سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من اساتذة الجامعات الاردنية : " لن نكون صامتين مكتوفي الايدي امام هذه المأساة التي نعيشها في مدينة القدس وامام هذه التجاوزات التي ترتكب بحق مقدساتنا واوقافنا "
القدس – وصل الى المدينة المقدسة اليوم وفد من اساتذة الجامعات الاردنية وقد ضم الوفد 30 استاذا جامعيا من مختلف الجامعات في الاردن والذين وصلوا في زيارة هادفة لتفقد اوضاع مدينة القدس وزيارة مقدساتها ومعالمها التاريخية ولقاء عدد من شخصياتها كما وسيزور الوفد عددا من الجامعات الفلسطينية .
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الوفد في كنيسة القيامة ومن ثم في الكاتدرائية حيث كانت لسيادته كلمة ترحيبية .
اعرب سيادة المطران عن سعادته باستقبال الوفد الاتي الينا من الاردن الشقيق ووضع سيادته الوفد في صورة ما تمر به مدينتنا المقدسة وما تعانية من السياسات الاحتلالية الغاشمة التي تستهدف مقدساتنا ومؤسساتنا الوطنية في القدس كما انها تستهدف ابناء شعبنا في كافة مفاصل حياتهم .
قال سيادة المطران بأن مدينة القدس تستهدف وبشكل يومي والسلطات الاحتلالية تسعى وبوسائلها المعهودة والغير المعهودة لطمس معالم القدس وتشويه صورتها وطابعها وتزوير تاريخها واضعاف وتهميش الحضور العربي الفلسطيني الاسلامي والمسيحي فيها ، كل شيء فلسطيني مستهدف في هذه المدينة المقدسة وبتنا نلحظ في السنوات الاخيرة امعانا بالسياسات الاحتلالية حيث ان السلطات الاحتلالية تستغل الاوضاع العربية الملتهبة والانقسامات الفلسطينية الداخلية والانحياز الغربي المتزايد لاسرائيل وهي تواصل سياساتها بحق مدينتنا بخطى حثيثة ومتسارعة وكأنها في سباق مع الزمن .
القدس اليوم ليست كما كانت قبل عشرة سنوات وليست كما كانت قبل عام 67، لقد سعت السلطات الاحتلالية لتغيير وجه مدينتنا والنيل من طابعها التاريخي التراثي العريق ، القدس تسرق وتسلب من ايدينا يوما بعد يوم واذا ما كنا نقول قبل سنوات بأن القدس في خطر فنحن نقول اليوم بأن القدس في كارثة حقيقية في ظل حالة عربية تعرفونها جيدا وفي ظل وضع فلسطيني داخلي مؤسف ومحزن ونتمنى بأن تؤدي المصالحة الفلسطينية التي تمت يوم امس الى ما هو جيد ومفيد لمدينة القدس بشكل خاص ولشعبنا الفلسطيني بشكل عام .
القدس بحاجة الى مواقف عربية قوية وحازمة ولم يعد كافيا ان نسمع بيانات الشجب والاستنكار ، لم يعد كافيا ان نسمع الخطابات التي تتغنى بعروبة القدس فهذه الخطابات مهما كانت جميلة ومعبرة الا انها لن تعيد القدس لاصحابها اذا لم يكن هنالك قرار عربي ومواقف عربية حازمة بضرورة العمل على استعادة هذه المدينة والحفاظ على هويتها وتاريخها وتراثها .
نحن نحيي الاردن الشقيق ملكا وحكومة وشعبا والرعاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس هي مسألة هامة بالنسبة الينا في ظل الظروف التي نعيشها .
القدس امانة في اعناقنا ، القدس مدينة تستهدف في كل يوم وفي كل ساعة ، القدس مدينة مستهدفة في عروبتها وفي فلسطينيتها وفي مقدساتها الاسلامية والمسيحية ، القدس تمر في ظروف مأساوية ونتمنى الا يتركنا العرب لوحدنا نقارع جلادينا الذين يستهدفوننا ويضطهدوننا ويسعون للنيل من حضورنا ومن جذورنا العميقة في هذه البقعة المقدسة من العالم .
كلكم تتابعون ما يتعرض له المسجد الاقصى المبارك واولئك الذين يستهدفون الاقصى ويسعون لتقسيمه والنيل من مكانته وقدسيته هم ذاتهم الذين يستهدفون اوقافنا المسيحية .
اود ان اقول لكم بصريح العبارة بأن الحضور المسيحي الفلسطيني العريق في هذه المدينة المقدسة في خطر شديد ، نحن مهددون في حضورنا وفي ثباتنا وصمودنا وفي اوقافنا وعقاراتنا التي يبتلعها الاحتلال ويستولي عليها عبر مرتزقته وعملائه وسماسرته وبواسطة ادواته المعروفة بالنسبة الينا جميعا .
هنالك خطر شديد محدق بالحضور المسيحي في المدينة المقدسة ونتمنى ان يكون هنالك تحرك سريع لوقف هذه الانتكاسة التي نعيشها ونلحظها في كل يوم .
ان استهداف اوقافنا في باب الخليل هو استهداف لتراثنا وتاريخنا وعراقة وجودنا في هذه المدينة المقدسة ، انه استهداف للقدس بكافة مكوناتها واستهداف للحضور المسيحي بشكل خاص ، فهذه الاوقاف هي بوابة القدس الى الاديرة والبطريركيات المسيحية والى كنيسة القيامة ويجب ان نعمل جميعا من اجل ابطال هذه الصفقة المشبوهة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وهي من اخطر واسوء الصفقات التي تمت خلال السنوات الاخيرة .
يؤسفنا ويحزننا أن نقول بأننا نعيش مأساة نراها بأم العين في كل يوم والبعض يريدوننا ان نكون صامتين ومكتوفي الايدي امام ما يرتكب بحق اوقافنا ومقدساتنا .
اقول لمن يجب ان يعرف ولمن يجب ان يسمع بأننا لن نرضخ لاية ضغوطات وسنبقى ندافع عن حضورنا التاريخي العريق في هذه المدينة المقدسة وسنبقى مدافعين عن مقدساتنا واوقافنا المستباحة ولا توجد هنالك قوة في هذا العالم قادرة على اسكاتنا وتخويفنا وترهيبنا وجعلنا ان نتراجع الى الوراء قيد انملة فنحن اصحاب قضية ندافع عنها وسنبقى ندافع عنها مهما كثر المتآمرون والمتخاذلون والمتنازلون ، القدس لنا وستبقى لنا وعقاراتنا في القدس ليست سلعة معروضة للبيع واوقافنا ليست معروضة في مزاد علني لكي يستبيحها البعض .
اتمنى ان تزوروا منطقة باب الخليل وغيرها من الاماكن المهددة بالمصادرة والابتلاع والسرقة ، اتمنى ان تروا الواقع كما هو لان هنالك من يزورون الوقائع ، ومن يزور الوقائع ويغطي على التجاوزات انما هو جزء من هذا المشروع المشبوه الذي يستهدفنا ويستهدف عراقة وجودنا وثباتنا وصمودنا في هذه الارض المقدسة .
نتمنى ان تشاهدوا حقيقة ما يحدث في مدينة القدس لكي توصلوا الصورة الحقيقية لمن يجب ان تصله هذه الصورة ، ان الصورة الحقيقية لما يحدث في مدينة القدس لا تصل كما يجب ان تصل بسبب وجود بعض من الانتهازيين اصحاب الاجندات الخاصة والمصالح الشخصية الذين لا يريدون ان تصل الصورة الحقيقية لما يحدث في مدينة القدس الى حيثما يجب ان تصل هذه الصورة .
كونوا على قدر كبير من المسؤولية لان المرحلة التي نعيشها غاية في الدقة والخطورة فإما ان نكون واما ان لا نكون ونحن بعونه تعالى باقون في مدينتنا وفي ارضنا المقدسة ولن نتنازل ولن نتراجع عن انتماءنا لهذه البقعة المقدسة من العالم وسنبقى ندافع عن قضية شعبنا الفلسطيني التي هي قضيتنا جميعا كما انها قضية كافة احرار العالم .
اود ان اقول لكم باسم ابناء رعيتنا الارثوذكسية وباسم المسيحيين الفلسطينيين في هذه المدينة المقدسة وفي هذه الديار المباركة بأننا لن نتخلى عن انتماءنا لفلسطين ، لن نتخلى عن انتماءنا الايماني الروحي ، لن نتخلى عن قيمنا الاخلاقية والانسانية والوطنية وسنبقى ندافع عن حضورنا المستهدف وبكثير من الوسائل المشبوهة ، وسنبقى ندافع عن وطننا وعن عدالة قضية شعبنا .
اما اعضاء الوفد فقد شكروا سيادة المطران على صراحته المعهودة ووضوح رؤيته وحرصه الدائم على ابراز حقيقة ما يحدث في مدينة القدس ، اننا نثمن مواقفك ونعرب عن احترامنا وتقديرنا لسيادتك وتضامننا معك وانت تتعرض للاستهداف والاضطهاد بسبب مواقفك ونحن حريصون على ان ننقل الصورة الحقيقية لما يحدث في مدينة القدس الى حيثما يجب ان تصل هذه الصورة وهذه المعلومات الدقيقة .
نحن مع القدس وابنائها ومع الشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية وزيارتنا هي زيارة تضامن مع ابناء فلسطين الذين يقفون في الخطوط الامامية دفاعا عن عدالة قضيتهم ودفاعا عن القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]