احتفلت مدرسة الفنون "همدراشا" في الكليّة الأكاديميّة بيت بيرل بتخريج فوج جديد من الفنانين في مختلف التخصّصات كالفنون التشكيليّة والرسم والتصوير والاخراج والنحت وغيرها، وذلك بمشاركة الأهالي والأصدقاء والمحاضرين والطاقم الاداري والعديد من الفنانين المعروفين والشخصيات العامّة. وقد حصل الخريجون على شهادات اللقب الأوّل بالاضافة إلى شهادات التدريس في مجال الفنون. ويشار إلى أنّ الفوج لهذا العام تضمّن ست خرّيجات عربيّات، يشكلنّ قرابة ربع مجمل الخريجين، وبضمنهم، ليليان أبو ليل من عين ماهل، سهى غرّة من جت، حنين حصادية من الفريديس، عائشة عرار من جلجولية، براءة تايه من قلنسوة، وسهى ترتير من اللد.
وتضمن حفل التخرج اقامة معارض للخريجين، عرضوا فيها أعمالهم الفنيّة التي تناولت العديد من الموضوعات والمضامين ذات المدلولات والمعاني القيّمة والتي تجمل أربع سنوات من التعليم الأكاديمي. وقد أثنى المهتمّون ومتذوّقو الفن على المستوى الرفيع والقيمة الفنيّة العالية لهذه الأعمال.
ويذكر أنّ كليّة الفنون همدراشا، هي إحدى أعرق الكليّات في البلاد. وهي مؤسّسة رائدة في المجال الثقافي والتربوي والفني في البلاد، تخرّج فيها كبار الفنانين بشتّى التخصّصات الفنيّة. وتدمج الكليّة ما بين التعليم النظري والعملي، وتخرّج سنويًّا افواجًا من الفنانين المبدعين ذوي الافاق اللامحدودة والمدرّسين اللامعين في نفس الوقت، اذ تمنح اللقب الأوّل وكذلك شهادة تدريس في مجال الفنون، كما تمنح أيضًا اللقب الثاني في التربية للفنون. ويعتبر التنوّع الفكري والتعدّدية أحد حجارة الأساس التي تقوم عليها الكليّة، الأمر الذي يعزّز مكانتها كحاضنة للابداع والتميّز والحريّات.
الخريجة ليليان ابو ليل عرضت في الحفل النهائي فيلم قصير يروي قصة سعي ثلاث نساء عربيات من سكان الناصرة وراء طموحاتهنّ في تعلم الفنون بمستوى أكاديمي، إلا ان معارضة المجتمع والاهل والنظرة المحدودة للفن وأسباب أخرى شكلّت عائق أمام مسيرتهن ومنعتهن من تحقيق هذا الحلم، ولكن تلك العوائق لم تنجح في منعهنّ من الابحار في عالم الفن بمجهودهن الخاص وترك بصمة مميزة في عالم الابداع والتألُق.
معرض الخرّيجة براءة تايه تمحور حول التصوير الفني للوجوه والذي يعكس تعابير الوجه ولغة الجسد، وتقول براءة تايه أنّه من خلال التصوير بإمكانها تعلم الكثير عن الأشخاص الذين تصورهم، واقعهم، مخاوفهم وتطلعاتهم.
الخرّيجة سهى ترتير تعكس من خلال معرضها المكون من فيديو ولوحة تشكيليّة هاجسين يزدادان حدّة مع مرور السنوات، الهاجس الأوّل هو المشي باستقامة وثبات وعدم السقوط أو الانحراف عن الخط المستقيم والهاجس الثاني يرتبط بعالم المرأة الاستهلاكي.
أمّا معرض الخريجة عائشة عرار تحت عنوان سيرينا عربية فيتحدث عن كونها امرأة متدينة تصارعت لسنوات مع نفسها ومحيطها بشأن مسألة هل يسمح لها بالغناء، ويأتي معرضها تتمةً للبحث الذي قامت به خلال فترة تعليمها بعنوان "ما بين غناء المرأة في الدين الإسلامي وغناء السيرينا في الميثولوجيا اليونانية" وقد استنتجت أنّ الدين لا يحرّم الغناء طالما يراعي مسألة الاحتشام.
[email protected]