سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من اساتذة الجامعات السويسرية: " المسيحيون الفلسطينيون مستهدفون كما هو حال كل الشعب الفلسطيني وان تعددت الوسائل والادوات "
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا اكاديميا سويسريا ضم عددا من اساتذة الجامعات في سويسرا الذين وصلوا في زيارة تحمل الطابع البحثي للاراضي المقدسة كما انهم سيزورون عددا من المؤسسات الاكاديمية التعليمية الجامعية الفلسطينية .
وقد قام الوفد الاكاديمي المكون من 17 شخصا بجولة في البلدة القديمة من القدس شملت زيارة كنيسة القيامة والمسجد الاقصى ومن ثم توجهوا لزيارة سيادة المطران الذي استقبلهم مرحبا بزيارتهم لمدينة القدس .
قال سيادة المطران في كلمته بأننا نرحب بزيارتكم لمدينتنا المقدسة والتي نعتبرها كفلسطينيين عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة اهم مقدساتنا المسيحية والاسلامية ، نستقبلكم في رحاب مدينة يكرمها المؤمنون في الديانات التوحيدية الثلاث ونحن بدورنا نحترم خصوصيتها وفرادتها وقدسيتها ومكانتها الدينية والروحية والتاريخية .
القدس مدينة من المفترض ان تكون مدينة السلام ولكنها ليست كذلك ، ان واقع القدس لا يدل على انها مدينة السلام وان كانت المدينة التي من المفترض ان تكون كذلك ، ان سلام القدس مغيب بفعل ما يمارس بحق ابناء شعبنا الفلسطيني .
الفلسطينيون مستهدفون في مدينتنا المقدسة في مقدساتهم واوقافهم ومؤسساتهم ولقمة رزقهم وفي كافة مفاصل حياتهم .
ان الفلسطينيين ابناء القدس يعاملون في هذه المدينة المقدسة كالغرباء في مدينتهم والسلطات الاحتلالية تسعى ومنذ سنوات لتهميش الحضور الفلسطيني في مدينتنا وتغيير ملامح البلدة القديمة من القدس وتزوير تاريخها وتغيير ملامحها وطابعها .
كل شيء فلسطيني مستهدف في هذه المدينة المقدسة ، لقد حول الاحتلال مدينة السلام الى مدينة كراهية وتطرف وعنف ، السياسات الاحتلالية في المدينة المقدسة حولت مدينتنا من مدينة تلاق بين الاديان والحضارات والثقافات الى مدينة صراع وخلاف واحتدام للعنف والكراهية والعنصرية .
الفلسطينيون لن يتنازلوا عن حقوقهم في القدس ولن يستسلموا لسياسات تهميشهم واضعافهم وتحويلهم الى اقلية في مدينتهم ، الفلسطينيون لا يتحدثون عن وطنهم بدون ابراز مدينة القدس كونها العاصمة الوطنية والروحية لشعبنا ، نحن لا نتحدث عن فلسطين بدون القدس ولا نتحدث عن القدس بدون فلسطين ، يحق للفلسطينيين ان يعيشوا بحرية في وطنهم وانتم تعلمون بأن شعبنا تعرض لنكبات ونكسات كثيرة ادت الى كثير من المآسي والاحزان والجراح التي ما زالت تداعيتها قائمة حتى اليوم ، الفلسطينيون الباقون في فلسطين هم متمسكون بهويتهم العربية الفلسطينية ومتمسكون بانتماءهم وجذروهم العميقة في تربة هذه الارض المقدسة ، أما الفلسطنييين المنتشرين في سائر ارجاء العالم وخاصة في المخيمات وبلاد الاغتراب فهم بعيدون بأجسادهم عن فلسطين الارض المقدسة ولكن قلوبهم تخفق عشقا وانتماء لوطنهم الام وهم يتوقون للعودة الى ديارهم التي منها اقتلعوا عام 48 ويحق للفلسطيني ان يعود الى وطنه وبالنسبة الينا فإن حق العودة لا يقل اهمية عن حقنا في القدس وعن حقنا في ان تكون عندنا دولة مستقلة كاملة السيادة .
الفلسطينيون المشردون والمنكوبون والموجودون في سائر اقطار العالم يفكرون دوما بوطنهم وهم يحملون نزيف وآلام واوجاع هذه الارض المقدسة في سائر ارجاء العالم ، حيثما هنالك فلسطينيون في عالمنا ترفع الراية الفلسطينية والفلسطينيون في عالمنا هم سفراء حقيقيون لشعبنا ولقدسنا ومقدساتنا وهم مدافعون حقيقيون عن قضية شعبهم ولا يقلون انتماء وعشقا وارتباطا بفلسطين عن اولئك الذين بقيوا فيها وصمدوا فيها بعد النكبة والنكسة .
ايها الاحباء نتمنى ان تقرأوا عن القضية الفلسطينية وان تكتبوا لابناءكم الطلاب وان تقدموا لهم ما يجب ان يعرفونه عن فلسطين وعن شعبها وعن هذه القضية العادلة التي من واجبنا جميعا ان ندافع عنها .
علموا ابناءكم بأن الفلسطينيين ليسوا ارهابيين وقتلة ومجرمين كما يروج الاعلام المغرض في الغرب بل هم جماعة تعشق الحرية ، انه شعب يدافع عن كرامته وحقه في ان يعيش بحرية في وطنه وفي سبيل ذلك قدم ومازال يقدم التضحيات الجسام .
ان الحرية تنتزع انتزاعا ولا تقدم على طبق من ذهب ، وعاشقوا الحرية في عالمنا قدموا الكثير من التضحيات لكي ينالوا حريتهم ونحن نعلم في فلسطين ان حريتنا لها ثمن وشعبنا دفع اثمانا باهظة وما زال ، وثمرة هذه التضحيات ستكون حتما الحرية .
لا تتوقعوا من الفلسطينين الاستسلام ، لا تتوقعوا من الفلسطينيين قبولا لحلول غير منصفة ، لا تتوقعوا من الفلسطينيين سلاما هو في واقعه استسلام وقبول بالامر الواقع المفروض علينا من الاحتلال .
الاستسلام ليس موجودا في قاموسنا كفلسطينيين ، والفلسطينيون كبارا وصغارا رجالا ونساء هم دعاة حرية ولن يتنازل الفلسطينيون عن حقهم بأن يعيشوا بحرية وسلام في هذه الارض المقدسة .
اما نحن المسيحيون الفلسطينيون فنحن نفتخر بانتماءنا لهذا الشعب ، نحن فلسطينيون وسنبقى كذلك وستفشل كافة المؤامرات التي تستهدفنا وتسعى للنيل من هويتنا وعراقة وجودنا وثباتنا وصمودنا في هذه الارض.
المسيحيون الفلسطينيون مستهدفون كما هو حال كل الشعب الفلسطيني ، اوقافنا مستباحة وجودنا التاريخي في هذه الارض المقدسة مستهدف ويتم التآمر علينا من قبل اولئك الذين باعوا ضميرهم بحفنة من الدولارات واصبحوا ادوات يستعملها الاعداء في استهدافهم للحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة ، يستهدفون اوقافنا عبر سماسرة وعملاء ومرتزقة يحملون اوصاف ومسميات مختلفة ولكنهم في الواقع هم موظفون في مشروع استعماري مشبوه يهدف الى تصفية ما تبقى من حضور مسيحي في هذه الارض المقدسة واستهداف الحضور المسيحي هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته .
في فلسطين هنالك شعب واحد واذا ما تألم احد الاعضاء تألم الجسد كله ولذلك فإن قضيتنا المسيحية هي قضية وطنية بامتياز لان اختفاء الحضور المسيحي من هذه الارض المقدسة انما هي انتكاسة لوطننا وشعبنا وقضيتنا الوطنية العادلة .
نحن قلة في عددنا ولكننا لسنا اقلية وسنبقى ندافع عن تراثنا وتاريخنا وحضورنا العريق في هذه الارض المقدسة .
اجاب سيادة المطران على عدد من الاسئلة والاستفسارات كما قدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن اهدافها ومضامينها والرسالة التي تحملها .
اما اعضاء الوفد فقد عبروا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ورفضهم لاستهداف الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة وفي هذا المشرق العربي كما اكدوا تضامنهم مع سيادة المطران الذي يتعرض للاضطهاد والاستهداف بسبب مواقفه ، نحن متضامنون مع كافة الشخصيات الوطنية الفلسطينية وزيارتنا هي للتضامن مع شعبكم وللاطلاع على اوضاع القدس وما تتعرض له الاوقاف المسيحية بشكل خاص ، نحن مهتمون بالشأن المقدسي وسنتابع مسألة الاوقاف المسيحية المسربة وسنقوم بالتواصل مع هيئات ومؤسسات عالمية لوقف هذا المسلسل الاجرامي المشبوه الذي يستهدف البعد المسيحي الفلسطيني في هذه الارض المقدسة.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]