًا واجتماعيًا ووطنيًا.
كما أننا نندد بتقاعس الشرطة بتأدية واجبها اتجاه ظاهرة العنف في الوسط العربي، قياسًا بما تقوم به اتجاه أي اعتداء عنيف يجري داخل المجتمع اليهودي الإسرائيلي.
وإننا ندعو بدورنا الكتاب والشعراء والمؤسسات الثقافية بالتضامن الفعلي مع مقهى ليوان في مدينة الناصرة، والتعاون معهم لتعزيز الحالة والنشاط الثقافي القائم، لأنّ الرد على هذا النهج الظلامي لا يتم إلاّ بتعزيز الحالة الثقافية التي تؤثر في الوعي، فالعمل على الوعي هو جزء من النضال من أجل تطوير المجتمع، وتقوية حصانته، وتعميق هويته الإنسانية، التي تعزز الهوية الوطنية والقومية، فلا يمكن الفصل بين هذه المقومات التي تشكل الهوية الحضارية لأي مجتمع.
[email protected]