بناء على قرار هيئة الكنيست العامة في مطلع الشهر الجاري بتحويل اقتراح قانون للنائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة) حول موضوع "إمكانية فرص التعليم العالي أمام الطلاب في تل ابيب هي ثلاثة أضعاف إمكانيات الطلاب في الوسط العربي أو أفاكيم" لاقتراح على جدول الأعمال ومناقشته في لجنة التربية والتعليم البرلمانية لاستخلاص العبر واتخاذ القرارات التي تصبّْ في مصلحة الطلاب الثانويين وحقهم في التعليم العالي، وبناء عليه ناقشت لجنة التربية والتعليم صباح اليوم الاثنين الموضوع بمشاركة نواب القائمة المشتركة د. عبد الله ابو معروف، مسعود غنايم، د. يوسف جبارين وحنين زعبي.
ابو معروف: إلغاء الامتحانات التعجيزية
وفي كلمته الافتتاحية لجلسة لجنة التربية والتعليم قال النائب د. ابو معروف المبادر لطرح الموضوع، إن الهدف من إثارة موضوع التعليم العالي بالأساس لإتاحته أمام شرائح المجتمع المختلفة ولكي لا يكون حكرا على الأغنياء فقط، وأهمية العمل على تضييق الهوة بين طالبي التعليم العالي، نتيجة التمييز الحاصل ضد المتقدمين من ضواحي البلاد والوسط العربي على وجه الخصوص، مقارنة مع طالبي التعليم العالي في مركز البلاد.
وفي كلمته أمام هيئة الكنيست قال النائب د. ابو معروف إن قضية التعليم العالي وتوفير الفرص للطلاب من كافة شرائح المجتمع الاسرائيلي ليواصلوا تعليمهم الجامعي مباشرة بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية هي مسؤولية الدولة، في ظل العوائق الجدية التي تحول دون التحاق شريحة واسعة بالتعليم الجامعي وخاصة الشرائح الفقيرة في المجتمع الاسرائيلي بشكل عام والعربي بشكل خاص، وتشير التقارير الرسمية بأن نسبة الخريجين الجامعين في تل أبيب التي تُدرَّج من ضمن البلدات ذات الوضع الاقتصادي العالي من 9 إلى 10 تصل إلى 47%، مقابل نسبة خريجين متدنيّة في مدينة أوفاكيم تصل لـ16% فقط والتي تعدّْ من البلدات ذات المستوى الاقتصادي المنخفض بدرجة 1 إلى 2، فكم بالحري الوضع بالنسبة للطلاب الجامعيين العرب، في ظل العوائق الناتجة عن الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمنع العديد من الطلاب من الانخراط في التعليم الجامعي.
وطالب ابو معروف بتخفيف الأعباء المالية عن الطلاب الذين ينتمون للشرائح الفقيرة، وإجراء تعديلات على الامتحانات التعجيزية، مثل امتحانات (يعيل) الصعبة جدا باللغة العبرية، وضرورة إلغاء اشتراط اللغة الانجليزية كموضوع أساس لكافة الاختصاصات التعليمية، رغم أن هناك مواضيع تعليمية لا تتطلّب تعلُّم اللغة الانجليزية بالمرّة. وكذلك إلغاء اشتراط النجاح في امتحان البسخومتري بنسبة معينة لضمان قبول الطالب في المواضيع التعليمية الجامعية، لأنه لا يعبِّر عن المقياس أو المعيار الموضوعي لتحديد المستوى التعليمي للطالب الذي أنهى المرحلة الثانوية.
غنايم: وضع خطة جدية لسد هذه الفجوات
وفي مداخلته قال النائب مسعود غنايم ( القائمة المشتركة - الحركة الإسلامية)، إن الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدني يؤثر على مسيرة الطالب من الروضة وحتى الجامعة، والمعطيات التي تتحدث عن الفرق الكبير في القدرات المالية والمادية بين الطلاب العرب واليهود معروفة وغير جديدة وهي أحد الأسباب المهمة للفجوة بين الطالب العربي واليهودي، على الحكومة والوزارات وضع خطط جدية لسد هذه الفجوات المتواصلة والراسخة.
الحياة الجامعية من المفروض أن يكون فيها مساواة واعتراف بخصوصية الآخر ولكن الطالب العربي لا يرى في الجامعات احترام اللغة العربية او المناسبات الدينية والوطنية.
جبارين: البيسخومتري يكرّس الفروقات بين الطلاب العرب واليهود لصالح الطلاب اليهود
وقال النائب د. يوسف جبارين، عضو لجنة التربية البرلمانية، ان مؤسسات التعليم العالي في البلاد تعتمد حصريًا في شروط القبول على تحصيلات الطلاب في نهاية المرحلة الثانوية، وبالتالي فهي تعكس بذلك صورة التمييز القائمة في رصد الميزانيات وساعات التعليم في جهاز التعليم، وخاصة ضد الطلاب العرب وضد البلدات الضعيفة اجتماعيًا. كما أن امتحان البسيخومتري وهو الامتحان الاساسي للقبول للجامعات والكليات يُميّز ضد الطلاب العربي بسبب انحيازه الثقافي لمجموعة الاغلبية فبالتالي هو يكرّس الفروقات بين الطلاب العرب واليهود لصالح الطلاب اليهود. وأكد جبارين ان لمجلس التعليم العالي يجب ان يكون دور اجتماعي يساهم بعملية التغيير الاجتماعي لصالح البلدات المستضعفة والفقيرة اجتماعيًا، من خلال اعتماد مبادرات من التفضيل الايجابي لضمان استيعاب الطلاب العرب ورفع نسبتهم بين الجامعيين بشكل جدي. ودعا جبارين مجلس التعليم الى تطوير برامجه الحالية لتوسيع منالية التعليم العالي لدى المجتمع العربي.
زعبي: تغيير نظام تحديد شروط القبول للمواضيع المختلفة
هذا وطالبت النائبة زعبي رئيس اللجنة مارجي، بأن يتبنى في توصياته الاقتراح الذي تم عرضه في اللجنة لأكثر من مرة، والذي ينص على أن تقوم الجامعات بتمييز تفضيلي لأعلى 5% من المتفوقين في المدارس التابعة للعناقيد الاجتماعية-الاقتصادية المتدنية، مؤكدة أن هذا الاقتراح من شأنه أن يثمر عن نتائج فورية. ويستند هذا الاقتراح لمنطق أن من تفوق في أي مدرسة، وبغض النظر عن مستواها التعليمي، فإنه يحمل بوادر النجاح حتى ضمن مستويات أعلى، أكثر من غيره.
بالإضافة لذلك طالبت زعبي الجامعات بتغيير نظام تحديد شروط القبول للمواضيع المختلفة، بحيث لا تخضع لمعادلة العرض والطلب (كمية الطلاب المسجلين للمساق مقابل عدد المقاعد المتوفرة في المساق)، والتي فيها يتم رفع شروط القبول فقط لوجود تضخم في عدد المسجلين، دون أن يكون لذلك أي مبرر أكاديمي.
رئيس اللجنة (يعقوب ميرجي) يلخص ويتبنى اقتراحات ابو معروف ونواب المشتركة
في تلخيصه شكر رئيس لجنة التربية والتعليم النائب يعقوب ميرجي النائب د. ابو معروف على طرحه وضرورة تضييق الفجوة الحاصلة في التعليم العالي، وأكد أن اللجنة ستتوجه لوزارة التربية والتعليم ولمجلس التعليم العالي لحل هذه الإشكالية وإنهاء هذا التمييز لتمكين كافة شرائح المجتمع من الدراسة الجامعية، ودعا (ميرجي) مجلس التعليم العالي لدراسة هذا الموضوع لتأتي بتوصيات لوزارة التربية والتعليم تساهم في سد الفجوات.
[email protected]