برلين – واصل تجمع الشتات الفلسطيني في أوروبا، تنظيم فعالياته الوطنية الواسعة والبارزة على مستوى القارة الاوروبية، دعما وإسنادا لقضية شعبه العادلة وحقوقه الوطنية المشروعة، فبعد نجاح تصميم أطول علم فلسطيني وعرضه في العواصم والمدن الأوروبية الرئيسية في أوروبا تزامنا مع الذكرى التاسعة والستين للنكبة، صمم تجمع الشتات الفلسطيني في أوروبا مجسمات ضخمة لقبة الصخرة وللمسجد الأقصى ولكنيسة القيامة، وبدء عرضها في العاصمة الألمانية برلين أمام بوابة برندنبورغ يوم أمس الاحد.
وبحضور رسمي وشعبي حاشد، وبمشاركة المئات من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والمتضامنين الألمان، ونشطاء الجاليات الفلسطينية من مختلف الدول الأوروبية، أقام تجمع الشتات الفلسطيني في أوروبا مهرجانا حاشدا أمام البوابة التاريخية في العاصمة الالمانية برلين، حيث تميز المهرجان بعرض مجسمات ضخمة لقبة الصخرة وللمسجد الأقصى ولكنيسة القيامة، والعديد من المجسمات التي ترمز لنضال الشعب الفلسطيني وشهداءه وأسراه، ومشاركة نخبة من الفرق التراثية الفلسطينية، وعروض مسرحية وشعر يحاكي النضال الفلسطيني.
وشاركت سفيرة دولة فلسطين في المانيا د. خلود دعيبس وطاقم السفارة، وممثلي فصائل العمل الوطني، والجمعيات والمؤسسات الفلسطينية والعربية في برلين في المهرجان الذي تنوعت فعالياته، إبتهاجا بالإنتصار والإنجاز التاريخي الذي حققه ابناء شعبنا المرابطين في القدس، بإجبار حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل على التراجع عن سياساتها العنصرية وإزالة كافة المظاهر والوقائع التي حاولت فرضها خلال الفترة الماضية في القدس وحول المسجد الأقصى، للسيطرة عليه وتقييد حرية العبادة.
وحسب ما ورد دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية من مسؤولي تجمع الشتات الفلسطيني في أوروبا منظمي المهرجان، فقد بدأ المهرجان بعزف النشيد الوطني الفلسطيني من إحدى الفرق الفنية المشاركة، ثم ألقى نضال حمدان رئيس تجمع الشتات الفلسطيني في أوروبا كلمة الإفتتاح ، حيث رحب بكل الحضور من كافة الجنسيات والدول، وعلى رأسهم سفيرة دولة فلسطين الدكتورة خلود دعيبس والقنصل السيد عبد الهادي ابو شرخ ورئيس المجلس الاسلامي الأعلى في المانيا وممثلين عن كافة الفصائل الفلسطينية ورجال دين إسلامية ومسيحية.
كما بارك رئيس تجمع الشتات الفلسطيني في كلمته للشعب الفلسطيني ولأبناء الأمة العربية والإسلامية هذا النصر والإنجاز التاريخي الذي تحقق في القدس الشريف، معددا اسماء الشهداء الذين سالت دمائهم الزكية فداءً للاقصى ، ودعا لدعم صمود أهلنا داخل مدينة القدس بكافة الوسائل الممكنة، لأنهم رأس الحربة في الدفاع عن درة فلسطين وعاصمتها الأبدية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
وغصت الساحة الصخمة المقابلة لبوابة برلين التاريخية بالمشاركين في المهرجان الذي رفعوا الأعلام الفلسطينية واليافطات الكبيرة باللغتين الألمانية والإنجليزية والتي تؤكد على عروبة القدس، وتمسك شعبنا في الشتات بالعودة الى الوطن الأم فلسطين. في المقابل لم يستطع منظمو المهرجان إستكمال برنامج الفعاليات وفق ما هو مخطط له، لشدة التزاحم والرغبة في الوصول الى المجسمات الضخمة لقبة الصخرة وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى لأخذ الصور التذكارية، مما إستدعى المنظمون للطلب من الشرطة الألمانية تمديد الوقت المخصص للمهرجان، وهو الأمر الذي وافقت عليه الشرطة الألمانية التي ظلت طول الوقت تحاول السيطرة على الازمة الخانقة التي رافقت حركة السير في منطقة البوابة التاريخية في برلين.
وبعد الكلمة الرئيسية لرئيس تجمع الشتات، بدأت الفرق الفنية والتراثية الفلسطينية بتقديم وصلات غنائية وتراثية فلسطينية مواكبة للحدث وللإنتصار وللفرحة التي غمرت المشاركين، وسط حلقات من الدبكة والرقص الشعبي، وتوزيع الحلويات على الحضور والمتضامنين والسياح في المنطقة، فيما إنشغل الكثيرين بتبادل التهاني والمباركة وأخذ الصور التذكارية مع المجسمات الضخمة للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي عُرضت مباشرة أمام البوابة التاريخية في برلين.
كان لافتا خلال مهرجان الإنتصار في برلين، الإلتفاف الشعبي الواسع من أبناء الجالية الفلسطينية وممثلي فصائل العمل الوطني والجمعيات والمؤسسات الفلسطينية والعربية في برلين، للمشاركة في هذا الحدث البارز على مستوى أوروبا، والتعبير عن فرحتهم وإبتهاجهم بالإنتصار التاريخي الذي تحقق على ايدي المرابطين من ابناء شعبنا في القدس، وعكس هذا الإلتفاف صورة مشرفة لشعبنا في الشتات وقدرتهم على تجاوز كل التباينات والخلافات أمام القضايا المصيرية لشعبنا وفي مقدمتها قضية القدس درة فلسطين وعاصمتها الأبدية.
[email protected]