النائب جبارين يثني على موقف لوندون، ويحيّي أطباء الاسنان العرب الذين اصرّوا على نشيد موطني
نشر الصحافي الإسرائيلي المعروف والمخضرم، يارون لوندون، مقالًا في صحيفة "يديعوت احرونوت" تطرق فيه الى النقاش الدائر حول قيام وفد من أطباء الاسنان العرب الذين شاركوا في دورة استكمال في كولومبيا بغناء نشيد "موطني"، ولم يقوموا، بحسب ما يريده الاعلام الإسرائيلي، بغناء النشيد الوطني الرسمي في إسرائيل "هتكفا". وقد أشار لوندون في مقاله بأن هذا النقاش حول النشيد الوطني هو عودة إلى أحداث شبيهة سابقة "عندما امتنع اللاعبون العرب في المنتخب الإسرائيلي عن غناء "هتكفا"، وكذلك عندما تمت مهاجمة القاضي سليم جبران، الذي امتنع عن غناء النشيد الوطني الإسرائيلي"، وأكد لوندون أن "نشيد "هتكفا" يخاطب المجتمع اليهودي بشكل حصري، ولا يمت بصلة للأقلية العربية في إسرائيل".
وأعرب لوندون عن موقفه "بأن يتم التنازل عن "هتكفا" كنشيد وطني واعتماد نشيد آخر لإسرائيل الذي من شأنه أن يخاطب المواطنين العرب لكونهم يشكلون خمس المواطنين في البلاد"، مضيفًا أنه "لن يستصعب تقبل نشيد وطني يتحدث عن جمال المشاهد الطبيعية للوطن المشترك للعرب واليهود، وعن حب الأرض، وعن التكافل الذي يجب أن يكون بين جميع المواطنين، وعن جميع الثقافات التي نمت وترعرعت في الدولة". كما وأشار لوندون في مقاله إلى دول أخرى في العالم مثل كوسوفو، البوسنة واسبانيا "التي قامت بتحييد المعاني التي يحملها النشيد الوطني عبر اعتماد الموسيقى فقط".
وفي تعقيبه على موقف لوندون وقضية أطباء الأسنان العرب، قال النائب د. يوسف جبارين، عضو لجنة التربية البرلمانية انه "في نظام ديمقراطي حقيقي فان رموز الدولة، وعلمها ونشيدها الوطني هم جزء من الموارد العامة في الدولة، وبالتالي على هذه الموارد أن تمثل كافة المواطنين"، مؤكدًا أن "المنظومة الرمزية السائدة في إسرائيل تعتبر منظومة يهودية وصهيونية ودينية بشكل حصري، وبالتالي فهي تناصب العداء للمواطنين العرب وتلغي روايتنا الوطنية وذاكرتنا التاريخية الجماعية".
واعتبر جبارين ان موقف الصحافي يارون لوندون هو نقطة ضوء في ظلمة الأجواء العنصرية المهيمنة بالبلاد، خاصة وان هذا الموقف يُعتبر خروجًا ضد التيار المهيمن في المجتمع الإسرائيلي. كما وثمّن جبارين موقف جمعية أطباء الأسنان العرب والوفد المشارك في كولومبيا على موقفهم الوطني والأخلاقي، الذي يأتي الى جانب دورهم المهني الريادي على مستوى دعم الأطباء العرب وطلاب طب الأسنان، والمساهمة العامة في رفع مستواهم المهني وفي توسيع فرص العمل أمامهم.
وأكد جبارين أن موقف أطباء الأسنان العرب فرض نقاشًا جدّيًا وعامًا في المجتمع الإسرائيلي رغم شدّة التحريض ضد هذا الموقف والأجواء اليمينية المهيمنة. واختتم تعقيبه بالقول "ستبقى أناشيدنا الوطنية "موطني، موطني" و "بلادي بلادي" و "هنا على صدوركم باقون".
[email protected]