رعى نيافة الكاردينال أيدوين أوبراين حفل تخريج الفوج الثالث من طلبة الجامعة الأميركية في مادبا والذي أقيم في حرم الجامعة، بدأ الاحتفال بموكب الخريجين ، والذين بلغ عددهم أربعمائة خريج ، تبعه موكب الكادر التعليمي ومن ثم موكب راعي الحفل وبرفقتة أعضاء مجلس أمناء الجامعة ونائب رئيس جامعة جانون من الولايات المتحدة الأميركية.
في بداية الاحتفال دعى سيادة المطران وليم الشوملي، في الصلاة الافتتاحية العلي القدير أن "يوفق الخريجين والخريجات لإكتشاف طريقهم في الحياة، وأن يكتمل علمهم بالفطنة، والفطنة بالحكمة، والحكمة بالخُلق القويم" وأن "يجعل هذه الجامعة واحة علمٍ، زاخر بالابحاث والإكتشافات، تؤدي رسالتها على أكمل وجه نحو الوطن".
وخاطب رئيس الجامعة الدكتور نبيل أيوب الخريجين قائلاً "أنتم الأن تبداؤون مرحلة جديدة في حياتكم، تشقون بها طريقكم وتأخذون القرارات والخيارات لمستقبلكم، سواء كان ذلك بالإنضمام للدراسات العليا، أو بالإنخراط في سوق العمل. الجامعة الأميركية في مادبا قدمت لكم خلال فترة دراستكم الوسائل والأدوات حول كيفية التحرك بحكمة وكفاءة في خططكم المستقبلية وكيفية المساهمة في رفاهية الأردن، والمنطقة والعالم أجمع".
كما بيّن الدكتور أيوب أن أولويات الجامعة في المرحلة القادمة متعددة، ومن بينها : أولا، سد الفجوة بين المخرجات الأكاديمية واحتياجات سوق العمل، ودمج احتياجات السوق مع برامج الجامعة المستقبلية . ثانياً، التعاون الدولي. وتحقيقا لهذه الغاية، فإن الجامعة بصدد إنشاء مكتب دولي يركز على برنامجين : برنامج الدراسة في الخارج لفصل أو فصلين دراسيين في الجامعات التي وقعت الجامعة معها مذكرات تفاهم من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وبرنامج التدريب العملي بالتعاون مع الشركات والمصانع ذات المكانة الدولية و إقامة شراكات استراتيجية معها. ثالثاً، وكما قال سيد البلاد، جلالة الملك عبدالله الثاني: " اليوم أكثر من أي وقت مضى نحن بحاجة إلى عقول خلاقة لمعالجة قضايا العصر". ولتحقيق هذه الغاية، فإننا نعمل على إنشاء مركزٍ للابتكار كجزء لا يتجزأ من التواصل المجتمعي مع طلاب المدارس الثانوية لتحقيق إمكاناتهم ومواهبهم، ولإعطاء دفعة لأفكارهم الرائدة والمبتكرة. كما سيتعرف طلاب المدارس الثانوية لأساليب البحث العلمي والتفكير الإبداعي . رابعا، تقدِّم الجامعة فرص التدريب المهني للعمال السوريين والأردنيين على حد سواء، الذين لم يتمكنوا من إتمام دراستهم الثانوية بنجاح. هؤلاء الطلاب سوف يكونوا قادرين على اختيار واحدة من ثلاث مهن: النجارة، الشبكات الكهربائية، اللحام وتشكيل المعادن. خامسا، تكثيف النشاطات بالإشتراك مع المجتمع المحلي من خلال برامج متعددة ودورات وورشات عمل مجانية .
من جهته، أشاد راعي الحفل، نيافة الكاردينال أودوين أوبراين، بأن هذه الجامعة تركت بصمات واضحة في حقل التعليم على الرغم من حداثة عهدها. كما اعتبر أن هذه الجامعة جزءا ضروريا من مسيرة التعليم التي ترعاها الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدسة، وبأن قداسة البابا فرنسيس "حريص جدا على رؤية هذه الجامعة تزدهر".
كما قال نيافته " في هذه الجامعة نود أن نرى الإنسانية تزدهر.. فوجهة النظر المسيحية للتعليم هي الشعور مع الإنسان، وهذا الذي يهم". كما شكر نيافته الكادر التعليمي قائلاً " إلى أعضاء هيئة التدريس، نيابة عن الكنيسة، أشكركم على عملكم الشاق على مدار السنة". وتوجه للخريجين قائلاً " الشخص المتعلم هو الشخص الذي يخدم ويساعد الآخرين. هو الشخص الذي يهتم ويعطي. آمل أن تكونوا اليوم، وأنتم تدخلون عالم العمل وتشقون طريقكم في العالم، أن تجدوا أن هذه المُثُل التي اكتسبتموها في الجامعة الأميركية في مادبا هي التي من شأنها الحفاظ عليكم".
في مستهل كلمته، رحب الدكتور فكتور بلّة، رئيس مجلس أمناء الجامعة، بالحضور الكرام في هذا الحدث الهام، حيث نرى مجموعة جديدة من الشبان والشابات تستكمل بنجاح متطلبات التخرج في مختلف المجالات. كما توجه بالشكر إلى جميع كوادر الجامعة التعليمية والإدارية التي قدمت الكثير، مما ساعد في تطوير قدرات ومواهب الفوج الثالث من خريجي الجامعة .
في كلمته للخريجين قال الدكتور بلّة "أنتم الآن أصحاب مسؤولية كبيرة تجاه أنفسكم". هذه المسؤولية تعني أن تُبقوا الجامعة حيّة، من خلال النهوض بأفكاركم، من خلال الرؤى والتفكير النقدي كل يوم، أينما ذهبتم ومهما فعلتم.
احتفال اليوم، أضاف الدكتور بلّة، هو إعلان فرح بأنكم ستساهمون في إيصال الجامعة إلى آفاق جديدة من النجاحات. زرعتم خلال سنواتكم الأخيرة في الجامعة مواهبكم وطموحاتكم في تربة غنية بحب الحقيقة والمعرفة والقيم العظيمة، أما الآن فإنكم تنتقلون إلى تربة أخرى تحتاج إلى مهاراتكم العالية وروحكم الطموحة للتميز والإبداع. عندما تذهبون إلى العالم الحقيقي، سوف تتعلمون من كل لقاء. سوف تكونون دائما طلبة لبقية حياتكم.
وأضاف "نحن نأمل ونتطلع إلى اليوم الذي نرى فيه خريجوا الجامعة الأميركية في مادبا يجلسون هنا، على هذه المنصة، كأعضاء في الهيئة التدريسية أو كإداريين أو كأعضاء في مجلس الأمناء... وذلك لإثراء المؤسسة بإنجازاتها المتميزة ودعم نموها واستدامتها للأجيال القادمة".
أما كلمة الخريجين فقد ألقاها الطالب عمّار أبو الراغب حيث قال " الجامعة الأميركية في مادبا تجعل الاختلافات فيما بين الطلاب أقوى. إن الجامعة في الواقع تحتضن الاختلافات والتنوع لدينا. هذا الجو الترحيبي والهادئ والودود هو ما سنتذكره جميعا وما سوف يقدِّره كل طالب جديد لسنوات وسنوات قادمة". وأضاف، مخاطباً زملائه الخريجين، " فتحت الجامعة لي، ولكل واحد منكم، وللطلبة الذين سبقونا ، وللطلبة من بعدنا أبوابا جديدة، وفرصا جديدة، وإمكانيات لا حدود لها حقا ... لذا، زملائي الكرام، وأساتذتي الذين أدين لهم بأقصى قدر من الامتنان، والإداريين، الذين يجسدون الجوهر الحقيقي لهذه الجامعة ، اليوم يصادف رسميا نهاية فصل وبداية فصلٍ جديد ".
وختم أبو الراغب كلمته مضيفاً بأن "الجامعة الأميركية في مادبا، والتي كانت بمثابة العائلة لنا على مدى السنوات الأربع الماضية، قد قدّمت الدعم اللازم من أجل تحقيق أحلامنا. والآن، الخيار متروك لنا أن نأخذ ما أعطتنا إياه الجامعة والاستفادة منه إلى أقصى الحدود".
وقد شارك في حفل التخريج نائب رئيس جامعة جانون للشؤون الأكاديمية، الدكتور فالتر ايوانينكو، الذي خاطب الخريجين قائلاً " كلمتي لكم بسيطة. العالم يتغير بأسرع وتيرة عرفها الإنسان على الإطلاق. مع التغيير تأتي التحديات. حوِّلوا هذه التحديات إلى فرص لمساعدة الآخرين، وآمنوا بأن ذلك ممكنا. عندما تسعى للخير وللعلاقة مع الله من خلال مساعدة الآخرين، فإن النجاح سوف يتبعك وأي شيء آخر سيصبح ممكنا. لكنك عندما تسعى للنجاح فقط، فإن ذلك سيحد من إمكانياتك ".
وأضاف الدكتور ايوانينكو " أعتقد أن هناك ثلاثة مجالات رئيسية للتغيير يمكن أن تتحول إلى فرص لتحسين حياة الآخرين. المجال الأول هو التغير المناخي ... والمجال الثاني هو التقدم التكنولوجي المستمر ... والمجال الثالث هو تحديث التعليم وكيف نتعلم " .
الاتفاق الذي سنوقعه اليوم ، أضاف د. ايوانينكو، "سيوسع مجال تبادل أعضاء هيئة التدريس والموظفين بين جامعاتنا، وسيدعم تبادل المنشورات والمشاريع البحثية، وسيزيد من عدد الفرص لدراسة فصل دراسي في الخارج لكل من طلبة الجامعة الأميركية في مادبا وجامعة جانون، وسيدعم التعاون لخلق إمكانيات لبرامج مشتركة بين الجامعتين في حقل العمل. وهذا لن يكون من الممكن أن يحدث من دونكم. لقد تركتم إرثا لأولئك الذين سيتبعون ".
في ختام كلمتة التي وجهها إلى خريجي الفوج الثالث قال د. ايونينكو " عندما تبدأ المرحلة القادمة من حياتك وبحثك عن فرصتك لجعل العالم مكانا أفضل للعيش كن أكثر جرأة وعاطفة، كن مبتكرا وطموحا، ولكن كن أيضا أكثر تواضعا واحتراما، كن سخيا ولطيفاً .. العالم بحاجة اليكم".
وفي أثناء الحفل تم توقيع إتفاقية تعاون بين الجامعة الأميركية في مادبا وجامعة جانون الأميركية بحيث تسمح هذه الإتفاقية بتطوير برامج التبادل الطلابي والدراسة في الخارج حيث توفر الاتفاقية فرصة للطلاب لدراسة فصل او فصلين دراسيين في الجامعات الاميركية ، كما ستوسع مجال تبادل أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية .
وفي ختام الحفل قام راعي الحفل بتوزيع الشهادات على الطلبة الخريجين.
ومن الجدير بالذكر أن الجامعة الأميركية في مادبا، والتي فتحت أبوابها للطلبة من كافة دول العالم منذ العالم 2011، لديها سبع كليات وثمانية عشر تخصصا مختلفا. وهي جامعة أردنية خاصة وغير ربحية تتبع لقوانين وأنظمة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأردنية، كما أنها مسجلة كجامعة أميركية في وزارة التعليم العالي في ولابة نيو هامشير الأميركية.
تسعى الجامعة الأميركية في مادبا إلى تحقيق الإعتماد الأمريكي وبذلك تكون أول جامعة أردنية على الإطلاق تسير نحو الإعتماد.
تقدم الجامعة منحاً مختلفة للمتفوقين أكاديمياً كما تقدّم خصومات مميزة على بعض التخصصات.
[email protected]