نشرت جمعية نساء ضد العنف - مركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي اليوم الاربعاء تقريرها النصف سنوي لعام 2017 الصادر عن مركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي التابع لجمعية نساء ضد العنف لكشف التوجهات التي وصلت الى المركز عن طريق خط الطوارئ الذي يعمل 24/7 ساعة على مدار ايام الاسبوع بغية تقديم الدعم والإحتواء للنساء اللواتي يتعرضن للعنف بمختلف اشكاله، كما ويعمل المركز على تقديم الاستشارة والمرافقة المرجوة.
وجاء في بيان الجمعية :" التقرير يكشف عن خفايا جرائم العنف البشعة التي تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات داخل عائلاتهن، بيوتهن، محيطهن القريب ومجتمعهن بالإضافة الى التمييز الجندري الموجه ضدهن كونهن ولدن إناث في مجتمع فلسطيني عربي يعاني من عدم المساواة والعدالة في دولة اسرائيل.
وصل الى مركز المساعدة 322 توجه ما بين شهر كانون الثاني لغاية شهر حزيران من هذا العام. من بينها شكلت الاعتداءات والتحرشات الجنسية 151 توجه وبينما 171 توجه كان على خلفية العنف الجسدي والنفسي والكلامي والاقتصادي.
51% من مجمل الاعتداءات الجنسية التي وصلت المركز بهذه الفترة كانت اغتصاب ومحاولة اغتصاب واغتصاب جماعي
توجهات العنف الجنسي التي وصلت إلى المركز تشير إلى أنّ 51% من مجمل العنف الجنسي كان اغتصاب، أي فرض علاقة جنسية على المرأة/ الفتاة/ الطفلة، وقد يرافقها استعمال القوة الفعلية أو التهديد أو التلويح بالقوة. وهي جريمة تنبع من الرغبة بالتسلّط أو إيذاء الغير وليست تعبيرا عن رغبة جنسية كما يعتقد غالبية أفراد مجتمعنا. 19% من حالات الاغتصاب كانت من قبل الزوج، وقد يرافقه العنف الجسدي والنفسي والكلامي في لكثير من الأحيان.
ومهم الإشارة الى انه خلال الاشهر الستة الاولى من هذا العام نلحظ ازدياد في نسبة التوجهات من شابات تطرقن بالحديث عن الاستغلال الذي تعرضن له من قبل صديق بعلاقة حميمية او بمرحلة من مراحل الارتباط، والمشترك بين كل هذه الشابات انهن عبرن عن تسلط، وتحكم بحياتهن والالحاح بإرسال صور بالتعري، اقامة علاقة جنسية قبل الزواج بالقوة ويرافقه التهديد والاهانات الكلامية وغيرها من الاعمال المشينة بحق المرأة بالإضافة الى خوفهن من مشاركة الأهل عن الاذى الذي تعرضن له لعدة اسباب من بينها، القاء اللوم عليها، التكتم والكبت بالمواضيع الجنسية وعدم فهم الصعوبات التي تمر بها الضحية.
40% من مجمل الاعتداءات الجنسية كانت عبارة عن تحرشات جنسية
النساء والفتيات تحدثن عن مشاعر عدم الراحة والامان خاصةً في اماكن العمل، المدرسة، مؤسسات لتلقي العلاج، وفي التعليم ،فالتحرشات موجودة في كل مكان وبكل الاوقات ولكن في الآونة الاخيرة مع تطور الوسائل التكنولوجيّة برزت ايضًا عن طريق الانترنت والهاتف المحمول الذكي، وغالبًا ما تكون التحرشات من خلال ارسال صور اباحية او محادثات وتهديدات ذات طابع جنسي، لفتيات دون سن الثامنة عشر.
هذه النسبة تعكس فقط الشريحة التي رفعت الهاتف وتحدثت عن الايذاء النفسي والجنسي واحيانًا الجسدي الذي تعرضت له نتيجة اللمس، التحسس، الاقتراب بشكل كبير دون موافقة او رغبة، الالحاح على دعوة والمكالمات وارسال الرسائل ذات الطابع الجنسي.
بالإضافة الى ذلك تشير الاحصائيات الى ان 18% من مجمل التحرشات الجنسية كانت داخل العمل من قبل مشغل او ذو سلطة وهنا تفرض السيطرة الذكورية الجندرية والطبقية في آن واحد، كونها امرأة وايضًا موظفة مقابل هيمنة الرجل والمركز الاجتماعي الذي يترأسه. ومن الجدير بالذكر ان الاحصائيات العامة في الدولة، بحسب "اتحاد مراكز مساعدة ضحايا العنف الجنسي"، تُقرّ بأن كل امرأة ، تتعرض لتحرش جنسي لمرة واحدة على الأقل في حياتها.
31% الاعتداءات الجنسية تمت ضد فتيات وشابات قاصرات (دون جيل الثامنة عشر)
هذا معطى خطير يعكس فقط التوجهات التي وصلت الى المركز من قبل الاهالي والفتيات واشخاص مهنيّة اخرى، ومهم الذكر ان جزء من هذه التوجهات كانت لأطفال ذكور قد تعرضوا لاعتداءات جنسية من رجل بالغ وهذا يعكس الاستغلال الذي يقوم به المعتدي من استخدام قوة على انسان اضعف منه جسديًا او مجتمعيًا .ويرافقه تهديد وتخويف حتى يغدو الصمت والكتمان هو الحل الانسب، فتكون هنالك صعوبة خاصة على الاطفال بمشاركة الاعتداء لان الموضوع «طابو» ومن الممكن ان يؤذي العائلة فالمعتدي يقوم باستغلال واستضعاف القاصر/ة واجباره/ا على السكوت.
19% من نسبة التوجهات العامة كانت لفتيات بجيل المراهقة قد مررن إعتداء جنسي
الاحصائيات تشير الى إرتفاع في نسبة التوجهات التي وصلت الى المركز من قبل فتيات من جيل 16-18 وهذا يدل على أهمية تكثيف النشاطات الجماهيرية التي اثبتت نجاعتها في السنوات الاخيرة، على رفع الوعي وخاصةً افتتاح مشروع القيادة الشابة والذي بدوره يساهم في العمل مع هذه الشريحة من الشباب في مؤسسات وبلدان مختلفة على مضامين حقوقية وانسانية تهدف الى زرع المعرفة والوعي لدي الشباب حول قضية المساواة بين الجنسين والعدالة المجتمعية ودور الفرد ومسؤوليته في الحد من ظواهر العنف والتغيير المجتمعي ومسؤوليتهم في تطوير مشاريع توعوية.
42% من مجمل التوجهات التي وصلت الى المركز كانت خلال نصف سنة من وقت الاعتداء
وهذا معطى جديد لهذا العام، ففي السنوات الماضية كانت النسبة تتراوح بين 22-25%، وهذا يدل على رفع مستوى الوعي لدي النساء والفتيات لمواجهة الضرر والمشاركة عن ما تتعرض له من خلال التوجه الى خط الطوارئ، ويلحظ ايضًا في هذا العام ان نسبة النساء اللواتي توجهن خلال الاسبوع الاول من تعرضهن للاعتداء ازداد ايضًا بنسبة 14% عن السنوات الماضية، اي ان هنالك امكانية اكبر للقيام بالفحوصات اللازمة في المستشفيات، الاطمئنان على صحة المعتدى عليها وحفظ الادلة لتقديم الشكوى ومعاقبة الجاني للحد من استمرارية الاعتداء والتسلط بالآخر فبذلك تأثير كبير على المجتمع ككل وردع المعتدي من الجرائم التي يقوم بها ضد الضحية.
71% من التوجهات كانت بمبادرة المرأة نفسها التي تعرضت للعنف والاعتداء
بادرت النساء والفتيات بالتواصل معنا بأنفسهن وهذا نتيجة لتكثيف النشاطات والورشات والمقابلات الإعلامية التي نقوم بها لرفع الوعي في المجتمع وتسليط الضوء على تعريف العنف والتحرشات الجنسية، فالمعرفة تشكل قوة وفهم للواقع الذي تعيشه النساء وبالتالي تعزز ثقة المرأة وتشجعها بالتحدث عن تعرضها لاحد اشكال العنف بسرية تامة مع تلقي المعرفة والمعلومات والاستشارة لعدة امكانيات منها: الاستشارة القانونية، التوجيه لعلاج نفسي، الاحتواء والاصغاء والمساندة، مرافقات للمستشفى، للنيابة العامة والشرطة بالإضافة الى الجلسات الاستشارية في المركز.
كما ان المركز قد قام بإجراء 47 جلسة ومرافقة للنساء الى المستشفيات والشرطة والنيابة العامة والمحاكم. خلال السنة التعليمية 2016/2017 قمنا بتمرير 249 ورشة/ محاضرة لطلاب/ات مدارس، مجموعات مهنية، ومجموعات نساء وفتيات. كما ونقدر كافة المتطوعات الناشطات والداعمات في مركز المساعدة واللواتي تواصلن الليل والنهار من اجل دعم كل امرأة تتوجه عبر خط الطوارئ في مركز المساعدة الذي يعمل على مدار 24/7 ساعة في الاسبوع .
ظاهرة العنف ضد النساء هي ظاهرة منتشرة وما زالت مستمرة، آخذة بالازدياد في كافة المجتمعات، وللحد من هذه الظاهرة علينا كأفراد في المجتمع ان نؤمن بالعدالة والانسانية والحياة الكريمة وأخذ المسؤولية وجزء من التغيير الذي يبدأ بكسر الآراء المسبقة تجاه المُعتدى عليهن.
[email protected]