شبكات سرّيّة كثيرة تعمل في الدعارة والاتجار بالفتيات في لبنان، لعل أبرزها شبكة "شي موريس" الشهيرة التي تم تفكيكها عام ٢٠١٦ في المعاملتين، والتي كانت تتاجر بالفتيات السوريات. أمّا الجديد، فشبكة سرّية تم رصدها في شهر آب الماضي في المنصورية وألقي القبض على 40 شخصاً من أفرادها، بحسب قرار قاضي التحقيق في جبل لبنان.
المفارقة أن معظم أفراد هذه الشبكة من التابعية السورية باستثناء شخصين لبنانيين هما ج.ق. و ع.غ، ومعظم ضحاياها قاصرات سوريات بينهن شقيقات وزوجات وبنات مشغّلي الشبكة.
في تفاصيل القبض على هذه الشبكة، تمكن مكتب مكافحة الإتجار بالبشر وحماية الأداب، في تاريخ ٢٩ أب ٢٠١٧، من توقيف شبكة ضخمة في منطقة المنصورية - قضاء المتن تدير كافة أعمال الدعارة مقابل مبالغ مالية تتراوح بين ١٠٠ دولار أميركي و١٥٠ دولار وتتحدد "حسب الفتاة والزبون".
حامت الشبهات حول هذه الشقة التي أثارت ريبة الجيران لفترة طويلة، الى أن قام أحدهم بالتواصل مع القوى الأمنية التي بدأت بالمراقبة.
الخيط الأول للوصول إلى الشبكة كان عبر السوري أ.ش، أحد مشغّلي الشبكة، إلى جانب اللبناني ع.غ و ج.ق والسوري ع.د، الذي كانت مهمته توصيل الفتيات إلى الفندق والشقق إضافة إلى تامين زوجته لعدد من الزبائن.
بعد ذلك انتحل مخبر سرّي من مكتب الأداب صفة زبون يرغب في ممارسة الجنس الجماعي مع 3 فتيات واتصل بـ أ. ش الذي طلب منه حجز غرفة في فندق باعتبار أن تأمين المكان يترتب على الزبون. فحجز المخبر غرفة في فندق "م" في المنصورية وانتظر ع.د الذي وصل ومعه 3 قاصرات سوريات فيما كان الكمين جاهزاً وتم توقيفهم هم الأربعة.
بعد ساعات من التحقيق مع ع.د داخل مخفر "حبيش"، أعطى التفاصيل كافة عن مكان توزيع الشبكة، وهي بحسب افادته: شقة كبيرة في "مزرعة يشوع" تعمل داخلها عدد من القاصرات، حيث انتقلت دورية من الدرك قبل أن تنتقل إلى شالهيات "أ.ع" في المعاملتين حيث وجد ع.غ الذي وشى بدوره على زميله أ.ش في غرفة أخرى من الفندق ومعه المشغّلة س.ع (سورية الجنسية).
سقطت الشبكة بكاملها في ليلة واحدة وخلال الإعترافات تبيّن ان طريقة إستغلال القاصرات وزوجات المشغّلين كانت تتم عبر طريقة "الضمان" أي تضمين الفتاة على فترة معيّنة لزبون او مشغّل يستغلها في فترة محددة قبل تسليمها عقب الإنتهاء من خدماتها.
اللبناني ج.ق يبرز دوره في تلك الشبكة من خلال تأمين الحماية الكاملة لأفراد الشبكة كونه شرطي في بلدية "برج حمود" ويستقبل طلبات الزبائن. أما السوري ح.ع، فدوره يقتصر على تأمين الزبائن والتسويق للشبكة كما التسويق لزوجته وإبنته. بينما كان دور مساعدته السورية ه.ح إرسال ابنتها القاصر ي.ز وقد باعتها سابقاً في سوريا الى ق.ف. الذي أحضرهما معه إلى لبنان.
باختصار، هي شبكة منظّمة تماماً. فهناك المسؤول عن المحاسبة والقبض من الزبائن، وهناك سائق مهمته "الدليفري" وشخص متخصص في العلاقات العامة والتسويق، وأخر لتأمين الحماية وتسجيل طلبات الزبائن.
أفراد العصابة، باستنثاء القاصرات، موقوفون حالياً داخل نظارة بعبدا وقد طالب قاضي التحقيق في جبل لبنان بتحويل ملفاتهم إلى الهيئة الإتهامية لتتم محاكمتهم وفق الأصول القانونية في جنايات بعبدا.
[email protected]